قائمة الموقع

نعمة الوعي

2020-05-31T09:13:00+03:00
قلم

بقلم / ناس حدهوم أحمد

هلا سألنا أنفسنا نحن العرب لماذا نحن متخلفون  لماذا نحن كأمة عربية تمتلك كل المقومات لكي تكون قوة عظمى بينما نحن واقعيا وميدانيا نحتل المرتبة الأخيرة بين أمم المعمور ؟
لماذا شعوبنا العربية لا تقرأ ولا تكتب ونسبة الأمية فينا قد تتجاوز السبعين في المائة ؟ لماذا إداراتنا بدائية ومنحطة مثل برلماناتنا وحكوماتنا إلى درجة تثير القلق وتثير الضحك أحيانا أخرى ؟
لماذا نحن العرب كلنا متشابهون في مرض التخلف متشابهون في الفقر وانعدام العدالة الإجتماعية والبطالة وكل الأمراض الأخرى المزمنة التي يصعب عدها ويصعب أيضا علاجها ؟
لابد أن تكون هناك أسباب وخلفيات وجيهة وواضحة . نتعامى بقصد عن مناقشتها أو تحليلها بينما هي تتضخم يوما عن يوم وفي واضحة النهار وعلانية وتشتكي منها شعوبنا ولا أحد من المسؤولين
يعبأ لها . فالحكومات العربية ليس لديها سوى الوعود أو الوعيد . لأنها متخبطة ومرتبكة وقاصرة ليس لديها حل إلا مصالحها والتكالب على نهب المال العام والهروب نحو الأمام.
الأمة العربية تحتاج كذلك إلى فصل الدين عن السياسة . إلى نعمة العقل والوعي فبدونهما لا يمكن للأمور أن تستقيم / وعي سياسي . وعي أخلاقي . وعي إجتماعي . وعي فكري ثقافي . ولكي نضع البيض في سلة واحدة ونجمع ونطرح ونقول
نحتاج إلى الوعي الإنساني . وهذا الوعي الإنساني له أسسه ومرتكزاته وأركانه التي سيصطلي عليها هرم المجتمعات والأوطان والأمم . وأول هذه الأسس / منظومة التعليم . منظومة العدالة الإجتماعية ومنظومة
النخبة ( وليس بمفهومها الطبقي ) منظومة خبراء كفاءات سليمة الرؤية وسليمة الباطن والضمير ونكران الذات خدمة للمصالح العليا لهذه الأمة التي تخبط خبط عشواء . هناك زعامات لأمم أصبحت اليوم أمما
فعالة وقوية ومزدهرة بشعوب مؤطرة تأطيرا علمانيا وعقلانيا تساهم بحنكة وفعالية في بناء مستقبلها فلما لا نقتدي بها؟ . فالقاعدة الأساسية لكل تقدم هي خدمة الشعوب . لأن خدمة الشعوب من خدمة الأوطان والأمم .
فالإدارات التي لا تخدم مواطنيها وتبتزهم مثلا وتستفزهم وتعذبهم هي إدارات بالضرورة فاسدة . وحينما تكون الإدارة فاسدة فإن الشعوب نفسها تتحول إلى شعوب فاسدة لأنها بدون حقوق تخصها فتندفع إلى
سرقتها ونهبها بالطرق المشبوهة فيصبح الجميع مشاركا في الفساد . فينتشر التسيب والفوضى والنهب وتختفي القيم الجميلة من حياة الشعوب ليخلص الجميع إلى الإصابة بالخلل العقلي .وهذا بالضبط ما يحدث الآن
للأمة العربية . وبات واضحا أن العالم العربي باختلاف أنظمته وتناقضاتها ما هي إلا ألعوبة في يد القوى العظمى من هذا المعسكر أو ذاك . والشعوب هي من تؤدي الثمن ولكن إلى متى ؟

اخبار ذات صلة