بقلم/ رياض حلس
سيدي الرئيس ..
غزة التي تعرفها تحيا على قوت يومها وهي تغرق في بحر من الديون رغم ما فيها من جمال بحر وشاطئ أجمل وسماء زرقاء نهارا وتترصع ليلا بنجوم متلألئة ومناخها معتدل وشمس مشرقة وشفق وغروب ..
غزة التي صنعت ثورة وفجرت انتفاضة بدأ منها مشروع الدولة ونما وتوسع حتى أصبح إنجازا ومكتسبا وطنيا هي بحاجة الآن إلى قوت لتحيا بكرامة ولنقود تمكنها من الاستمرار في الدفاع عن هذا الانجاز بلا رجعة ..
غزة اليوم توشك أن تفقد مخزونها بسبب حصار دائم وجائر وانسداد كل فرص التوظيف والاعاشة في وجه أبنائها وهي تنزف من دمها كل يوم قطرة قطرة ..
لكن غزة النازفة دما ستهز العالم إن جاعت وتشهد لها ألف معركة وما وهنت يوما بحصار بري وبحري وجوي وخنق وألف جولة وجولة ..
سيدي الرئيس ..
غزة لا تطلب القمر ولا الشمس ولا حياة فيها رغد وترف بل تريد حياة كريمة يعيشها أهلها كباقي البشر بعيدا عن تدخلات قطر من الدول ..
غزة التي دفعها البعض للتسول على قارعة بعض الدول لا تشبه نفسها عندما احتضنت السلطة في أول خطوة خطتها على تراب الوطن ..
غزة يا سيدي تدرك أنها تسير في سفينة أنت ربانها وبوصلتها وفوقها تنتصب سارية تحمل شراعا وعلم, وهي مستعدة لخوض عباب البحر معك وستقاتل حتى آخر رمق ..
غزة ستقاتل إلى جانبك من أجل إفشال خطط الضم وستحافظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت بشلالات من الدم ..
غزة ما زالت خندقا وطنيا حتى لو اتخذها البعض جسرا تطبيعيا في ليلة ظلماء تحط فيها طائرة على مدرج بن غوريون وأخرى تقلع وفي جوفها وجوه مخفية مخزية ..
في معركة الضم يا سيدي سر إلى الأمام فغزة خلفك وستحمي حلمك الوطني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الأبدية ..
يا سيدي الرئيس ..
غزة تدرك حجم الصعوبات المالية التي تواجهها السلطة الوطنية وأن الحكومة تواجه عجزا تمويليا يمنعها من دفع رواتب موظفيها وشحا في دخولها بسبب كورونا ووقف التنسيق لاستلام كامل المستحقات الضريبية لكن لا تتركوها تتضور فتفقد مقومات صمودها أمام عدو يتغول.