شمس نيوز/ غزة ( خاص)
على الرغم من غياب والدها خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم يفتر ذلك من عزيمة الطالبة آية ابنة الأسير ضرار أبو سيسي، التي حققت نجاحًا مميزًا في الثانوية العامة، بمعدل 97.6%.
وتقول آية لـ"شمس نيوز"، إن والدها المغيب قسرًا في سجون الاحتلال كان الداعم الأكبر لها خلال مسيرتها الدراسية وتحديدا هذا العام، مستذكرة كلماته التشجيعية لها طوال العام التي تصلها باستمرار.
"كنت أتصور فرحة والدي في السجن إذا حصلت على معدل مرتفع، وضعت هذا الأمر نصب عينيّ واجتهدت في الدراسة، حتى إذا سألني والدي عن معدلي، أجعله فخورا بي "، تضيف آية.
وتتابع المتفوقة أبو سيسي:" كان والدي دائمًا ما يقدم لي النصائح حول جدول الدراسة، وينبهني للتركيز على المنهاج المقرر أولًا وأخيرًا".
في منزل الأسير أبو سيسي يتقاطر المهنئون ووسائل الإعلام لتهنئتها بالتفوق الذي حققته رغم الظروف القاسية التي تواجهها في ظل غياب والدها، الذي دخل عامه العاشر في سجون الاحتلال، منذ اختطافه من قبل الاحتلال في أوكرانيا عام 2011.
لكن الفرحة الحقيقية لقلبها أدخلها صوت والدها عبر الهاتف، ليعبر لها عن فخره وسعادته بنجاحها، وتقول آية بالعامية: "كتير حسيت بابا ارتاح لما خبرته بالمعدل، فهو كان شاهدا على تعبي واجتهادي رغم غيابه القسري، وحضوره الدائم معنويا".
وكغيرها من طلبة قطاع غزة، واجهت آية أوضاعًا صعبة أعاقت مشوارها في الثانوية العامة، لكنه تكلل بالنجاح و التفوق، قائلة: "حاولت رغم الظروف القاسية النظر إلى الجانب الإيجابي فقد كنت أعي أنني لو لم أفعل ذلك سأنتهي إلى الفشل وتدمير مستقبلي".
وتواصل حديثها: " لم يكن عامًا سهلًا علينا خصوصا في ظل جائحة كورونا، احتجت وقتا طويلا كي اعتاد على التوقف المفاجئ عن المدرسة بسبب حالة الطوارئ واستعادة نشاطي الدراسي".
على رغم من أن آية لم تقرر تخصصها الجامعي بعد، لكن لديها آمالٌ عالية بأن تترك لها بصمة تحقق من خلالها طموحها وترسم لها شخصيتها المميزة.
يذكر أن المهندس ضرار أبو سيسي مختطف لدى الاحتلال منذ 18 شباط/ فبراير 2011خلال وجوده بأوكرانيا، في عملية معقدة نفذها جهاز" الموساد" لتكشف تحقيقات السلطات الاوكرانية لاحقا أنه تعرض لتخدير قبل عملية خطفه ونقله إلى كيان الاحتلال، ليصدر بحقه حكمًا بالسجن، بتهمة تطوير صواريخ المقاومة.