شمس نيوز / وكالات
الطفل العنيد هو من يعصى أوامر الكبار ولا يستجيب لمطالبهم؛ هو من يرفض الذهاب للمدرسة وكتابة الواجبات.. الابن الذي يعاند ويعترض على والديه ويكثر من لومهما، يضرب إخوته ولا يستجيب لهم، ويجد صعوبة في إيجاد صداقات في مدرسته أو في أي مكان، ومظاهرأخرى للعناد تشير إليها الدكتورة ابتهاج طلبة الأستاذة بكلية الطفولة المبكرة التي تحكي عن مظاهر عناد الطفل وأسبابه، ثم تضع قوانين خاصة على الآباء الالتزام بها لتعديل سلوك هذا الابن العنيد.
علامات عناد الطفل ومظاهره
العناد نفسياً وطبياً يعد من اضطرابات السلوك الشائعة لدى الطفل، قد يحدث لفترة وجيزة وفي مرحلة عابرة، أو قد يكون نمطاً متواصلاً أو صفة ثابتة في سلوك وشخصية الابن، وأول مظاهر هذا العناد تتمثل في:
عدم الاستجابة للأوامر وإتيان النواهي، يرفض الذهاب إلى المدرسة وكتابة الواجبات، أو الذهاب للنادي للتمرين.
يشعر بحالة من عدم الرضا عن الآخرين، ويكثر من لوم والديه والاعتراض عليهما، وربما سبهما وشتمهما، كما أنه يضرب إخوته ولا يستجيب لهم.
يجد صعوبة في إيجاد صداقات في المدرسة وصعوبة في التعامل مع الآخرين.
قد يشترط عند الطعام؛ فيرفض أنواعاً ويطلب أنواعاً وأحياناً يرفض الطعام بالمرة، يميل وبشدة إلى القيادة.
قد يطيع الأوامر بالكلام فقط -نعم وحاضر- ولكنه لا ينفذ، ويكذب لتبرير عناده وعدم طاعته.
أسباب العناد كثيرة :
أولها: إرادة الطفل أن يثبت ذاته واستقلاليته، كراهيته للمدرسة بما فيها ومن فيها وفشله دراسياً، وقد يكون العناد بسبب الدلال المفرط الذي يعيشه أو القسوة الزائدة.
ثانياً: الشعور بالظلم والحرمان وعدم الاهتمام بالطفل قد يكون سبباً للعناد، ومرات تكون طبيعة الأوامر الملقاة عليه من الأب مبهمة، أو قيلت في وقت غير مناسب- يلعب لعبة شيقة.
ثالثاً: وهناك عناد الأب نفسه، حيث يصر على تنفيذ أمره، فيكون هو قدوة سيئة لابنه، حيث يعامله كند له.
رابعاً: غياب الآباء لفترات طويلة عن المنزل يضعف أثرهما في نفس الطفل فلا يبالى بالأوامر.
تعديل سلوك الابن العنيد يستلزم وعي وإدراك الآباء
الحرص على تواجد الوالدين بين الأبناء فترات طويلة، وأن ندع الطفل يشعر باستقلاليته في كثيرمن أموره، وحبذا لو كان النظام نابعاً منه، مع ضرورة المرونة في متابعته.
لا تكثري من الأوامر على كل صغيرة وكبيرة ولا تقفي أمام كل عناد، فهناك عناد بسيط لا يسبب ضرراً، وعلى الآباء مساعدة أبنائهم ليتفوقوا في دراستهم وحتى تزيد ثقتهم بأنفسهم.
حاولي استغلال طاقة ابنك فيما يفيد بإشراكه في إحدى الرياضات القوية.
لابد من توفير القدوة الصالحة للابن
وخير تمثيل لها في الأب أو الأم، والأهم في أحد الأصدقاء وأقاربه، وإعطاء الابن المزيد من الحب والاهتمام دون إفراط.
لا تعاملي ابنك على أنك ند له، يحاول كل منكما إجبار خصمه، وابتعدي عن تقديم رشوة له لكي ينفذ طلباتك، ولا تكن أوامرك في شيء غير مرغوب فيه؛ كالأمر بعدم اللعب؛ حتى لا يعند.
لا تجعلي طلباتك تبدو على هيئة أوامر، ولكن اجعليها على هيئة نصائح رفيقة رقيقة، وبيني له بين الحين والحين أهمية الاجتهاد.
اجعلي طلباتك واضحة ومحددة، ولا تطلبي أكثر من طلب في وقت واحد، ولا تبالغي في تعجيل طفلك في عمل شيء، وارفقي طلبك بكلمات مهذبة مشجعة: من فضلك، لو سمحت، ما شاء الله.
استعملي أسلوب التدرج في عقاب الرفض والعناد كحرمانه من الحلوى أو مشاهدة التلفاز، أو من الفسحة أو الرحلة ولا داعي للسب أو الشتم أو الضرب.
لابد من الحزم في الأمور الخطيرة
حالة لو أمسك الطفل سكيناً، أو سب أباه أو حاول ضرب أمه، والحزم أيضاً في بيوت الآخرين.
ربى أولادك على أن يحترم بعضهم البعض، وكوني -أنت- القدوة في ذلك؛ باحترامك لهم وعدم العناد معهم أو مع أبيهم.
