بقلم / مروان صباح
الخلاصة الأقرب ، وللإنصاف إياه ، الذي عادةً يقدمه المهزوم ، يقتضي التسليم بأن نتنياهو سجل نجاحات جمة ، بل أنجز سلسلة اختراقات كبرى لدرجة ألحق الضرر المفيد بين المكونات الإسرائيلية ، والضرر الضار بالمكون الفلسطيني ، فبادئ ذي بدء ، لقد وضع رئيس وزراء إسرائيل الحالي ، الذي بات يعرف بصاحب المدة الأطوال لحكم الدولة العبرية ، جميع المكونات السياسية أمام مسؤوليتهم التاريخية ، بضرورة المشاركة في تنفيذ المشروع الأصلي لوعد بالفور قبل أن يشهد تعديلات ، لم ترضى آنذاك عنها الحركة الصهيونية ، ومن ثم وضعَّ الفلسطيني والعرب والمسلمين والعالم جميعهم في مأزق المراوحة ، منطلقاً من القاعدة الترمبية ( الشهيرة ) والتى يخوض الأخير على أساسها معاركه الحديدية مع خصومه الخشبيون ، ولأن أيضاً لكل شيء أصل ، فأن نتنياهو أعتمد منذ وصوله إلى سدة الحكم على طريقة طريفة في تحقيق أهدافه ، تلك العبارة التى يرددها من يقولها أثناء شعوره بالعظمة ، ( أصنع الكبيرة ) ستلتحق الصغائر أتوماتيكياً بها ، إذن كل ما صنعه نتنياهو لا يختلف في الجوهر عن ما صنعه سابقاً روهان القادم من أستراليا والمنتمي لمذهب المشيحانية ، الرجل الذي نفذ عملية حرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى ، وبالطبع راهن روهان في الماضي كما يراهن نتنياهو اليوم ، بأن العالم كان قد شهد على كبريات جرائم الإنسانية ولم يحرك ساكناً ، وبالتالي ما هي الدوافع التى يكمن لها تحريكه اليوم ، وهذا بالفعل ، أثبته قرار المحكمة التى قضت بأن الرجل ليس مؤهلاً عقلياً لكي تنظر في قضيته ، بل أعتبرت روهان ، عندما فعل فعلته كان تحت تأثير التخيلات والأوهام واللذان جعلته فاقد السيطرة على تصرفاته .
وهاهو نتنياهو بضربة واحدة أخذ القدس بالكامل وأسقط الحقوق التاريخية لأي فرد أو جهة أو شعب من غير اليهود فيها ، وراهن كما كان روهان حارق المسجد يراهن على صمت وتواطؤ العالم ، بل لو افتراض المرء بأن العالم تحرك ، كان اليوم نتنياهو في أسواء أحوله ، سيقبع في مستشفى للصحة النفسية بقرار من القضاة ، وهؤلاء كما اعتاد المراقب عليهم ، على جاهزية دائمة وأبدية في تقديم تبريرات لأفعل الفاعل ، على أنها لم تكن نابعة من واقع إرادته ، وبالتالي ، لقد صنع نتنياهو ( الكبيرة ) كمل يقال بين أهل الصعيد في مصر ، وكل ما بعد القدس ، ليس سوى تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر في واقع الحال ، إذن ، في الأول من تموز ، سيبدأ تاريخ ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ، تحديداً الخالية من السكان إلى السيادة الإسرائيلية ، وبالتالي بهذا الضم ستنهي الحكومة الإسرائيلية ، انقسام الهوية اليهودية بين المستوطنين والمواطنين ، بل ، تعتبرها فرصة ملائمة لا يمكن لها أن تتكرر ، طالما واقع العربي على الأخص والعالم عموماً داخلين في سبات قديم وعميق ، بل لا يمكن لصهيوني عاقل أن يُضيعها أو يؤجلها ، تماماً كما كانت الفرصة سابقاً مؤاتية ، عندما أعلنوا عن إنشاء دولتهم على أرض أجدادهم ، فما أشبه اليوم بالبارحة ، بل هو يندرج في سياق استكمالي للمشروع الصهيوني التى أعاقته الظرف الدولية لسنوات طويلة وهذا ايضاً ينطبق على هضبة الجولان .
