غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر ذكرى معركة جنين.. تحقيق خاص


أحياء يروون لـ"شمس نيوز" حكايات من أزقة الموت
شمس نيوز/عبدالله عبيد

"أول بيت هُدم في مخيم جنين بيتنا بحجة وجود مصنع متفجرات فيه، لنبقى مشردين من بيت لآخر، إلا أن الصبر والثبات كان سلاحاً ملازماً لنا ولعائلتنا بعدما تركنا والدي لعمله المقاوم وصد هذا الاحتلال الغاشم"، بهذه الكلمات بدأ عز الدين السعدي (27 عاماً) حديثه عن معركة مخيم جنين، وهو نجل القيادي بسام السعدي وشقيق الشهيدين "إبراهيم و عبدالكريم".

وتمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لملحمة جنين، التي اشتعلت مع بداية شهر نيسان 2002، وأطلقت عليها إسرائيل اسم عملية "السور الواقي" واجتاح خلالها الجيش الإسرائيلي عدة مدن بالضفة الغربية، وأعقبها في الثالث من أبريل بدء عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين، انتهت بمعركة بطولية، قتل فيها وجرح العشرات من جنود الاحتلال، واستشهد زهاء 60 فلسطينيًا وهدمت أجزاء كبيرة من المخيم.

وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أريئيل شارون أطلق عملية "السور الواقي" عقب سلسلة عمليات استشهادية، كان آخرها عملية فندق بارك في “نتانيا”، وهي كبرى العمليات الاستشهادية التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، وقتل فيها 36 إسرائيليًا وجرح 200، تلاها مباشرة اجتياح الضفة الغربية.

واستشهد خلال معركة جنين 60 فلسطينياً معظمهم مقاومون، فيما اعترفت السلطات (الإسرائيلية) بمقتل 23 جندياً، 14 منهم هلكوا في يوم واحد، و12 في كمين للمقاومين، فيما هدمت جرافات الاحتلال المخيم بالكامل.


الصبر والثبات

يقول عز الدين السعدي لـ"شمس نيوز": رغم صغر السن في تلك المعركة إلا أننا كنا نشارك المقاتلين فيها ونساعدهم في تحضير العبوات ومد الأسلاك، فقد اتخذنا من الاكواع سلاحاً لنا نحن الصغار، فكانت ترهب المحتل الجبان، وكنا نسمع صراخهم وهم يبكون ويقولون "إيما.. إيما".

ولفت إلى أنه في أحد ليالي الاجتياح أمطر جنود جيش الاحتلال المخيم بكميات كبيرة من النيران والصواريخ، لتفجير المقاومين بيت كان يتحصن فيه عدد من جنود الاحتلال، منوهاً إلى أن حرب الشوارع في تلك المعركة أثخنت العدو وأرهقته.

بصمات فعالة

ومن جانبه، يوضح عاصم أبو الهيجا (27 عاماً) نجل الأسير جمال أبو الهيجا، وشقيق الشهيد حمزة الذي اغتيل قبل بضعة أسابيع على أيدي جيش الاحتلال في جنين، أن جميع أهالي مخيم جنين كانت لهم بصمات فعالة في مقارعة الاحتلال من نساء ورجال، منوهاً إلى استخدامهم أسلحة خفيفة كالأكواع وبعض المتفجرات كانت ترهب جنود الاحتلال في تلك المعركة.

ويقول أبو الهيجا لـ"شمس نيوز": الاحتلال "الإسرائيلي" أنزل على مخيم جنين كل فرقه واستخدم جميع الأساليب التي كانت متاحة أمامه، إلا أن جميعها فشلت أمام صمود هذا المخيم"، مبيّناً أن صواريخ طائرات الأباتشي المقاتلة كانت تسقط على أزقة المخيم بأعداد مهولة، إضافة إلى استخدامهم للجرافات العسكرية لهدم البيوت فوق رؤوس أهلها.

