شمس نيوز / عبدالله عبيد
ينتظر الفلسطينيون وبالأخص أهالي الأسرى، على أحر من الجمر خروج أبنائهم من سجون الاحتلال، في صفقة تبادل بين المقاومة وبين إسرائيل.
ويبدو أن مفاوضات صفقة جديدة لتبادل الأسرى، ستبدأ خلال الفترة القريبة نظراً لوجود تطورات جديدة في هذا الملف، حيث تشير معلومات من مصادر أمنية مقربة من حركة حماس، "أن بعض الأطراف الدولية تتحرك في القضية بطلب إسرائيلي، بهدف جس نبض المقاومة الفلسطينية حول ملف الأسرى".
وتعتبر المقاومة ملف الجنود الأسرى ملفاً أمنياً مغلقاً لا تدار مفاوضاته مع جهة غير ذات اختصاص أو علاقة بالملف أسوة بجميع صفقات التبادل التي جرت في تاريخ النضال الفلسطيني.
وكل هذه الدلائل تشير إلى أن دولة الاحتلال تتهيأ لصفقة تبادل جديدة خلال الفترة المقبلة، بوفد مفاوض متخصص في قضايا الجنود المفقودين.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عن خطف الجنديين الإسرائيليين أرون شاؤول وهدار جولدن، في عمليتين منفصلتين أولاهما بحي التفاح شرق مدينة غزة، حيث تم خطف الجندي شاؤول، والثانية في عملية تسلل نوعية إلى داخل كيبوتس إسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
حماس تلمح
مشير المصري، القيادي في حركة حماس والنائب عنها بالمجلس التشريعي، لمح إلى إن "المفاوضات القادمة غير المباشرة مع الاحتلال لن تكون مقتصرة على تثبيت التهدئة، بل لصناعة اتفاق جديد عنوانه صفقة "وفاء الأحرار2" على أيدي كتائب القسام"، لافتاً إلى أن حركته ستمضي بالمفاوضات غير المباشرة، حتى تطبيق أركان التهدئة، والتزام الاحتلال بجميع استحقاقات الشعب الفلسطيني.
أما د. أحمد يوسف، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، فقد كشف عن وجود اتصالات تجريها جهات أوروبية مع حركته بغية التدخل لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، والكشف عن موقف الحركة وطريقتها في التعامل مع قضية الأسرى الإسرائيليين الذين ألقت المقاومة القبض عليهم في الحرب الأخيرة على القطاع.
وأوضح د. يوسف لـ"شمس نيوز" في وقت سابق، أن ملف تبادل الأسرى لازال في بداياته، وأن هذه المحاولات تسعى لاستكشاف طريقة التعامل في هذا الملف وتأتي في سياق "جس نبض" حركة حماس، دون وجود أي جلسات رسمية لنقاش الموضوع حتى اللحظة.
ولفت إلى أن حماس تفضل أن تقوم مصر بهذا الدور بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي "وكونها الدولة التي نلجأ إليها لمعالجة الكثير من مشكلاتنا مع الاحتلال كطرف وساطة ولما لديها من سابق خبرة في ملف "شاليط""و قدرتها في التعاطي مع الطرف الإسرائيلي وإدارة المفاوضات معه" بحسب تعبير د.يوسف، متوقعا أن يثير الطرف الإسرائيلي هذه القضية خلال جولة المفاوضات غير المباشرة المرتقبة في القاهرة.
تحريك المفاوضات
وعلى الصعيد الإسرائيلي، تسعى عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة شاؤول أرون لتحريك المفاوضات مع المقاومة للإفراج عن ابنهم الذي أسرته المقاومة شرق مدينة غزة.
وقد نشطت العائلة من زيارتها للجهات الدولية في دولة الكيان بهدف تحريك ملف ابنها حيث التقت الثلاثاء الماضي بمسئولين في منظمة الصليب الأحمر الدولية للتحرك والطلب من حماس معرفة مصير ابنها.
وبموازاة ذلك طالبت العائلة الجيش بتغيير الإعلان عن ابنها بأنه جندي ميت إلى جندي مفقود، لإتاحة الفرصة للتحرك الدبلوماسي للإفراج عنه باعتبار أنه أسير حرب.
عاجلاً أم آجلاً
في السياق نفسه، يرى الخبير والمختص الأمني والعسكري، أمين حطيط، أن مفاوضات تبادل الأسرى ستبدأ عاجلاً أم آجلاً، معللاً ذلك بأن العدو ينتظر على أحر من الجمر لمعرفة مصير المفقودين.
وقال حطيط في اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز" من بيروت: بما أن المقاومة الفلسطينية نجحت مؤخراً في الحصول على أوراق هامة في هذا المجال، فبالتالي هذه الأوراق لا قيمة لها إن لم تستعمل وتستثمر"، منوهاً إلى أن استعمال واستثمار هذه الأوراق لا يكون إلا عبر التفاوض.
وأضاف: هذا التفاوض يكون بالطريقة التي تحفظ الحقوق للفلسطينيين ولمقاومتهم، وهذا أمر إن لم يحصل اليوم فإنه سيحصل غداً"، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي من طبيعته المكر والغدر والخيانة.
وأشار الخبير الأمني إلى ضرورة التعامل مع الموضوع بحذر شديد، حتى لا يكون للعدو فرصة في الحصول على مصالح ومكاسب أكثر مما يمكن"، مشدداً على أن حماس الآن ستكون في حالة حذر ويقظة أكثر من أي وقت مضى منذ إنشائها.
وزاد حطيط في حديثه: حماس تعرف طبيعة العدو، والأمر يعود لواقع الحركة على ضوء المتغيرات الفلسطينية والإقليمية"، مبيّناً أن حماس ستسعى للحصول على مكاسب أكثر في عملية التفاوض، حتى تمكن نفسها من إنتاج بيئة ملائمة ومناسبة لها تستثمرها في المستقبل.
وكان عضو الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة المقاومة الإسلامية حماس في سجون الاحتلال، حسن سلامة، قد شدد على ثقة الأسرى في المقاومة لتحقيق صفقة تبادل مشرفة ينالون بها الحرية المنشودة، ولاسيما بعد إعلان المقاومة أسرها جندي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، مؤكدا أن جميع الأسرى يعيشون في ظل ظروف قاسية ومؤلمة ويمارس الاحتلال عليهم سادية وعنصرية غير محدودة.
وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، قد أعلن في 20 يوليو/ تموز الماضي، عن أسر "شاؤول" (الجندي في لواء "غولاني")، بعد اشتباكات عنيفة جرت شرق حي الشجاعية، الكائن شرقي مدينة غزة، في إطار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 51 يوماً.