شمس نيوز / عبدالله عبيد
تتسابق دول أوروبا لتسجيل اعتراف بـ"دولة فلسطين"، التي يسعى لإقامتها وإعلانها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على حدود الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية"، حسب التقسيمات المكانية للاحتلال، وتبني السلطة لهذا التقسيم.
وتوالت اعترافات الدول الأوروبية بـ"دولة فلسطين"، خاصة مع وصول مسيرة التسوية إلى طريق مسدود بسبب الاستيطان الإسرائيلي، حيث اعترفت السويد في أكتوبر الماضي ورسميًا بهذه الدولة، فيما اعترف برلمانات فرنسا وبريطانيا وأسبانيا رمزيًا بالدولة الفلسطينية، وهي اعترافات لها موازين سياسية كبيرة، وفق ما يرى مراقبون.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض العلاقات الدولية، نبيل شعث، قد بدأ جولة أوروبية شملت بريطانيا، وفنلندا، والنمسا، لحشد مزيد من الاعترافات بـ"دولة فلسطين"، ودعم الحراك في مجلس الأمن .
وبحسب المراقبين، فإن اعترافات البرلمانات الأوروبية الدولية المتتالية بـ"دولة فلسطين"، رغم رمزيتها، تعد خطوة هامة في طريق إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، موضحين أن اعترافات الدول الأوربية تأتي منسجمة مع عدالة القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني.
ويؤكد المراقبون لـ"شمس نيوز" أن الاعتراف بفلسطين يشكل حالة ضاغطة على الموقف الأمريكي، مشددين على أنه يضع إسرائيل في موقف محرج مع الدول الأوربية.
وكان البرلمان الأوروبي قد صوّت أمس الأربعاء على وثيقة تدعم عملية التسوية، وتعتبر الاعتراف بـ"دولة فلسطين" من اختصاص الدول. ويدعم النواب الأوروبيون "مبدئيا" الاعتراف بـ"دولة فلسطين" على أساس حل الدولتين مع ضرورة أن يكون الاعتراف متوازيا مع المفاوضات.
واعتمد البرلمان الأوروبي القرار بغالبية 498 صوتا مؤيدا مقابل معارضة 88.
في الاتجاه الصحيح
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. واصل أبو يوسف،اعتبر أن الحراك الذي يجري في معظم دول العالم لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس خطوة في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن اعترافات الدول الأوربية تأتي انسجاماً مع عدالة القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني.
وقال أبو يوسف خلال حديثه لـ"شمس نيوز": معظم دول العالم التي تعترف بدولة فلسطين الآن، قد استجابت إلى نداءات جماهير شعوبها، بالإضافة إلى أن التصويت البرلماني جاء بنسب فائقة من أجل ترجمة ذلك على مستوى الاعتراف بدولة فلسطين، وضرورة إقامتها على الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأوضح أن الاعتراف بـ"دولة فلسطين" من قبل البرلمانات الأوروبية ودول العالم، يؤكد على أهمية وصول الشعب الفلسطيني لحقوقه وإنهاء الاحتلال، منوهاً إلى أن هذا الأمر يجعل إسرائيل تعيش في عزلة، سواء أمام المجتمع الدولي أو من خلال الدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين.
وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بفرض المزيد من العزلة والعقوبات على الحكومة اليمينية المتطرفة، التي لا تمتلك سوى المزيد من الإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني، حسب تعبيره.
إحراج إسرائيل
من جهته، يرى المحلل السياسي د. إبراهيم أبراش، وزير الثقافة سابقاً، أن هذه الاعترافات ورغم أنها "رمزية"، إلا أنها تعبر عن تحول في موقف الرأي العام بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفاً: عندما يتحول الرأي العام من معادي إلى مناصر للقضية الفلسطينية هذا سيؤثر على مواقف الحكومات".
وأكد أبراش خلال حديثه لـ "شمس نيوز" أن "الاعتراف بفلسطين لن يجعل الدولة الفلسطينية تقوم مباشرة، ولكن سيشكل حالة ضاغطة على الموقف الأمريكي، بالإضافة إلى إحراج إسرائيل في تعاملها مع الدول الأوربية"، مبيّناً أن هذه الاعترافات جاءت على عكس السياسة الإسرائيلية.
وتابع: إسرائيل كانت دائماً تقول لا للدولة الفلسطينية، بعد ذلك أصبحت تقول نعم يمكن التفكير بدولة فلسطينية، ولكن من خلال مفاوضات"، مشدداً على أن الموقف الأوروبي الآن، يريد أن يثبت وجود الدولة الفلسطينية.
واستطرد أبراش قائلاً: إذا تم الاعتراف بدولة فلسطينية، خصوصاً إذا صدر الاعتراف عن مجلس الأمن لدولة فلسطينية على حدود الـ 67 ووضع جدول زمني للانسحاب، يعنى أن كل الإجراءات التي قامت بها إسرائيل منذ الـ 67 إلى الآن ستعتبر إجراءات باطلة، وهذا ما يضعها في أزمة".
وكانت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية، رحبت بقرارات البرلمانات والمؤتمرات والأحزاب الأوروبية الداعية للاعتراف بـ"دولة فلسطين"، كضمانة لإنجاح الحل التفاوضي للصراع، وانسجاماً مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تنص على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني أسوةً بشعوب الأرض.
وحذر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل يومين من الخطوات الأوروبية تجاه الاعتراف بـ"دولة فلسطين"، معتبرًا أنها تأتي لفرض إملاءات على "إسرائيل" تلزمها بالانسحاب إلى خطوط عام 1967.