ويضيف: كان المقاومون بعد قتل أي جندي إسرائيلي يقومون بسحبه إلى بيت مهجور، أو إخفائه في خزانة أحد البيوت، وفي إحدى المرات كانت فاحت رائحة كريهة من بيت مهجور، ليكتشف أن عددا من جنود الاحتلال مقتولون بداخله، فقمنا نحن ومجموعة من الشباب بالتهليل والتكبير على ما رأيناه".

لم تضعف عزيمتنا

من داخل المعركة ينقل لنا رائد طوالبة (31 عاماً) شقيق الشهيد "محمود طوالبة" أحد قادة الملحمة بعضا من المشاهد، قائلا: "ثلاثة عشر يوماً عشناها بين إطلاق القذائف والصواريخ وهدير الطائرات، إلا أن عزيمتنا لم تضعف، فاستطعنا بقوة الإيمان وعقيدتنا التغلب على الجيش الذي لا يقهر".

ويضيف طوالبة في حديثه لـ"شمس نيوز": رغم حجم الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في هذه المعركة، وقلة أعداد المقاومين، إلا أن ما يميز مقاومتهم، اعتمادهم على أساليب قتالية مختلفة في مقارعة الاحتلال بين كر وفر"، لافتاً إلى أن مساعدة أهالي المخيم من رجال ونساء وأطفال للمقاومين وقدوم مقاتلين من خارج المخيم عزز صموده والدفاع عنه.

ونوه طوالبة إلى أنه من الوسائل القتالية التي اعتمدوا عليها كثيرا في مقاومتهم للاحتلال، الوحدة بين الفصائل جميعًا واحتكامهم لرأي قائد واحد في غرفة العمليات المشتركة "وهذا هو سر نجاحهم في تلك العملية" موضحاً أن مخيم جنين ورغم أنه قدم الشهداء العِظام والقادة في تلك المعركة إلا أنه ولّاد بجيل يعشق الشهادة لأجل فلسطين.

وأطلقت قوات الاحتلال على مخيم جنين مصطلح "عش دبابير"، وحاولت اجتياحه قبل عملية "السور الواقي"، أكثر من مرة وفي كل مرة كان جيش الاحتلال يجد أهل المخيم له بالمرصاد يتصدون لجنوده بكل شراسة وثبات.

محللون: وحدة مقاتلي معركة جنين درس مهم للمقاومة

المكان: مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية. الزمان: فجر الثالث من نيسان/ أبريل 2002. الحكاية: معركة بطولية خضاها ثلة من المقاومين واجهوا فيها ببضع رصاصات وبصدور عارية أعتى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط. النتيجة: المقاومة تسطر أروع ملاحم الدم، فيستشهد منهم العشرات، ويكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح.

هذا باختصار ما وقع في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين قبل زهاء 12 عاما، في إطار الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي صادق عليها رئيس الوزراء حينها أرئيل شارون ضمن العملية التي أطلق عليها الاحتلال اسم "السور الواقي" واستهدفت عدة مدن بالضفة الغربية عقب عملية فدائية نفذها فلسطيني متزنر بحزام ناسف في تل أبيب وأدت لمقتل عشرات الإسرائيليين.

 

وفي هذا السياق، أكد محللون سياسيون أن معركة جنين حولت المخيم إلى رمز من رموز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيرين إلى أن المقاومة في تلك المعركة اتبعت أسلوباً عسكرياً وتكتيكاً متميزاً بحيث أنهم أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف العدو الإسرائيلي.

وشدد المحللون على أن وحدة العمل بين الفصائل في تلك المعركة كان عاملاً رئيسياً في نجاحهم وتحقيق أهدافهم، موضحين أنها شكّلت درساً قوياً لا بد أن يُدّرس للمقاومة الفلسطينية ويُستفاد منه .

وكانت معركة جنين قد بدأت في الثالث من نيسان عام 2002م، وانتهت بقتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال، واستشهاد زهاء 60 فلسطينيا وهدم أجزاء كبيرة من المخيم.

