بقلم / د.منجد فريد القطب
باتت الاعلانات الصحية و بيانات وزراء الصحة و لجان الأوبئة مثار اهتمام الجميع و بات الكل يعرف عن تأثيرات المناخ و البيئة على الصحة و على احتمالية إنتقال الأمراض و الفيروسات من الحيوانات إلى الإنسان و عن قواعد الصحة العامة من تغذية جيدة تحتوي على الفيتامينات و الأملاح المعدنية و نسبة لا تقل عن ليترين من الماء لمقاومة الجفاف و التخلص من السموم و الفضلات و ممارسة قسط من الرياضة بشكل يومي و زيادة مناعة الجسم و عدم الإفراط بتناول السكريات و الدهون المشبعة و إعادة تعريف الصحة بأنها ليست صحة جسدية و خلو من الأمراض فقط بل تشمل أيضا جوانب نفسية و إجتماعية و إقتصادية و دينية و روحية
و البعد عن الملوثات البيئية كتلوث الماء و الهواء و الضجيج
و بات الكل يعرف عن التباعد الجسدي و انتقال الفيروسات و قواعد النظافة اليومية من غسيل الأيدي و حتى عن دور الاسلام و الوضوء النظافة التي هي ركن من أركان الإسلام بالصحة و الوقاية من الأوبئة كاجراءات وقائية و احترازية
باتت الأغلبية تعرف عن أضرار التدخين و شرب المشروبات الكحولية على مناعة الإنسان و ارتباطهم بالأمراض و خصوصا التنفسية و عن العلاقة الوثيقة بين الصحة و الإقتصاد و مصطلحات مثل الحجر الصحي و العزل الصحي و الحجر المنزلي و الحجر المؤسسي و حتى عن دور الأمراض المزمنة و النفسية و الكآبة في ازدياد خطورة مرض الكورونا
باختصار مع البدء برفع الحظر تدريجيا و إنعدام توافر لقاح ناجع لحد الآن و لشهور قادمة و موجة ثانية من الوباء تجتاح بعض الدول و إرتفاع حاد بالاصابات و خصوصا في دول الخليج العربي فلا يعقل أن تصل أعداد المصابين بدولة صغيرة الحجم و المساحة و قليلة السكان نسبيا كدولة قطر الى أكثر من ٨٦ ألف حالة أو حتى في دولة كانت حتى الوقت القريب مثار إعجاب العالم أجمع بالحد من الأوبئة و إجراءات الصحة العامة كالمملكة العربية السعودية أن تصل بهم الحالات بمئات الآلاف مع عدم القدرة على السيطرة على المنحنى الوبائي
و عدا عن التوعية و الثقافة الصحية الفردية و المجتمعية و تغيير السلوكيات الضارة و الإلتزام بسلوكيات صحية جديدة و اكتساب المعلومة الصحية الصحيحة و غرس أنماط صحية في عقول الأطفال و الشباب و الأسر مروراً بالمدارس و الجامعات و الشعور بالمسؤولية اتجاه الآخرين إلا أن الأهم من ذلك التكاتف و التعاون و الإتحاد و التعاضد بين الأفراد و المجتمعات
فقد بات معروفا أن الفيروسات تتجاوز الحدود و الأديان و الثقافات و الشعوب و لا تميز بين غني و فقيرة مسؤول و مواطن بسيط
و عليه فمن غير المعقول و المنطقي استمرار الخلاف و الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني
و من غير المعقول استمرار الخلافات بين قطر من جهة و السعودية و الإمارات العربية المتحدة و مصر و البحرين من جهة ومصر أكبر و أهم دولة عربية مهددة بأمنها المائي من سد النهضة الأثيوبي و غيرها من الدول العربية و الإسلامية تعاني من تهديد وجودي يهدد اقتصادياتها مع احتمالية إلغاء موسم الحج لأول مرة في التاريخ هذه السنة
فلا يعقل استمرار الخلافات و وقف التنسيق بين الدول و استمرار الحصارات و أمننا الصحي مهدد
و لا يفيد تأجيج الخلافات و مهاجمة دولة بعينها
فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
مثل المؤمنين في تواجدهم و تراحمهم و تعاضدهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى
و هزيمة أي دولة عربية هي بداية النهاية لدولة عربية أخرى
من الأولى نشر الثقافة التوعوية الصحية و تحسين البيئة الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الدينية الحاضنة و المعززة للصحة و التعاون بين المجتمعات لإيجاد أدوية و لقاحات و تحسين جودة حياة الشعوب لمصلحة الإنسانية جمعاء