غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

القائد النخالة: "الحياة ليست مفاوضات" بل "موازين قوى" وغزة تصنع سلاحها من التراب!

زياد النخالة.jpg

شمس نيوز/ بيروت

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أنه كان للدكتور رمضان شلح دوراً كبيراً بمعركة "البنيان المرصوص"، لافتًا إلى أن المقاومة ردت بقوة خلالها.

جاء ذلك في حوارٍ شامل، أجرته معه قناة "فلسطين اليوم"، مساء اليوم السبت (18/7)، في الذكرى السنوية السادسة لمعركة "البنيان المرصوص"، التي خاضتها قوى المقاومة بغزة، عام 2014، على مدار 51 يومًا.

وقال: "انحني اجلالاً لكل شهداء شعبنا.. وأخص شهداء معركة "البنيان المرصوص"، مشيراً إلى أنه في أي معارك مقبلة سيتم توحيد أسماء المعارك حتى تكون المصطلحات السياسية موحدة.

وأضاف النخالة، أنه خلال الحرب كان لمصر موقف من قطاع غزة وكان الانقسام الفلسطيني قائماً والحصار يشتد، وكل هذه الظروف أدت لإطالة أمد المعركة.

وأكد القائد زياد النخالة، أنه بعد أسبوع من بداية العدوان تقدمت مصر بمبادرة لوقف إطلاق النار، وفصائل المقاومة اعتبرتها غير منصفة، وبالتالي رفضناها لأنها ساوت بين الضحية والجلاد، قائلاً، إننا "نقاتل بكل ما نملك من قوة ولا خطوط حمراء مع العدو".

ولفت إلى، أن المقاومة أثبتت لكل من يراقب أنها تستطيع مواجهة العدوان وقوة "إسرائيل" الطاغية في المنطقة، الذي أشارت -إحصائيات الاحتلال- إلى أن 75 ألف غارة طيران إسرائيلي شنت على قطاع غزة المحدود جغرافياً.

واعتبر، أن المقاومة ردت بقوة وكانت القوة ظاهرة و"إسرائيل" مارست أقصى ما يمكن من القصف للمواقع والأهداف، مشيراً إلى أن الاحتلال افتتح العدوان بقصف نفق لحماس واستشهاد 6 وقصف أهداف عدة وكان موقف المقاومة بالرد والذي يجب أن يكون دائماً هكذا وابتدأت المعركة المفتوحة.

وأوضح القائد النخالة، أن هذا العدوان تدحرج من الأحداث في الضفة ورافقته ظروف عدة منها اعتداء المستوطنين على عائلة أبو خضير وأسر 3 من جنود الاحتلال.

وأشار إلى، أن "إسرائيل" خسرت نتيجة هذه الحرب  أكثر من 70 جندياً في المواجهات على حدود قطاع غزة، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين.

وذكر، أن عام 2014 ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مدن مركزية داخل فلسطين المحتلة، ففي عام 2012 كان هناك قصف ل"تل أبيب" وتم كسر أول خط أحمر.

التدخل المصري

وبشأن التدخل المصري خلال العدوان، قال القائد النخالة: "كنت أول من زار القاهرة.. الإخوة المصريون طلبوا الاستماع للموقف الفلسطيني بشكل مباشر، وخاصة أن العلاقة مع "حماس" كانت مقطوعة تماماً".

وأضاف النخالة: "كان الحديث في القاهرة عن مخرج لهذا الوضع وضرورة إيجاد موقف فلسطيني موحد في مواجهة العدوان".

وأكد، أن المصريين قالوا لهم نحن "وسطاء" بينكم وبين الإسرائيليين.. وعبّرنا عن خيبة أملنا من ذلك"، لافتاً إلى عدم تعرض الوفد الفلسطيني لضغوط من قبل المصريين.

وأوضح، أن الميدان كان مفاجئاً للجميع، وبالتالي الإسرائيلي زاد الضغط في النهاية باستهداف المباني في غزة، مشدداً على أن غزة لم تستسلم، وأن والمقاومة أثبتت أنها عصية على الانكسار.

وقال إنه في الأسبوع الأخير انتاب الملل البعض وأنت تقود حرباً بهذا الحجم وغادر وفد م.ت.ف وبقي وفدا حماس والجهاد وتم صياغة اتفاق وأنجز خلال 24 ساعة، منوهاً إلى أن "إسرائيل" كانت مرتبكة على مدى 51 يوماً، وأن "هيبتها كُسرت".

ولفت القائد النخالة إلى، أنه لم يغادر القاهرة أثناء المفاوضات في القاهرة "وكنا نشكل نقطة وسط بين المختلفين" وفق قوله.