رمز الصمود

ويرى المحلل السياسي أنطوان شلحت أن مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، تحول في معركته مع العدو، إلى رمز الصمود والقتال الفلسطيني العنيد تحت شعار "النصر أو الموت"، مضيفاً: "عندما يتكرر اسم مخيم جنين تحضر على الفور الكثير من التداعيات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وباختصار هو عالم مصغر لفلسطين بكل ما يحمله من معاني الصمود والبقاء".

ويشير شلحت خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الصمود الأسطوري لثلة من المقاتلين الفلسطينيين في جنين أمام قوات الجيش الإسرائيلي المدججة بمختلف أنواع الأسلحة الأميركية الحديثة، شكّل لغزاً حيّر الكثير من المحللين والمعلقين السياسيين والعسكريين في إسرائيل ومناطق مختلفة من العالم.

وأوضح أن المقاومين استعدوا جيداً للمعركة مع القوات "الإسرائيلية" عبر زرع العبوات في كل زاوية، وعلى المداخل وفي الأزقة وعلى أعمدة الكهرباء، وفي السيارات المتوقفة، وفي البيوت، وخاصة تلك التي قدروا بأن الجيش الإسرائيلي سيدخلها، ونجح المقاتلون في إذلال ناصية الجيش الذي لا يقهر.

مازال صامداً

وتابع شلحت بالقول: مجرد وجود قوة تنبض بالحياة داخل المخيم وتقاوم وتُحقق الوحدة الوطنية بشكل يكاد يكون نادراً على مستوى فلسطين، فإن هذا يعني أن المخيم مازال صامداً وقادراً على أن يفاجئنا ويعود في كل مرة إلى صدارة العناوين الإعلامية".

ويلفت المحلل شلحت إلى أن وحدة العمل بين الفصائل في تلك المعركة كان عاملاً رئيسياً في نجاحهم وتحقيق أهدافهم ضد العدو، منوهاً إلى أن ما ينقص الشعب الفلسطيني الآن إعادة اللحمة الوطنية بين الفصائل، لأن القاسم المشترك الذي يجمع هذه الفصائل هو قضية فلسطين العادلة.

أسلوب عسكري تكتيكي

من جانبه، يؤكد المحلل السياسي عبد الستار قاسم، أن المقاومة في معركة مخيم جنين اتبعت أسلوباً عسكرياً تكتيكياً متميزاً، بحيث أنها أوقعت خسائر كثيرة في العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن ما قام به أبناء مخيم جنين في تلك المعركة كان مخططاً له .

ويقول قاسم لـ"شمس نيوز" : الجيش الإسرائيلي دخل المخيم وسيطر عليه حقيقة ولكن المقاومة رغم قلة أسلحتها وبساطتها أربكت هذا الجيش وزرعت الرعب في قلوب جنده"، مشيدا بشجاعة وجرأة وذكاء المقاتلين الفلسطينيين في المعركة والتي أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش "الإسرائيلي".

وشدد المحلل السياسي على ضرورة الاستفادة من التكتيك العسكري الذي اتبعته المقاومة في مخيم جنين عام 2002م، لافتاً إلى أنه لو قاوم الشعب الفلسطيني على مر تاريخه العدو "الإسرائيلي" كما قاوم أبناء مخيم جنين في معركتهم لزال الاحتلال منذ زمن.

درساً للمقاومة

ويضيف د.قاسم: تجسدت في معركة جنين وحدة فلسطينية حقيقية ووحدة جغرافية أيضاً وآزروا بعضهم بعضا، فكانت مواجهة فعالة شكلت درساً قوياً للمقاومة الفلسطينية التي من المفروض أن تعتبر من هذه المعركة".

وبيّن قاسم أن معركة جنين حافظت على ماء وجه الشعب الفلسطيني "لأن الاحتلال وقتها كان متخوفاً قبل الاجتياح من الخوض في معارك شديدة، فمخيم جنين غطى عجزنا في مواجهة الاحتلال". 


