منجد فريد القطب
نشأت منظمة الصحة العالمية في عام ١٩٤٨ في أعقاب الحرب العالمية الثانية و محرقة الهولوكوست لأهداف إنسانية نبيلة كبناء مستقبل افضل و صحة للأجيال في مختلف بقاع العالم
لها مكاتب موجودة في أكثر من ١٥٠ دولة لتعزيز النظم الصحية و تعزيز التعاون الصحي و الحرص على صحة المواطن العربي
ما يهمنا هو المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط حيث يشمل الدول العربية و خصوصا الدول التي عانت على مدار السنوات السابقة من صراعات و نزاعات و حصارات و احتلالات نشهد آثارها الوخيمة على صحة المواطن العربي كل يوم
لا شك المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية مكتب شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري شخصية عمانية يتمتع بسمو الأخلاق العربية الأصيلة و يسعى بمجهود عظيم صادق النية لتعزيز مناعة و جاهزية النظم الصحية لمكافحة وباء الكورونا المستجد و التنسيق بين الدول العربية لتبادل الخطط و الدروس الوقائية و الاحترازية و الإستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في رصد الأمراض الوبائية التي تهدد الصحة العامة و الأمن الصحي العربي المشترك
و لكن بعيدا عن الأشخاص تبقى المنظمة أسدا من ورق عاجزة عن إبتكار حلول خلاقة و إليكم الدلائل
حصار قطر من قبل المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و جمهورية مصر العربية و مملكة البحرين
ما هي التداعيات الصحية و الإقتصادية و الإجتماعية للحصار و ما هي أثار الحصار على صحة المواطنين و كيف عملت المنظمة لتذليل الشروط ال. ١٣ لكسر الحصار و إعادة اللحمة الخليجية و تذليل العقبات للوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف
دول الخليج بالذات رغم ثرواتها و أنظمتها الصحية المتطورة نسبيا تعاني من ازدياد مضطرد لأعداد الإصابات بالكورونا و تزداد الأعداد بالالاف كل يوم مع البدء التدريجي بفتح القطاعات الحيوية في الدول
كيف استطاع وباء الكورونا أن ينتشر كالنار في الهشيم في دول الخليج و لماذا عجزت السلطات الصحية في الحد من تفشي الوباء و محاصرة و القضاء على البؤر الساخنة رغم توفر الإمكانيات و النظم الصحية الراقية
قد تكون نسب الوفيات في دول الخليج تحديدا متدنية بالنسبة للكورونا و لكن هناك ارتفاع بالأمراض المزمنة كالقلب و السرطان و السمنة المفرطة و السكري و أمراض التنفس مما يجعل الأجسام أقل مناعة لمقاومة الفيروسات و الأمراض الوبائية بشكل عام و يهدد الأمن الصحي المشترك للمجتمعات الخليجية
هل كان للمنظمة محاولات جادة لرأب الصدع الخليجي الخليجي؟
بالنسبة لسوريا و العراق و ليبيا و اليمن التي تعاني من نزاعات و صراعات و باتت مسرحاً لصراع أممي و حرب وكالة بين القوى الدولية و القوى الإقليمية من جهة
هل كان للمنظمة دور جاد يتعدى إصدار بيانات شجب و استنكار و تنديد و دعوات إلى وقف الإقتتال و الصراعات و إسكات أصوات البنادق و تأمين مسارات آمنة لتسهيل وصول المساعدات و المستلزمات الطبية الضرورية للسكان و المحاصرين و خصوصا في مناطق تسيطر عليها جماعات متطرفة
هل كان للمنظمة دور بتقريب وجهات النظر بين الإمارات العربية المتحدة و دولة فلسطين حين رفضت فلسطين مؤخراً إستقبال مساعدات طبية مقدمة من الإمارات أتت على متن طائرة إماراتية حطت في مطار بن غوريون بإسرائيل بتنسيق بين الإمارات و إسرائيل و الأمم المتحدة و بدون التنسيق مع الجانب العربي الفلسطيني و امتطاء موجة العمل الإنساني للتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي كما يدعي الجانب الفلسطيني
ما هو دور المنظمة بدعم الأسرى و المعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي و حمايتهم من تفشي الوباء في السجون و تحميل إسرائيل مسؤولية الحفاظ على سلامتهم و حمايتهم و إطلاق سراحهم؟
ما هو دور المنظمة إزاء ممارسات إسرائيل بمنع المرضى الفلسطينيين من تلقي العلاج و الوصول إلى المستشفيات
و ما هو دور المنظمة بفك الحصار على ادلب بسوريا و منع الإقتتال في ليبيا بين حكومتين متنازعتين على السلطة و منع دول إقليمية كتركيا و إيران من بناء قواعد و مراكز استراتيجية على البحر الأبيض المتوسط و ايجاد موطىء قدم في دول عربية كليبيا و سوريا و العراق و اليمن
باختصار المنظمة فاشلة و الدليل حالة الإنقسام و العجز في حل المعضلات المتشابكة و العراقيل و المعوقات و الحواجز التي تفصل بين الدول العربية رغم وحدة الدين و اللغة و التي باتت تتفاقم يوماً بعد يوم و تستعصي على الحل
و هناك فشل في رؤية الصحة بمعزل عن المحاور السياسية و الدينية و الروحية و الإجتماعية و المعيشية و الثقافية التي تؤثر على الصحة العامة بشكل حيوي و فشل في تحقيق أي تقارب بين الدول
المنظمة فاشلة و من يدعي غير ذلك عليه أن يأتي بالبراهين
المنظمة مرآة للواقع الذي نعيشه من غياب الإرادة السياسية و تعارض المصالح و الأهداف و الرؤى و الاستراتيجيات و السياسات و التحالفات و كلها تأخذ مسارات متعارضة و متباينة تهيمن عليها العواطف و الانفعالات
المنظمة فاشلة و عبارة عن رواتب ممتازة و برستيج و استخبارات صحية فاشلة و عليكم النظر لواقع صحة كل الدول العربية بما فيها الدول الغنية منها على وجه الخصوص و الحكم بأنفسكم
و إذا كان الرئيس أبو مازن يبحث عن الإنضمام للمنظمات الدولية لاسترجاع الحق الفلسطيني فعلى ما تبقى من فلسطين السلام