شس نيوز/ غزة
أفاد مركز الميزان لحقوق الإنسان بوفاة الطفل عمر أحمد جهاد ياغي (9 أشهر)، من مدينة الزهراء جنوبي محافظة غزة الخميس الماضي (18 يونيو/ حزيزان 2020) في مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي سفره لتلقي العلاج.
وأوضح المركز في بيان له الثلاثاء، أن "ياغي كان يعاني من مرض في القلب منذ ولادته، وبدأ في رحلة العلاج بالخارج منذ الشهر الأول من ولادته في مستشفى تل هاشومير في داخل دولة الاحتلال، وخضع لعدة عمليات في القلب".
وقال المركز: "وبحسب إفادة عم الطفل محمد جهاد ياغي (32 عاماً)، فقد حصل الطفل ياغي على موعد في مستشفى تل هاشومير بتاريخ 24/05/2020، لاستكمال العلاج، إلا أنه لم يتمكن من السفر لعدم حصوله على تصريح للسفر، وحصل على موعد آخر بتاريخ 21/06/2020، لنفس المستشفى، إلا أن حالة الطفل ساءت وأدخل إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى الرنتيسي بغزة، ليعلن عن وفاته عند حوالي الساعة 10:15 من صباح يوم الخميس الموافق 18/06/2020".
وأشار المركز إلى أن "الأوضاع الصحية للمرضى الفلسطينيين في قطاع غزة تتفاقم جراء القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، والتي تسببت بمعاناة مضاعفة لمرضى القطاع أفضت في كثير من الأحيان إلى الوفاة".
وذكر أن "أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها المركز تشير إلى أنه ومنذ بداية العام الجاري 2020، وحتى وقت إصدار البيان، توفي (3) مرضى من سكان قطاع غزة جراء منع ومماطلة قوات الاحتلال منحهم التصاريح اللازمة للسفر وتلقي العلاج، من بينهم طفل وسيدة".
وأكد "الميزان" أن "المسؤولية كاملة تقع على عاتق قوات الاحتلال، من حيث أنها القوة القائمة بالاحتلال والمتحكمة في منافذ القطاع، ومن حيث استهدافها المنظم لمختلف القطاعات الحساسة وعلى رأسها القطاع الصحي، جراء سنوات عديدة من الحصار الذي أفضى إلى تراجع وتدهور الأوضاع الصحية على نحو ينذر بكارثة إنسانية".
وشدد على أن "هذه الممارسات تشكل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".
وأشار المركز إلى أن تصاعدت تلك الانتهاكات في الآونة الأخيرة، إذ يحرم مرضى القطاع من حقهم في الوصول بحرية لتلقي علاجهم غير المتوفر في القطاع إلى المستشفيات خارج القطاع.
وطالب بإجراء تحقيق دولي عاجل في حادثة وفاة الطفل ياغي، مؤكدًا أن "قطاع غزة أرض محتلة وجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة قانونياً وإجرائياً بضمان سفر المرضى ومرافقيهم في كل الأحوال وبدون إبطاء".
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفاعل لإنقاذ حياة المرضى وإلزام سلطات الاحتلال باحترام واجباتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وضمان وصول المرضى من سكان قطاع غزة إلى المستشفيات خارج القطاع وتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب في كل الأحوال.