معركة جنين ..  تاريخ يلوّنه الدم..  وترويه الأجيال

شمس نيوز/ قاسم الأغا

عامٌ يتلوه آخر، يمر على ذكرى معركة جنين، وتبقى قصص الصمود والشهادة في المخيم محفورة في وجدان أبنائه وكافة الفلسطينيين الذين يتناولونها جيلاً بعد جيل، ويتلقفها الصغار قبل الكبار، يسردون رحلة الحياة والدم التي خاضها أبناء المخيم بأكفهم الطاهرة ليحطموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، التي طالما تفاخر بها العدو، وليصنعوا النصر بدمائهم وأجسادهم.

مع بداية شهر أبريل/ نيسان من عام 2002 اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مدججاً بالآليات العسكرية تسانده الطائرات الحربية مخيم جنين، وشنَّ هجوماً شرساً وواسعاً على المخيم من كافة الجهات وقصفه قصفا جوياً عنيفاً، بذريعة القضاء على "البنية التحتية للإرهاب الفلسطيني" كما جاء على لسان وزير جيش الاحتلال في حينه  شاؤول موفاز الذي كان يشرف على العمليات بنفسه.

وقام المقاتلون الفلسطينيون بتفخيخ مداخل المخيم بالعبوات الناسفة، مما أدى إلى إعطاب عدد من الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية وقتل العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي، وصمد المخيم على هذا الحال 11 يوما بدأت (1/4) وانتهت في(12/4)، إلى أن وضعت الحرب أوزارها ونجم عنها تدمير المخيم بشكل شبه كلي وارتقاء 60 شهيداً فلسطينياً من بينهم 26 مقاوما، إضافة إلى مصرع 24 جنديا إسرائيليا.

نموذج للبطولة

القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمخيم جنين، إبراهيم جبر، قال إن "معركة جنين تمثل نموذجاً من نماذج البطولة والتضحية اللامحدود، والكف الذي يلاطم المخرز، كما تمثل كسرا للعنجهية الصهيونية التي كانت تعتقد أنها بآلتها العسكرية العاتية تستطيع تحطيم إرادة الشعب الفلسطيني"، مضيفاً " المعركة لم تنته بعد، وإنما كانت مرحلة من مراحل الصراع الطويل مع الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع جبر في حديثه لـ"شمس نيوز": المخيم رغم التدمير الذي لحق به واستشهاد عدد لا بأس به من الأبرياء، نساء وأطفالا وشيوخا، واعتقال المئات من أبنائه داخل السجون الإسرائيلية، إلاّ أنه شكَّل ولا يزال يشكل هاجس خوف ومصدر قلق للاحتلال"، مؤكداً على أن المخيم سيبقى باسلاً وشامخاً رغم الصعاب و الإجرام الذي يُمارس عليه من قبل المحتل لكسر شوكته.

وبيَّن القيادي  في حماس، أن ثمة عوامل دفعت المخيم للصمود والتضحية، وهي إيمان أبنائه بالله عز وجل، وصدق عدالة قضيتهم وتفانيهم في التضحية وإصرارهم على الصمود والثبات وتحقيق النصر رغم تواضع العتاد الذي كان بحوزة مقاوميه، لافتاً إلى أن عامل الوحدة منقطعة النظير التي تميز بها المخيم ولا يزال، وتجلت مؤخرا بارتقاء الشهيد حمزة أبو الهيجا ورفيقيه من سرايا القدس وكتائب الأقصى، قلب معادلة القوة خلال المعركة.

وتابع قائلا: آن الأوان للجميع أن يدرك خطورة المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، لذلك لا بد من إعادة اللحمة والعمل على تعزيز الوحدة وإنهاء الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد" مشدداً على أن الخلاص والتحرر من الاحتلال لا يكون إلاَّ من خلال الوقوف صفاً واحداً تحت مظلة الوحدة الوطنية.    