ساعدي طفلك على التعبير عما يشعر به، وأعطه مساحة من الحرية الكافية المنضبطة.
حببي ابنك في المذاكرة وفي المدرسة؛ حتى لا تضطري إلى الأوامر البغيضة بالمذاكرة والإسراع إلى المدرسة.
أسباب للعناد تغيب عن ذهن الأهل
"الإمساك" والمعاناة منه. إضافة لبعض الحالات المرضية المختلفة تؤدي إلى زيادة سلوك العناد عند الأطفال بل وعدوانيتهم خاصة في سن التعليم على الحمام، لذلك يجب على الأهل مراجعة النظام الغذائي لأطفالهم جيداً والتأكد من عدم وجود أيعوارض صحية تجعل الطفل غاضباً وعنيداً أكثر من العادة.
من الأسباب المهمة للعناد عند الأطفال أيضاً، تشتت الطفل بين الأب والأم اللذين يتعاملان معه دون قاعدة أو تنسيق واضح مشترك، يتأرجح بين الشدة واللين، وكذلك في أسلوب الثواب والعقاب، ما يجعلالطفل عنيداً في كثير من المواقف.
كثير من الآباء التقليديين يصفون الطفل العنيد بأنه متبلد المشاعر، عديم الإحساس، بينما يؤكد خبراء التربية عكس ذلك؛ حيث يظهر الطفل العنيد قدراً أكبر من التحدي والعناد، لأنهم أكثر اعتماداً على ذكائهم وأكثر مقاومة للسلطة الخارجية التي تحاول أن تملي عليهم الأفعال والأوامر.
نصائح تربوية لتعديل نوبات عناد الطفل
من الخطأ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقلية الآباء، خلاصة الخبرة والتجارب لسنوات طويلة، سيكولوجية الطفولة تختلف عن سيكولوجية الكبار، لذلك على الآباء عدم التدخل المبالغ فيه في حياة الأبناء. فليتدخلوا بشكل مرن وبأسلوب التوجيه وليس بأسلوب الأمر الذي لا بد أن يطاع. قلل كلما أمكن حتى لا يشعر طفلك بكابوس الكبار فيُثار غضباً ويلجأ للعناد.
ابتعد عن عصبيتك وثورتك لأتفه الأمور أمام الأبناء، واعمل جهدك لضبط النفس قدر الإمكان حتى لا يقلدكالأبناء، الطفل السوي هو الذي نشأ في منزل يسوده الانشراح وعدم الخوف من الآباء، وعلى الآباء ألا يكثروا من نقد الأبناء أو السخرية منهم لعجزهم خصوصاً أمام طفل آخر أو أمام الضيوف، كما لا يجوز استعمال النقد أو العنف أو الشدة كوسيلة لإرغام الطفل على الطاعة.
لا يجوز أن نعبث بممتلكات الطفل أو نسمح لغيره من الأطفال بذلك، كما لا يجوز أن نحرمه منها لمجرد غضبنا منه لسبب ما، وفي نفس الوقت ألا نظهر أمامه الضعف أو التراخي أو الإهمال أو الشدة من أحد الأبوين والليونة والتدليل من الآخر. فكلما كانت سياسة الوالدين مع الأطفال ثابتة ومرنة وبدون قلق منعنا نوبات الغضب والعناد والتشاجر عند الطفل.
تحذيرات خطيرة جدا
يجب على الآباء ألا يستخدموا طفلاً من أبنائهم كوسيلة للتسلية في الأسرة أو عند حضور الضيوف، كما لا يجب استثارة الغيرة بين الأطفال وذلك بمقارنة طفل بطفل آخر. مما يدفعهم إلى الغضب والتشاجر أو العناد، وعلى الأسرة -أيضاً- أن يسودها روح التعاون والتسامح حتى يشعر الطفل بالاستقرار والهدوء النفسي، فينمو نمواً نفسياً سليماً بعيداً عن السلوك السلبي.
اشغل- اشغلي- وقت فراغ طفلك وشجعيه على الاختلاف واللعب مع أصدقائه ليتعلم الأخذ والعطاء وحتى يستنفد الأبناء الطاقة الجسمية الزائدة لديهم، والتي زودتهم بها الطبيعة. فيتحركوا كثيراً ويتعرفوا على الحياة، وامسكي غضبك كلما أمكن واتركي أطفالك يحلون مشاكلهم بأنفسهم عندما يتشاجرون، وإن كان هناك ضرورة للتدخل فتكون بالتوجيه والنصح الهادئ دون تحيز لطفل
تعديل سلوك الطفل العنيد من القضايا التي خاضتها الكثير من الدراسات العلمية التربوية؛ حيث أثبتت أن كثيراً من سلوكيات الأبناء السلبية كالغضب والتشاجر والعدوانية والعناد، مرجعها في الغالب الآباء أنفسهم؛ فهم مصدر هذه المشاكل التربوية والنفسية. بسلوكهم الذي يتسم بالحزم المبالغ فيه، والسيطرة الكاملة على الطفل والرغبة في إطاعة أوامرهم طاعة عمياء. لهذا على الآباء أن يصلحوا أنفسهم حتى يمكن تعديل سلوكياتهم ومشاكلهم