غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر حماس في ذكرى الانطلاقه 27 منعطفات تاريخية قوية

شمس نيوز/غزة

توافق الأحد الذكرى الـ27 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ مرت خلال هذه المرحلة بكثير من المنعطفات التاريخية التي كان لها أثر كبير على مسيرتها، لاسيما من الناحيتين السياسية والعسكرية.

وحركة حماس هي حركة مقاومة فلسطينية وطنية أعلن عن تأسيسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين بعد اجتماعه بستة من كوادر وكبار العمل الدعوي الإسلامي، وهم: إبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة، وعبد الفتاح دخان، وعبد العزيز الرنتيسي، ومحمد النجار، ومحمد طه.

وزعت الحركة بيانها التأسيسي في 15 ديسمبر 1987، إبان الانتفاضة الأولى، ثم صدر ميثاق الحركة في أغسطس 1988، لكن وجود التيار الإسلامي في فلسطين له مسميات أخرى ترجع إلى ما قبل عام 1948.

وتعود جذور حماس إلى جماعة الإخوان المسلمين التي انطلقت في مصر في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، وقبل الإعلان الفعلي عن الحركة في 1987 كانت تعمل في فلسطين تحت مسميات عديدة أبرزها: "المرابطون على أرض الإسراء" ، و"حركة الكفاح الإسلامي".

شاركت حركة حماس بقوة في انتفاضة الحجارة (1987)، وبعد قدوم السلطة إلى الداخل الفلسطيني، تعرض عناصر الحركة لملاحقة أمنية من أجهزة السلطة، واعتقل بعضهم، وقتل آخرين برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) برزت عمليات نوعية لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، إذ نفّذ عشرات العمليات الاستشهادية داخل الكيان الإسرائيلي وأوقعت عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين.

وفي 26 أكتوبر 2001 أعلنت كتائب القسام إطلاق أول صاروخ محلي الصنع من طراز "قسام1" على مستوطنة سديروت شرقي قطاع غزة، وأخذت صناعة الصواريخ من حينها تتطور بشكل كبير إلى أن وصلت في الفترة الأخيرة إلى 160 كم.

في العام 2004 اغتالت "إسرائيل" مؤسس الحركة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والقائد الذي تلاه في قيادة الحركة عبد العزيز الرنتيسي، ثم أتبعت ذلك باغتيال قيادات سياسية وعسكرية في محاولة منها لضرب الحركة في مقتل.

انتخابات وحكومة

بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، بدأت الحركة في تطوير بنيتها العسكرية بشكل ممنهج- رغم ما تعرضت له من ضربات قوية- لكنها مع ذلك لم تغفل الجانب السياسي، وشاركت في الانتخابات التشريعية عام 2006، وحظيت على أغلبية مقاعده.

بعد فوز الحركة في الانتخابات وتشكيلها الحكومة، فرض المجتمع الدولي والكيان الإسرائيلي حصارًا مشددًا على القطاع، في وقت عانى فيه رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك إسماعيل هنية ووزراءه من رفض الأجهزة الأمنية تنفيذ الأوامر.

تعمل الحركة- بحسب ميثاقها- لتحرير كل الأرض الفلسطينية المحتلة من البحر إلا النهر، لكنها فيما بعد أبدت موافقتها على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 دون الاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود على الأراضي الأخرى.

في يونيو 2006 نفّذ مقاتلون من كتائب القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام، عملية "الوهم المتبدد" النوعية جنوب قطاع غزة، فأسروا الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من داخل دبابته وقتلوا عددًا آخر، ورد جيش الاحتلال حينها بقصف مناطق متعددة بالقطاع وتدمير محطة الكهرباء الوحيدة.

في صيف 2007 وقعت اشتباكات مسلحة بين عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وعناصر من حركة فتح من جهة، وعناصر من كتائب القسام والقوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية في ذلك الوقت الشهيد سعيد صيام من جهة أخرى، وانتهت تلك الاشتباكات بسيطرة حركة حماس على القطاع بشكل كامل في 14 يونيو 2007.

