بقلم / د . فوزي علي السمهوري
ها نحن تقترب من بداية شهر تموز ذلك اليوم الذي حدده مجرم الحرب نتنياهو لتنفيذ جريمته بإصدار قرار مصادرة وضم أراض الشعب الفلسطيني المحتلة التي تعد اخطر واعظم جريمة بحق الشرعة الدولية وبحق الأمن والسلم الدوليين .
ومع إقتراب موعد الإعلان عن تنفيذ الجريمة العدوانية العنصرية أو الشروع بتنفيذها تزداد معها :
--- معارضة حقيقية دولية وواسعة لفكرة ومضمون المشروع الصهيوني الإجرامي المسمى صفقة القرن وما يتفرع عنه من توجهات تنفيذية عدوانية لمجرم الحرب وعدو الانسانية نتنياهو وحكومته وكتلته اليمينية الارهابية لضم ومصادرة وبسط السيادة الإستعمارية على الأراضي الفلسطينية سواء كانت بدايتها من ضم " المستوطنات " التي تمثل نقاط إنطلاق عدوانية لميليشيات المستوطنين سواء تلك المقامة في عمق أرض الضفة الفلسطينية أو في اي مكان عليها او بضم الاراض التي تمثل حدود الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال في الأغوار وشمال البحر الميت .
--- معارضة صلبة من منظمات حقوقية ودولية ومن مجلس حقوق الإنسان لفكرة الضم من حيث المبدأ لتناقضها وانتهاكها لاتفاقيات جنيف خاصة ولميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي عامة .
--- إرتفاع منسوب وصوت الدول " خاصة من المحسوبة تاريخيا كحليف إستراتيجي للكيان الصهيوني بل وصانعته " والقوى المطالبة بفرض عقوبات على الكيان الصهيوني في حال تنفيذ مخططه العدواني التوسعي تدريجيا أو جزئيا أو جملة واحدة .
البيئة الدولية وتداعياتها على نتنياهو :
بالرغم من كل الرسائل الموجهة بشكل مباشر أو غير مباشر من قادة دول العالم باستثناء إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الرافضة والناصحة لرمز التطرف الصهيوني والدولي نتنياهو المطالبة بإلغاء برنامجه العدواني التوسعي وخاصة من قبل الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين والأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام إلا أن من جبل " بضم الجيم " ونشأ على قاعدة :
▪ أن كيانه المصطنع منذ عام 1948 كما اعتاد عليه هو ومن سبقه من قيادات إستعمارية انه كيان فوق القانون الدولي .
▪قناعته بأن ما يتمتع به شخصيا من " قدرات خارقة " مقرونة بإيمانه بسذاجة قادة المجتمع الدولي مما يمكنه من إختراق جبهة المعارضة الدولية العريضة عبر تكرار ممارسة سلسلة من ألاعيب التهريج والأكاذيب بهدف إنتزاع موافقة دولية مبدئية على مخطط التوسع والضم والمصادرة مقابل الموافقة على التدرج بالتنفيذ على أرض الواقع ولكن سرعان ما يعود إلى طبيعته بالنكث بالوعود والإنقلاب على إلتزاماته وفق الاتفاقيات المبرمة او وفق وعوده الكلامية .
هذا الوهم دفعه إلى التصريح تلو الاخر بالتاكيد على أنه ماض نحو تنفيذ الضم مع بداية تموز ضاربا عرض الحائط بكل مواقف العالم شعوبه ودوله ظنا منه ان هذه المعارضة الدولية ما هي إلا وقتية مدعوما بذلك من السفير الأمريكي العنصري المتطرف فريدمان الذي يعمل جنبا الى جنب مع كوشنير لتنفيذ أهداف نتنياهو وما يمثله من عنصرية وتطرف غير مبالين بالمصالح الأمريكية ولا حتى بمصالح وطموح الرئيس ترامب للفوز بدورة رئاسية ثانية التي تراجعت نتيجة لعوامل عديدة منها :
• مواقفه المعادية للقانون الدولي والداعمة لنتنياهو ومعسكره العنصري العدواني خلافا لواجباته كرئيس لدولة دائمة العضوية في مجلس الامن .
• غياب الفريق الاداري والاستشاري الأمين والمؤهل المحيط به .
• تدهور الوضع الاقتصادي مترافقا مع إرتفاع نسب البطالة والفقر .
• الفشل الذريع بالتعامل مع حماية حياة المواطن الأمريكي من تفشي وباء كورونا اولا وبحمايته من عنصرية جهاز الشرطة بالتعامل العنصري اللإنساني مع المواطنين من ذوي الأصول الافريقية ثانيا مما حمل عددا من فريق إدارته بالإعلان عن معارضتهم العلنية لسياسته دكالداخلية والخارجية وإعلان شخصيات قيادية من الحزب الجمهوري بالتخلي عن دعمه إنتخابيا .
