شمس نيوز/غزة

تأتي الذكرى الرابعة والأربعين لـ"يوم الأرض" الخالد، في وقت يواجه الفلسطينيون عدوًا آخر غير مرئي.. فيروس كورونا المستجد، والذي حصد آلاف الأرواح حول العالم.

وفي كل عام يحيي الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم يوم الأرض الذي يصادف الثلاثين من آذار/مارس من كل عام، بفعاليات شعبية واحتجاجية للتذكير بالهبة الشعبية التي انطلقت شرارتها في قرى الداخل المحتل قبل 44 عامًا.

تفجّرت الهبة عام 1967، عقب استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على نحو 21 ألف دونم من أراضي قرى فلسطينية في الجليل، ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه.

فاحتجّ الأهالي على ذلك بالمظاهرات والإعلان عن الإضراب الشامل في تاريخ 30 آذار/مار، لكن ما لبثت أن ازدادت حدّة المواجهات مع جيش الاحتلال لدرجة استخدام الدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وجرح واعتقال المئات.

وكانت هذه أول مواجهة بين فلسطينيي الداخل المحتل وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت النتيجة تراجع الاحتلال عن قراره بمصادرة الأرضي. 

وفي كل عام يتذكر الفلسطينيون شهداؤهم وهبتهم المباركة بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفتها سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة وتظاهرات شعبيىة في كل أماكن تواجدهم.

لكن انتشار جائحة كورونا هذا العام تقرر إلغاء الفعاليات المقررة لإحياء الذكرى والاكتفاء بفعاليات رمزية الكترونية، في ظل إجراءات الحجر المنزلي المفروضة في البلاد.

وقالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إنه تقرر أن "تتمحور النشاطات في يوم الأرض هذا العام حول التصدي لصفقة القرن الأميركية الصهيونية التي تستهدف أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم وتستهدف حقوقهم الوطنية والفردية والإنسانية".

وأطلقت اللجنة، حملة رقمية على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي تشمل: حدث على الفيس بوك وتغيير لصورة البروفايل في قالب موحد والبث المباشر على الصفحات الشخصية لما نقوم به في كل بيت فلسطيني بالإضافة إلى رفع أعلام فلسطين على الأسطح أو النوافذ وإطلاق نشيد موطني أو "سنرجع يوما".

وفي قطاع غزة، أعلنت الهيئة الوطنية لـ"مسيرات العودة وكسر الحصار" عن إلغاء المسيرة "المليونية" على طول الحدود الشرقية للقطاع والتي كانت مقررة بالتزامن مع يوم الأرض والذكرى الثانية لانطلاق المسيرات.

ودعا رئيس الهيئة خالد البطش إلى حرق العلم الإسرائيلي لما يمثله من ظلم واضطهاد تاريخي للشعب الفلسطيني، ولتأكيد المضي في المواجهة مع الاحتلال.

كذلك دعا إلى قرع أجراس الكنائس والصدح بالتكبيرات من المساجد والمنازل في كلّ المحافظات الفلسطينية، بعد أذان المغرب من اليوم الإثنين.

وسجلت فلسطين، حتى اليوم الإثنين، 109 إصابة بفيروس "كورونا" المستجد، فيما تفرض إجراءات متشددة لمنع تجمهر المواطنين وللسيطرة على الفيروس والذي أدى أيضًا إلى وفاة سيدة.