حققت المفاخر والمآثر

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين طارق قعدان، إن الشعب الفلسطيني استطاع من خلال معركة جنين أن يسطر أروع ملاحم البطولة والتضحية، كما حقق المفاخر والمآثر"، مشيراً إلى أن المعركة كانت وما زالت قدوة لسالكي طريق الثورة و لكافة المنحازين لهذه القضية المقدسة.

وتابع قعدان متحدثا لـ"شمس نيوز": هذا المخيم الذي استطاع أن يخرَّج الأبطال والاستشهاديين يعتبر حلقة متكاملة ومتواصلة في طريق المقاومة التي تأتي في سياق ردة الفعل الطبيعية على الجرائم المتكررة التي يقترفها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن المخيم رغم جرعة الحقد الكبيرة ومساعي الاحتلال المتكررة لإذلاله وتركيعه من خلال قتل أبنائه بدم بارد وملاحقتهم، لن يبرح أحد أبرز قلاع المقاومة ومواقع المواجهة ضد المحتل.

وأضاف القيادي في حركة الجهاد: صمود أبطال مخيم جنين على أرض المعركة قرابة 11 يوما متواصلا، وانتصار دمهم على سيف المحتل، دليل واضح على إيمانهم الراسخ بالله، ثم بعدالة قضيتهم الوطنية، والتشبث بالمبادئ والفكرة النضالية، واعتبار أن الدفاع عن أرضهم ووطنهم من أقرب القربات إلى الله سبحانه وتعالى"، مبينا أن وحدة القوى المقاتلة في الميدان كان لها الأثر الإيجابي في تعزيز الثبات والتقدم بخطىً واثقة نحو مواجهة الاحتلال.

وأوضح قعدان أن التجارب الماضية أثبتت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتوحّد إلاَّ على أرضية المقاومة واختلاط الدم بالدم، وتمازج الأشلاء بالأشلاء، مؤكداً على أن هذا الطريق هو الوحيد الكفيل بصيانة الوحدة الوطنية وحماية حقوق الفلسطينيين وضبط بوصلتهم في اتجاه العدو المركزي وهو الاحتلال الإسرائيلي.

لم يحقق أهدافة

من جانبه، أكَّد القيادي في حركة "فتح" في جنين، جمال حويل، أن الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة جنين، لم يستطع أن يحقق أياً من أهدافه المعلنة آنذاك. وأضاف: الاحتلال كان يهدف بعد عمليتي السور الواقي ووكر الدبابير في مخيم جنين إلى سحق المقاومة وكسر عظامها، والقضاء عليها بشكل كامل، حيث أطلق عليها الاحتلال حرف O ليدلل على أنه لا منفذ ولا مفر للمقاتلين إلاَّ الموت داخل هذه الحلقة".

وقال حويل خلال حديثه لـ"شمس نيوز": من أبرز عوامل الانتصار على بربرية الاحتلال في معركة جنين هي الإيمان بالله والوحدة الوطنية والإعداد الجيد للمعركة والتلاحم مع الجماهير الفلسطينية داخل المخيم وخارجه" لافتاً إلى أن الغطاء السياسي والدعم الذي حظي به المخيم في حينها من قبل القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس الراحل ياسر عرفات ساهمت في تعزيز صمود المخيم أمام آلة البطش الإسرائيلية.

وأضاف القيادي في فتح: لاحتلال في كل عملية اقتحام للمخيم يحاول أن ينتصر ويستعيد جزءً من كرامته التي فقدها في معركة جنين، ويظهر ذلك من خلال العمليات الهمجية التي ما زال يرتكبها بحق المخيم وأبنائه" مشدداً على أن شرارة المقاومة لا يمكن أن تهدأ داخل جنين وغيره من المناطق الفلسطينية المحتلة إلاّ بعد تحرير فلسطين وكنس الاحتلال منها.