غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خطاب الامين .. وميزان القوة

خالد صادق
بقلم /خالد صادق
العالم يستند في علاقاته مع الاخرين على منطق القوة, فميزان القوة هو الذي تحكم ويدير هذا العالم, فلا اتفاقات ولا مواثيق ولا معاهدات او قوانين تحكم العالم ما لم تكن مستندة لعنصر القوة, وفلما كنت قويا ومتماسكا كلما حققت انجازات ووصلت الى اهدافك بشكل اسراع, لقاء الامين العالم لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة مع قناة الميادين, استند فيه الى لغة القوة, تلك اللغة التي لا تفهم اسرائيل غيرها, ويتخاطب بها العالم, ويحكم علاقاته وفقها وكأننا نعيش شريعة الغاب, وطالما ان القوة اصبحت هي العنصر الاساسي والقانون الذي يدير العالم, فكان خطاب الامين العام قويا, ومستندا الى قانون القوة الواقعي, فالأمين العام ركز على عناصر القوة التي خاطب بها الاحتلال الصهيوني فقال.
 
اولا: كل المدن الفلسطينية المحتلة، تقع ضمن مدى صواريخ المقاومة في غزة، مشدداً على أن قطاع غزة باتَ قلعةً متينة وشديدة للمقاومة الفلسطينية, ولدينا جبهة مقاومة تمتلك المعنويات والإرادة على الاستمرار في المواجهة و"اسرائيل" تحسبُ ألف حساب لأي عدوان على غزة، حتى لا ترد المقاومة", وهذه رسالة قوة واضحة وصريحة موجهة للاحتلال الصهيوني الذي يتربص بالمقاومة الفلسطينية, ويلوح بتوجيه ضربات عسكرية مؤلمة الى قطاع غزة, والعودة الى مسلسل تصفية المجاهدين, فاكد الامين العام ان هذه الحماقات الصهيونية لها ثمن سيدفعه الاحتلال في حال اقدامة على ارتكاب اية حماقة.
 
ثانيا: اكد ان الشعب الفلسطيني سوف يستمر بالمقاومة، حتى يخلق وقائع جديدة، ويحقق إنجازات، مشيراً إلى أن المقاومة وجدت لتواجه الاحتلال وتبادر، وليس لتعيش معه حالة مساكنة. ونوه إلى أن المقاومة الفلسطينية، والمقاومة في المنطقة اليوم أقوى من أي وقت مضى, وهذا معناه ان حالة التلاحم بين المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني هى كالزواج الكاثوليكي لا فكاك منه, وهذا التلاحم يمثل عنصر قوة في مواجهة الاحتلال ووقف مخططاته العدوانية, وشدد الامين العام ابو طارق ان المقاومة وجدت للتصدي للاحتلال ومواجهته والمبادرة الى ايقاع الخسائر في صفوفه حتى يندحر عن ارضنا الفلسطينية المغتصبة, ومن يراهن على ضرب العلاقة بين المقاومة وشعبها فهو خاسر لان المقاومة باتت ثقافة يتمتع بها الفلسطينيين.
 
ثالثا: الأمين العام للجهاد الاسلامي قال أن العالم قائمٌ على القوة، وإذا فقدنا القوة والقدرة على المقاومة، فلا قيمة لنا, وهذا المنطق هو الذي يحكم العالم, وبات لزاما على الكل الفلسطيني ان يدرك ان الحقوق لا تمنح, انما يجب ان تنتزع انتزاعا, وهذا يدفعنا لضرورة مجابهة الاحتلال والمبادرة الى مواجهته لإحباط مخططات الضم والتوسع الاستيطاني وتهويد الحرم الابراهيمي وتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا, وهذه رسالة يجب ان يدركها الجميع ولا يجب الركون بأي حال من الاحوال لأي حلول تستند الى تسوية او مبادرات لأنها ير واقعية.
 
رابعا" الامين العام للجهاد الاسلامي وصف الفلسطيني الصادق بأنه هو الذي يجبُ أن يقول إن "اسرائيل" احتلت فلسطين، وعلينا أن نواجه ذلك" ولا ينخدع بالحلول الاستسلامية, فالمواجهة مع الاحتلال قدر حتمي لا مفر منه, وعلينا ان نكون متأهبين دائما لمواجهة الاحتلال والتصدي له, المطلوب منا التمسك بالمقاومة، لأنه لا يوجد لدينا خيار آخر لانتزاع حقوقنا, سوى خيار المقاومة كخيار استراتيجي ومركزي لن نتخلى عنه.
 
خامسا: الامين العام انتقد موقف السلطة التي كانت تقاتل لأجل ما يسمى بحل الدولتين وتحول دورها فجأة للبحث عن تصاريح عمل, وهى تدير الأمور في الضفة بأقل من حكم ذاتي, وقد ارتضت لنفسها بأسف شديد ان تلعب هذا الدور, وكان يمكن ان تحتمي بشعبها الفلسطيني الصامد والمجاهد, وتحتمي بالمقاومة لكنها لم تفعل ذلك وتخلت عن واجبها تجاه شعبها من اجل ان تبقى تدور في دائرة التسوية السلمية التي لا مخرج منها.
 
سادسا: الامين العام أبدى استغرابه من وجود تحالف بين بعض القوى الفلسطينية مع دول مستعدة للتطبيع مع "اسرائيل" وانتقد بشدة الخطاب السياسي العربي، وطالب النظم السياسية العربية باتخاذ إجراءات عملية تنحاز للقضية الفلسطينية، مؤكدا اننا لا نريد أن نبني أوهاماً ونقول إن العرب يدعموننا ويساعدوننا, العرب عملياً يعتبرون قوى وحركات المقاومة الفلسطينية، حركات إرهابية" وهذا تخلي واضح عن دورهم الداعم للقضية الفلسطينية, في المقابل فان ايران لا تتخلى عن دعم المقاومة وحزب الله يقدم تسهيلات كبيرة لنا وبلا حدود, واشاد بالاحتفال بيوم القدس العالمي الذي يجعل فلسطين قبلة للمسلمين في شتى بقاع العالم.
 
علينا ان ندرك ان العالم يتغير, وخطابنا يجب ان يتغير وفق المنطق الذي يحكم هذا العالم, وهو منطق القوة, ومقاومتنا الفلسطينية هى رمز قوتنا وهى عنوان التحرير والاستقلال, لذلك يجب دعمها ومساندتها بلا حدود.
"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".