غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الشكوك الإسرائيلية تسيطر علي خطط تبادل الأسري مع حماس

الأسرى المحتجزين لدى حماس

بقلم: أشرف أبو الهول، رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية

مع تجدد الأمال في استئناف مفاوضات تبادل الأسري بين حركة حماس وإسرائيل بعد عرض يحي السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة بتخفيف شروط الحركة مقابل الكشف عن مصير الأسري الإسرائيليين الأربعة في غزة تتجه الأنظار حاليا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمعرفة ما إذا كان جادا في إلتقاط الفرصة والدخول في مفاوضات حقيقية لإنهاء هذا الملف الذي يعود عمره إلي ست سنوات أم انه سيواصل المماطلة والتسويف لدفع حماس لتقديم مزيد من التنازلات .

وتعود بداية ملف اسري إسرائيل لدي حماس إلي ست سنوات وتحديدا إلي فترة العدوان الإسرائيلي علي القطاع حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في 20 يوليو 2014 عن اسر الجندي شاؤول أرون وأعلنت في أخر يوم للعدوان وهو الجمعة الأول من اغسطس 2014 عن اسر الضابط هدار جولدن ومنحتها السماء هديتين أخريين أولهما إعتقال الشاب الإسرائيلي من أصل اثيوبي أفيرا منجستو بعد أن دخل غزة لسبب غير معلوم في سبتمبر 2014 وتكرر الأمر مع الشاب البدوي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية هشام السيد الذي جري إعتقاله بعد تسلله للقطاع في 20 ابريل 2015 .

وعلي عكس مافعلته إسرائيل بعد قيام حماس بأسر الجندي جلعاد شاليط في عملية الوهم المتبدد التي جرت في 25 يونيو 2006 وتحركاتها المتواصلة ومنذ اللحظة الأولي لتأمين إطلاق سراحه سواء بشن أكثر من عدوان ضد غزة او بالإنخراط في مفاوضات إلي ان تحقق لها ماارادت في عام 2011 فقد تعاملت مع قضية الأسري الأربعة بشكل مختلف ولم تبذل جهدا جادا لتأمين إطلاق سراحهم وكان همها الأول هو الا تدفع ثمنا باهظا لإتمام أي صفقة للتبادل كما حدث في صفقة " وفاء الأحرار " مع شاليط الذي أطلقت المقاومة سراحه مقابل 1027 أسيرا بينهم زعماء كبار في حماس ومنهم القائد يحي السنوار نفسه وأسري من القدس المحتلة وحتي من عرب الداخل وهي الصفقة التي جرت بوساطة مصر .

ويعود البرود الإسرائيلي في التعامل مع ملف الأسري الأربعة الموجودين في يد حماس حاليا علي عكس ماحدث مع جلعاد شاليط لأسباب عديدة أولها هو ثقة نتنياهو وجيش الإحتلال بأن الجنديين شاؤول ارون وهدار جولدن ليسا علي قيد الحياة حيث تم تفعيل بروتوكول "هانيبعل" بعد ورود أنباء أسرهما وينص هذا البروتوكول علي عدم السماح للعدو أيا كان بأسر الجنود أحياء ولذا يتم إستخدام قوة مفرطة في متابعة المهاجمين للقضاء عليهم حتي وأن ادي ذلك إلي مقتل الجندي المأسور بين أيديهم وهو ماحدث بالفعل في حالة الجندي هدار جولدن وهو ملازم ثاني من قوة جفعاتي فبمجرد ورود أنباء اسره حتي سوت إسرائيل الأرض بمنطقة عملية الأسر في رفح كما دمرت النفق الذي يعتفد أن عناصر حماس أستخدمته لنقله وقد سميت هذه العملية بيوم الجمعة السوداء لأنها أسفرت عن إستشهاد 140 فلسطينيا علي الأقل وتدمير عشرات المنازل وبناء عليه فأن لدي إسرائيل قناعة بأن حماس لم تأخذ جولدن حيا .