هناك حقيقتان لا يمكن إنكارهما أو التغافل عنهما ، اولاً ، كل من يزور إسرائيل ، ضمنياً يقدم اعترافاً بالقدس كعاصمة لدولة اليهود ، ثانياً ، كل من تبقى من سكان الضفة الغربية ، هو آمن في بيته حتى أشعار آخر ، وبالتالي الصهيونية تتعهد حسب صفقة الرئيس ترمب بعدم المساس به أثناء تنفيذ بنود الصفقة ، إذن الضم سيوحد الهوية اليهودية في إسرائيل كما وحدها على الصعيد السياسي أثناء تشكيل ملك إسرائيل الجديد لأهم ثاني حكومة على الإطلاق في عمر الدولة ، بعد الحكومة الأولى التى كان قد شكلها ممثل الصهيونية العالمية ديفيد بن غوريون ، في المقابل ، الضم سيشتت الفلسطيني أكثر مما هو مشتت ، فاليوم قطاع غزة فعلياً يُحكم من الجناح العسكري لحركة حماس وبالتالي غزة بالنسبة لحماس تعتبر قاعدة واضحة لا تقبل لأي متغيرات أو شراكة ، في حين الضفة الغربية تنقسم بين خمسة مربعات ، الأول ، الجيش الاسرائيلي ، الحاكم العسكري الفعلي ، المربع التالي ، المستوطنون القوة الاقتصادية الفعلية ، متسلحون بتسلح خاص ومتفوق ، وايضاً محميون قانونياً من الحكومة الإسرائيلية ، المربع الثالث ، حركة فتح ، الجناح الوطني الذي يسعى إلى تحقيق مشروع الدولة لكنه فاقد الأهلية لذلك ، بحكم افتقاده للحد الأدنى من المقومات ، رابعاً ، الجناح الفتحوي الآخر ، يصنف بالمتصاهر ، أي لا يجد حرجاً بالتماهي مع أي مشروع تقوده الصهيونية في فلسطين أو حتى اقليمياً ، هذا الجناح ، لديه شراكة عميقة مع الإسرائيلي وعلى الصعد المتنوعة ، التجارة والسياحة والتعليم والطب والثقافة والسياسة والأمن والاستخبارات والمنظومة الأهلية واسعة التأثير ، وهو فعلياً يعتبر بالجناح الأهم ، لكنه حتى الآن غير قادر على قيادة المشروع بمفرده ودائماً يبحث عن واجهة وطنية يختبئ ورائها ، أما الأخير ، حركة حماس التى تأخذ من الضفة الغربية وضعية المتربص .
إذن ، إذ ما أشاح المحقق بنظرة عميقة عن كل ما يطرح في الإعلام ، على الأخص ، تلك المحاولة الإقناعية لمواطنين الضفة الغربية والقدس معاً ، بأن العمليات التطويرية للحكم المحدود ، يمكن لها أن تشبع غليل المتعطشين للدولة المستقلة ، فهي في جوهرها ، كلام فارغ ، وايضاً كل ما يقال عن الوطن البديل ، ايضاً لا يقل عقماً عن الأول ، لأن الحقيقة الدامغة ، تشير بأن أهل الضفة الغربية بحكم واقع الحرب ، أنتقلوا إلى الضفة الشرقية في الجانب الآخر من الدولة الواحدة ، وبالتالي ، جوهر الصراع لا يُمكن إختزاله ، أين سيسكن ابن الضفة الغربية أو المقدسي المهجرين من بيوتهم ، بقدر أنه صراع بين من يمتلك مشروع توسعي ، قادر على إحداث متغيرات على الدوام من خلال العولمة بالتفكير والسلوك والمعيش والتعليم والثقافة والاقتصاد والتصنيع واحتكاره للتكنولوجيا ، أما الطرف الآخر ، لا يملك سوى مشاريع التفرقة والتمزيق والتخلف وإهدار الطاقة والوقت ، وبالتالي ، العرب وظيفتهم الأساسية تكمن في دراسة المشاريع التوسيعية في المنطقة وفي مقدمتها المشروع الصهيوني ، الذي بدأ في فلسطين التاريخية ومرَّ في القدس ويمر الآن في الضفة الغربية ويتطلع إلى إحداث تمريرات في مناطق آخر ، وهذا لا يكون إلا إذا أستطاع تحويل الطاقة المبددة والوقت المهدور إلى طاقة فاعلة في كافة المجالات ، وغير ذلك ، سيبقى يعدّ تمريرات طالما هو على قيد التفرج . والسلام
وهاهو نتنياهو بضربة واحدة أخذ القدس بالكامل وأسقط الحقوق التاريخية لأي فرد أو جهة أو شعب من غير اليهود فيها ، وراهن كما كان روهان حارق المسجد يراهن على صمت وتواطؤ العالم ، بل لو افتراض المرء بأن العالم تحرك ، كان اليوم نتنياهو في أسواء أحوله ، سيقبع في مستشفى للصحة النفسية بقرار من القضاة ، وهؤلاء كما اعتاد المراقب عليهم ، على جاهزية دائمة وأبدية في تقديم تبريرات لأفعل الفاعل ، على أنها لم تكن نابعة من واقع إرادته ، وبالتالي ، لقد صنع نتنياهو ( الكبيرة ) كمل يقال بين أهل الصعيد في مصر ، وكل ما بعد القدس ، ليس سوى تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر في واقع الحال ، إذن ، في الأول من تموز ، سيبدأ تاريخ ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ، تحديداً الخالية من السكان إلى السيادة الإسرائيلية ، وبالتالي بهذا الضم ستنهي الحكومة الإسرائيلية ، انقسام الهوية اليهودية بين المستوطنين والمواطنين ، بل ، تعتبرها فرصة ملائمة لا يمكن لها أن تتكرر ، طالما واقع العربي على الأخص والعالم عموماً داخلين في سبات قديم وعميق ، بل لا يمكن لصهيوني عاقل أن يُضيعها أو يؤجلها ، تماماً كما كانت الفرصة سابقاً مؤاتية ، عندما أعلنوا عن إنشاء دولتهم على أرض أجدادهم ، فما أشبه اليوم بالبارحة ، بل هو يندرج في سياق استكمالي للمشروع الصهيوني التى أعاقته الظرف الدولية لسنوات طويلة وهذا ايضاً ينطبق على هضبة الجولان .