البيئه الدولية عربيا :
بكل تأكيد لا يسعنا كمحللين ومتابعين إلا أن نقدر ونشيد بالدبلوماسية الفلسطينية وبحكمة القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس التي عملت وبدعم عربي دون كلل أو ملل على مدار السنوات السابقة واثمرت عن هذا الرفض الواسع لمشروع نتنياهو " صفقة القرن" وإدامة إحتلاله و عن الدعم والتأييد الواسع لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وصولا لتنفيذ جميع للقرارات الدولية ذات الصلة .
موقف إدارة ترامب :
لم يزل موقف الرئيس ترامب اسيرا لنتنياهو حتى الآن فلم يصدر أي موقف رسمي امريكي يستجيب للمجتمع الدولي المطالب بلجم نتنياهو وإيقافه عن سياسته المناقضة والمعادية للمبادئ التي بنيت عليها الأمم المتحدة ورفضه تنفيذ القرارات الدولية كما لم يصدر أي قرار مغاير للمواقف السابقة المؤيدة لقرارات الضم باعتبارها شأن إسرائيلي وفهم نتنياهو لها بأنها ضوء أخضر للمضي بالضم دون إكتراث بمواثف الكونغرس الأمريكي المعارض لقرار الضم او للمعارضة الدولية " العربية والإسلامية والافريقية والأوربية وعدم الإنحياز وروسيا والصين واليابان وغيرها " .
بناءا على ما تقدم فالموقف العربي الموحد بدعم نضال الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وطنه بقيادة السيد ابو مازن رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني تلك القرارات الصادرة عن مؤتمرات القمم العربية وعن مؤتمرات وزراء الخارجية العرب اللاحقة برفض صفقة القرن وما تتضمنه من إضفاء شرعية ترامبية على مبدأ ضم أراض فلسطينية للكيان الصهيوني الطارئ والمزروع في قلب الوطن العربي على أرض فلسطين التاريخية يستدعي ترجمة هذه القرارات والانتقال بها من مربع الدعم السياسي النظري إلى مربع عملي يتمثل على اقل تقدير في :
أولا : دعم الشعب الفلسطيني وقيادته ماليا وإقتصاديا تنفيذا للقرارات الصادرة عن مؤسسات الجامعة العربية لتمكينها من الصمود وتجاوز التحديات بل الإنتصار على كافة الضغوطات التي تمارسها القوات الصهيونية الإستعمارية بدعم ومباركة من الرئيس ترامب بهدف إنتزاع موافقة فلسطينية ولو ضمنية على صفعة القرن التي تعني تصفية القضية الفلسطينية عبر تجريدها من البعد السياسي الوطني لشعب يناضل من أجل الحرية والاستقلال وتحويلها إلى بعد إنساني لجالية سكانية .
ثانيا : مخاطبة الرئيس ترامب بلغة المصالح ومن موقع القوة القانونية والاعتبارية المدعومة دوليا لوقف إنحيازه الاعمى لمشروع نتنياهو العنصري والانتصار لمبدأ قوة الحق ولقوة وسمو القانون الدولي والقانون الإنساني .
ثالثا : دعم الأردن سياسيا وإقتصاديا وماليا في مواجهة التحديات والتهديدات الصهيونية الناجمة عن موقفه الاستراتيجي بدعم نضال الشعب الفلسطيني وحقه بالاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 .
رابعا : وقف كافة اشكال العلاقات والاتصالات السرية والعلنية المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني حتى إنصياعه لتنفيذ القرارات الدولية بإنهاء إحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إثر عدوان حزيران عام 1967 على اقل تقدير وإلتزاما بالمبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 ولقطع الطريق على مجرم الحرب نتنياهو باستغلال وتسويق هذه الاتصالات دوليا بغض النظر عن حجمها او مستواها على أنها تعبير عن موافقة ضمنية على سياساته التوسعية العدوانية .
أما رسالة الشعب الفلسطيني المناضل لمجرم الحرب نتنياهو وبما يمثله تتمثل في إيمانه القاطع والراسخ بمواصلة نضاله بكافة الوسائل المكفولة بميثاق الأمم المتحدة وبالعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية حتى تحرير ارضه المحتلة منذ عدوان حزيران 1967 ودحر قوات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري كمقدمة لتنفيذ باقي القرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية .
الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي. ... لن يركع ولن يخضع ولن يستسلم. .... الشعب الفلسطيني ومعه ممثلين عن المجتمع الدولي .... في رسالة واضحة من خلال إقامة الفعالية المركزية المزمع إقامتها يوم الإثنين الموافق 22 حزيران اي في الساعات الاخيرة من ايام شهر حزيران موجهة الى الثنائي نتنياهو رمز العنصرية والتطرف وللرئيس ترامب المخدوع بنتنياهو وزبانيته أفرادا وكتلا واحزابا مفادها .... رفض الإعتداء على أرض الشعب الفلسطيني المحتلة .... ورفض أي توجه للضم مهما بلغت المساحة من حيث المبدأ. ... دعم نضال الشعب الفلسطيني المستمر ضد الإستعمار الإسرائيلي. ....
كما أن الشعب الفلسطيني يؤكد ويجدد البيعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح بمواصلة ثورته حتى النصر والتحرير بإذن الله. ...وإعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس على المساحة الجغرافية المحددة في نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181. .. .؟ !