بقلم / الاستاذ محمد حميد.. عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي
يمضي قطار العمر بسرعةٍ كبيرةٍ، فمنا من خَطَا أعتاب الستين ومنا من يوشك على دخول هذه المرحلة، وتكبر معنا حركتنا المجاهدة وتتسع ويصل مداها وتأثيرها إلى العالمين العربي والإسلامي، ومعها تتسع مسؤولياتنا والتزاماتنا تجاه ما نحن مكلفون به داخلياً وخارجياً، وهذا يلزمنا بمزيدٍ من الحرص والدقة والمتابعة والابتعاد عن "الأنا" وحب الذات، فالمسؤولية أمانةٌ أمام الله –سبحانه وتعالى- وأمام جماهير شعبنا المحاصر والمضيق عليه في كل شيءٍ، والمؤامرة كبيرةٌ على المقاومة وسلاحها، ولم يتبقَ لنا من العمر إلا القليل –والآجال بيد الله تعالى-، والرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- يقول :" كفى بالموت واعظاً، وكفى باليقين غنىً، وكفى بالعبادة شغلاً".
إننا في هذه الظروف الصعبة ندعو إلى العودة إلى الذات ومحاسبة النفس وتصويب المسار ومعالجة الأخطاء وتحسين الأداء والارتقاء إلى مستوى طموحاتنا الكبيرة، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، فالراحل الأمين ترك لنا ميراثاً عظيماً من الحضور الفلسطيني والعربي والإسلامي هو أمانةٌ في أعناقنا يمكن أن نطلق عليه "وديعة الأمين د. رمضان".
فلْنحكمْ السفينة فالبحر عميقٌ والأمانة ثقيلة والطريق طويلٌ وشاقٌ ومحفوفٌ بالمخاطر والناقد بصيرٌ والحصار يشتد والتضييق على المقاومة وحاضنتها بلغ مبلغاً يداهم الناس في أرزاقهم وأقواتهم ومعايشهم، ولنجدد العهد أمام الله ولنعاهد الأخ الأمين العام القائد/ أبو طارق "الصادق الأمين" في أن نجتاز معاً ويداً بيدٍ هذه الظروف الحالكة والصعبة والخطيرة المحيطة بنا، بتوفيق الله –عز وجل-وبركة دماء الشهداء واللذان استظلت بهما هذه الحركة المباركة في محطات غياب الشهيد القائد/ د. فتحي الشقاقي الأمين المؤسس.
السلام على روح الدكتور رمضان "أبي عبد الله"، السلام على الشهداء، السلام على كل الأسرى والجرحى، السلام على كل المرابطين والمقاومين المنزرعين في أرضهم والذي لا يجدون لقمة عيشهم ويحلمون بغدٍ مزيّنٍ بالنصر والتمكين.