وينطبق الأمر ذاته علي الجندي شاؤول ارون الذي أختفي بعد تفجير المقاومة الفلسطينية لأكثر من مدرعة إسرائيلية في منطقة التفاح بشرق غزة في 20 يوليو 2014 ومقتل 14 جنديا إسرائيليا طبقا لتقديرات كتائب القسام و11 جندي حسب الإعتراف الإسرائيلي وكما فعلت إسرائيل في حالة هدار جولدن من تفعيل لبروتوكول "هانيبعل" وتدمير منطقة الإشتباك فقد دمرت المنطقة التي تعرض جنودها لكمين فيها وهي منطقة التفاح بشرق غزة وبالتالي ففرص مقتل شاؤول مع المقاومين الذين اسروه تبقي واردة بقوة .

وفيما يتعلق بالأسيرين المدنيين وهما الأثيوبي أفيرا منجستو والبدوي هشام السيد فأن إسرائيل لم تهتم بهما كثيرا وأعتبرتهما مخطوفين خاصة مع إعلان اهل الأثنين انهما يعانيان من أمراض نفسية بينما ترددت أنباء عن أن أحدهما وهو هشام السيد أعتاد التسلل إلي غزة لأسباب تتعلق بالمخدرات وبالتالي كان هم إسرائيل أن تتجنب دفع ثمن باهظ لحل قضية أسراها الأربعة أستناذا إلي بروتوكول "هانيبعل" الذي أدي استخدامه لتصفية الجنديين هدار جولدن وشاؤول ارون حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي رغم رفض اهالي الجنديين لهذه الفرضية وإصرار حماس علي عدم الكشف عن مصيرهما إلا بعد الحصول علي مقابل كبير .

وقد ساعد سلوك حماس في قضية الأسري الأربعة علي مدي السنوات الست الماضية إلي تعزيز إعتقاد إسرائيل بان هدار جولدن وشاؤول ارون ليسا علي قيد الحياة ففي قضية شاليط سارعت حماس بعد عام تقريبا من أسره إلي بث تسجيل بصوته لدفع إسرائيل للدخول في مفاوضات لمبادلته وعندما أصرت تل أبيب علي الحصول علي دليل اخر يتضمن صورة حديثة لشاليط عرضت حماس في 2 اكتوبر 2009شريط فيديو مدته دقيقتين للجندي الأسير وهو يقرا نسخة حديثة من أحدي الصحف الفلسطينية وجاءت هذه البادرة التي أدت لإطلاق مفاوضات جادة مقابل إطلاق إسرائيل سراح 19 أسيرة فلسطينية ولكن فيما يتعلق بقضية الأسري الأربعة فأن حماس لم تقدم أدلة علي انهم احياء وخاصة الجنديين وأشترطت حماس أن تقوم تل ابيب بإطلاق سراح كافة اسري صفقة وفاء الأحرار الذين اعادت إعتقالهم بحجة عودتهم للنشاط المقاوم وهو شرط رفضته إسرائيل بقوة إستنادا إلي تفسيرات بروتوكول هانيبعل .

ويبدو أن رفض إسرائيل المتواصل لمطلب حماس بإطلاق سراح اسري صفقة وفاء الأحرار وبرودها في التعامل مع هذا الملف كان السبب الذي دفع يحي السنوار إلي تبني موقف اكثر مرونة وهو أن يتم كشف موقف الاسري الإسرائيليين الأربعة مقابل قيام تل أبيب بإطلاق سراح الأري من النساء والأطفال والمرضي وكبار السن مما جعل الأمر ياتي في اطار انساني وفي ظل أزمة تفشي مرض كورونا وهو مادفع الإعلام الإسرائيلي لدغوة نتنياهو للإستجابة لعرض السنوار والدخول في مفاوضات جادة لإنهاء هذا الملف خاصة وان هناك إحتمال بأن يكون أحد الأسيرين المدنيين منجستو وهشام السيد أو كليهما قد قتل في قصف إسرائيلي علي غزة في العام الماضي كما المحت مصادر في حماس منذ فترة .

وفي حالة استجابة إسرائيل لمبادرة السنوار ومعرفة مصير أسراها فالمؤكد أن ذلك سيؤدي إلي إزالة عقبة كبيرة أمام تحويل أتفاقات التهدئة الهشة بين الطرفين إلي اتفاقات دائمة.

 

نقلاً عن صحيفة الأهرام المصرية

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".