هناك حقيقتان لا يمكن إنكارهما أو التغافل عنهما ، اولاً ، كل من يزور إسرائيل ، ضمنياً يقدم اعترافاً بالقدس كعاصمة لدولة اليهود ، ثانياً ، كل من تبقى من سكان الضفة الغربية ، هو آمن في بيته حتى أشعار آخر ، وبالتالي الصهيونية تتعهد حسب صفقة الرئيس ترمب بعدم المساس به أثناء تنفيذ بنود الصفقة ، إذن الضم سيوحد الهوية اليهودية في إسرائيل كما وحدها على الصعيد السياسي أثناء تشكيل ملك إسرائيل الجديد لأهم ثاني حكومة على الإطلاق في عمر الدولة ، بعد الحكومة الأولى التى كان قد شكلها ممثل الصهيونية العالمية ديفيد بن غوريون ، في المقابل ، الضم سيشتت الفلسطيني أكثر مما هو مشتت ، فاليوم قطاع غزة فعلياً يُحكم من الجناح العسكري لحركة حماس وبالتالي غزة بالنسبة لحماس تعتبر قاعدة واضحة لا تقبل لأي متغيرات أو شراكة ، في حين الضفة الغربية تنقسم بين خمسة مربعات ، الأول ، الجيش الاسرائيلي ، الحاكم العسكري الفعلي ، المربع التالي ، المستوطنون القوة الاقتصادية الفعلية ، متسلحون بتسلح خاص ومتفوق ، وايضاً محميون قانونياً من الحكومة الإسرائيلية ، المربع الثالث ، حركة فتح ، الجناح الوطني الذي يسعى إلى تحقيق مشروع الدولة لكنه فاقد الأهلية لذلك ، بحكم افتقاده للحد الأدنى من المقومات ، رابعاً ، الجناح الفتحوي الآخر ، يصنف بالمتصاهر ، أي لا يجد حرجاً بالتماهي مع أي مشروع تقوده الصهيونية في فلسطين أو حتى اقليمياً ، هذا الجناح ، لديه شراكة عميقة مع الإسرائيلي وعلى الصعد المتنوعة ، التجارة والسياحة والتعليم والطب والثقافة والسياسة والأمن والاستخبارات والمنظومة الأهلية واسعة التأثير ، وهو فعلياً يعتبر بالجناح الأهم ، لكنه حتى الآن غير قادر على قيادة المشروع بمفرده ودائماً يبحث عن واجهة وطنية يختبئ ورائها ، أما الأخير ، حركة حماس التى تأخذ من الضفة الغربية وضعية المتربص .
إذن ، إذ ما أشاح المحقق بنظرة عميقة عن كل ما يطرح في الإعلام ، على الأخص ، تلك المحاولة الإقناعية لمواطنين الضفة الغربية والقدس معاً ، بأن العمليات التطويرية للحكم المحدود ، يمكن لها أن تشبع غليل المتعطشين للدولة المستقلة ، فهي في جوهرها ، كلام فارغ ، وايضاً كل ما يقال عن الوطن البديل ، ايضاً لا يقل عقماً عن الأول ، لأن الحقيقة الدامغة ، تشير بأن أهل الضفة الغربية بحكم واقع الحرب ، أنتقلوا إلى الضفة الشرقية في الجانب الآخر من الدولة الواحدة ، وبالتالي ، جوهر الصراع لا يُمكن إختزاله ، أين سيسكن ابن الضفة الغربية أو المقدسي المهجرين من بيوتهم ، بقدر أنه صراع بين من يمتلك مشروع توسعي ، قادر على إحداث متغيرات على الدوام من خلال العولمة بالتفكير والسلوك والمعيش والتعليم والثقافة والاقتصاد والتصنيع واحتكاره للتكنولوجيا ، أما الطرف الآخر ، لا يملك سوى مشاريع التفرقة والتمزيق والتخلف وإهدار الطاقة والوقت ، وبالتالي ، العرب وظيفتهم الأساسية تكمن في دراسة المشاريع التوسيعية في المنطقة وفي مقدمتها المشروع الصهيوني ، الذي بدأ في فلسطين التاريخية ومرَّ في القدس ويمر الآن في الضفة الغربية ويتطلع إلى إحداث تمريرات في مناطق آخر ، وهذا لا يكون إلا إذا أستطاع تحويل الطاقة المبددة والوقت المهدور إلى طاقة فاعلة في كافة المجالات ، وغير ذلك ، سيبقى يعدّ تمريرات طالما هو على قيد التفرج . والسلام