ثلاثة حروب

وتزامنًا مع استمرار الحصار المشدد على قطاع غزة، شنّنت إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة أسمته "الرصاص المصبوب" بهدف القضاء على حركة حماس وإعادة الجندي الأسير شاليط استمر 33 يومًا، لكن الحرب انتهت دون تحقيق الكيان الإسرائيلي أيًا من أهدافه، وكبّدت المقاومة جيشه خسائر في الأرواح والآليات في معركة أطلقت عليها "الفرقان".

وفي العام 2011، أجرت حركة حماس صفقة تبادل أسرى مع الكيان الإسرائيلي برعاية مصرية أسمتها صفقة "وفاء الأحرار"، وأفرجت "إسرائيل" بموجبها عن 1027 أسيرًا بينهم أصحاب محكوميات عالية مقابل الجندي شاليط.

وفي 2012، شنّت "إسرائيل" عدوانًا جديدًا على القطاع أسمته "عامود السحاب" استمر لثمانية أيام، بدأته باغتيال نائب القائد العام للكتائب الشهيد أحمد الجعبري، لكن الكتائب أطلقت "معركة حجارة السجيل" لصد العدوان الإسرائيلي، وتمكنت من قصف "تل أبيب" وعشرات المدن الإسرائيلية لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

وكان من العوامل الأساسية التي أسهمت في إيقاف العدوان الدور المصري الذي لعبه الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، إذ وقع مع القطاع بشكل كبير، وهدد الكيان الإسرائيل "بغضبة شعب وقيادة" في حال لم يوقف العدوان على غزة.

وفي عام 2014 شنت "إسرائيل" للمرة الثالثة عدوانًا همجيًا على القطاع- مستغلة الأوضاع الإقليمية المضطربة- تحت اسم "الجرف الصامد"، وقتلت نحو 2200 فلسطيني، وهدمت آلاف المنازل والمنشئات والأبراج، لكن المقاومة أطلقت عملية "العصف المأكول" وأمطرت بصواريخها عشرات المدن الإسرائيلية من الشمال إلى الجنوب، ووصلت صواريخ المقاومة لأول مرة إلى حيفا (160 كم).

انتهت الحرب الإسرائيلية الأخيرة بعد 51 يومًا، وانسحب الجيش الإسرائيلي من غزة بعد قتل نحو 74 جنديًا، وجرح أكثر من 1500 آخرين- حسب اعترافه-، لكن القسام أعلن عن أسر جندي إسرائيلي يدعى أرون شاؤول خلال العدوان، فيما لازال مصير بعض الجنود الإسرائيليين مجهولًا بانتظار فتح "الصندوق الأسود".

وبرز جليًا خلال معركة "العصف المأكول" التطور الكبير في أداء مقاتلي كتائب القسام، إذ نفذوا العديد من العمليات الخاصة "خلف خطوط العدو"، فاقتحموا بحرًا قاعدة زيكيم العسكرية، واقتحموا برًا مواقع ناحل عوز وأبو مطيبق وغيرها، وأرسلوا طائراتهم للتحليق فوق "تل أبيب" وغيرها من المناطق المحتلة.

وامتنعت الحركة العام الماضي عن إقامه مهرجان انطلاقتها السنوي الـ26- الذي دأبت على إقامته في كل عام لإيصال رسائل سياسية وعسكرية- وأنفقت أمواله المرصودة لإغاثة المواطنين بعد تضرر مئات المنازل بمنخفض "ألكسا".

وفي هذا العام، ألغت الحركة إقامة مهرجانها السنوي للاحتفال بالذكرى الـ27 للانطلاقة بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، جراء استمرار الحصار، وتأخر إعادة إعمار القطاع بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.

المصدر: وكالة صفا