شمس نيوز/ رام الله
قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية، إن "انخراط المجتمع الدولي لحماية حقوق الإنسان والقانون الدولي والقرارات الأممية، كان له دور حاسم بإنهاء الأبارتهايد في جنوب افريقيا، ويجب استخدام نفس الأدوات مع الاحتلال في فلسطين، لأن إسرائيل تأخذنا لمسار الأبارتهايد".
وأضاف اشتية خلال لقاء وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيمس كليفرلي، مساء اليوم الخميس، عبر تقنية الفيديو، أضاف، أن "إسرائيل تفرض أمرًا واقعًا آخذًا بالتدهور على حساب الدولة الفلسطينية، وليس من الحكمة الانتظار، لأن الحقائق تتغير يوميًا ويجب أن تتغير الأفعال وفقًا لذلك، فهذا تهديد وجودي لمشروعنا الوطني ولوجود شعبنا بأرضه".
ودعا المملكة المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لترجمة إرادة الشعب البريطاني التي تمثلت بتصويت البرلمان لصالح الاعتراف، هذه اللحظة هي الوقت المناسب لذلك.
وقال: يجب على بريطانيا وضع ثقلها وترجمة موقفها السياسي الواضح برفض الضم، لأنها ستكون نموذجا للعديد من الدول الأخرى".
وفي سياق منفصل، قال اشتية: إن "أموال الضرائب أموال شعبنا ومن حقنا، واسرائيل تريد مقايضة السياسية بالمال، ولن نسمح بمقايضة أموالنا بموقفنا السياسي والوطني، وأن يكون المال مقابل إعادة التنسيق، فقضية فلسطين ليست قضية مال بل قضية حقوق وكرامة وحرية".
بدوره، أكد الوزير البريطاني موقف بلاده الرافض للضم، قائلاً: "لن نؤيد ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية لأن ذلك سيجعل تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة، ونعمل معكم ومع كل الأطراف من أجل تحقيق السلام بالمنطقة".
والأپارتهايد هو نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 وحتى تم إلغاء النظام بين الأعوام 1990 - 1993 وأعقب ذلك انتخابات ديموقراطية عام 1994. هدف نظام الأبارتايد إلى خلق إطار قانوني يحافظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية ذات الأصول الأوروبية.
قامت قوانين الأبارتايد بتقسيم الأفراد إلى مجموعات عرقية - كانت أهمها السود، البيض، "الملونون"، والآسيوين (المكونة من هنود وباكستانيين - تم الفصل بينهم. بحسب قوانين الأبارتهايد اعتبر أفراد الأغلبية السوداء مواطنو بانتوستانات (أوطان) ذات سيادة اسمية لكنها كانت في الواقع أشبه بمحميات الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية.
عمليا، منع هذا الإجراء الأفراد غير البيض - حتى لو أقام في جنوب أفريقيا البيضاء - من أن يكون له حق اقتراع إذ تم حصر تلك الحقوق في "أوطانهم" البعيدة. تم فصل أجهزة التعليم، الصحة، والخدمات المختلفة، وكانت الأجهزة المخصصة للسود أسوأ وضعا بشكل عام.
منذ الستينات، أخذت الاعتراضات الدولية على نظام الأبارتهايد بالازدياد، مما أدى إلى نبذ دولة جنوب أفريقيا ومقاطعتها من قبل غالبية الدول. كل هذا بالإضافة إلى معارضة داخلية سلمية من جانب منظمات عارضت الأبرتهايد أدت إلى انهيار النظام بعد أربعة عقود.