وأكد، أن حضور د. رمضان شلح كان مهماً واستثنائياً، موضحاً أن الفقيد أدار المعركة السياسية وكان يوجّه الوفد الفلسطيني في القاهرة.

وكشف النخالة، أنه أبلغ وزير خارجية روسيا بأن كل الدول العظمى تعملُ في السياق الإسرائيلي، لافتاً إلى أن حركة الجهاد الإسلامي لا تبحث عن دور أكثر مرونة مع العدو على حساب الثوابت.

وشدد على، أن "الجهاد الإسلامي حركة إسلامية ووطنية مجاهدة.. وتثبت نفسها في المعارك بحضورها وبشهدائها"، منوهاً إلى تسجيلها مواقف سياسية متميزة، وحضوراً في كثير من المعارك كمعركة مخيم جنين 2002، ومعركة الخليل (وادي النصارى).

"خطة الضم"

وحول خطة الضم التي يلوح الاحتلال بالمصادقة عليها قريباً، قال القائد النخالة، إنها جزء من المخطط الذي قام عليه المشروع الصهيوني، عاداً أنها ليست جديدة، وأن تنفيذها الجديد.

وأضاف، أن الحياة موازين قوى، وليست مفاوضات، موضحاً أنه لا يوجد أمام الفلسطينيين خيار مع عدو سلب كل أرضهم؛ "فالشعوب التي تريد أن تتحرر يجب أن تفرض معادلات جديدة"، بحسب قوله.

ونبه إلى، أن ما جرى في المنطقة من هزائم "للمشروع الصهيوني" بلبنان وغزة والضفة "كانت درساً لنا جميعاً أننا بالمقاومة يمكن أن نحقق نصراً".

وشدد على، أننا بحاجة إلى مقاربة فلسطينية تختلف عن الماضي "الذي اعتقد فيه الفلسطينيون أن المبادرات يمكن أن تستجلب عطفاً دولياً".

ولفت إلى وجود خطابات سياسية "مجاملة" للفلسطينيين، "لكن في الواقع الجميع يعترف بإسرائيل"، مضيفاً أن فلسطين أكبر من "حماس" و"الجهاد" وهي عنوان العرب والمسلمين جميعاً، داعياً الدول العربية إلى تبديل وُجهة المعارك المنتشرة بالإقليم، نحو العدو الإسرائيلي الذي يحتل فلسطين ويدنس مقدساتها.

كما دعا الدول العربية إلى، أن تتعامل مع قطاع غزة "بما يستحقه"، موضحاً أن "السعودية تنفق مليارات الدولارات في قصف الشعب اليمني المظلوم فيما يبخلون على السلطة الفلسطينية المشابهة لهم في الرؤية والموقف ولا يتجرؤون على دعمها بشبكة أمان مالية".

ووصف رد الفعل الأردني لمخطط الضم بأنه كـ"الخائف والمتوتر" لأن مشروع الضم سيؤدي إلى ترحيل الفلسطينيين لكن الموضوع يحتاج لموقف مختلف، مؤكداً على ضرورة أن نتصدى بكل ما نملك من قوة "للمشروع الصهيوني".

المصالحة الفلسطينية

وحول التطورات التي طرأت على الملف الفلسطيني، وصف القائد زياد النخالة المؤتمر الصحفي المشترك بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب وبين نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، بـ"المشهد الجيد"، منبهاً إلى أنه كانت هناك أموراً كثيرة يجب أن تعالج قبل ذلك، معبراً عن خشيته في أن يُطوع هذا المؤتمر بغير مكانه الصحيح.

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن هناك مبادرة لفعاليات مشتركة بين فتح وحماس في غزة كبديل عن فعاليات رام الله، مؤكداً أن حركة الجهاد "لا تريد الظن السيء عندما يكون هناك مبادرات لوحدة الصف الفلسطيني"، معتبراً "أن هذه ليست عناوين لوحدة الشعب".

وأوضح النخالة، أن موقف "الجهاد" في الوحدة الوطنية إيجابي ومن دون حدود، وأنها تدفع باتجاه هذا الموقف حتى لو كان على حسابها، عاداً أن الوضع الفلسطيني مليء بالمبادرات، وأن مبادرة الدكتور شلح ما زالت قائمة، مضيفاً بالقول: "نحن لسنا بحاحة لمبادرات بل أن نقتنع أننا شعب واحد نواجه عدواً ويجب أن نقاومه".

ووصف التحركات الفلسطينية، بأنها "فترت قليلاً" مع الارتباك الذي حصل في الإدارة الأمريكية، مؤكداً أن تراجع "الهمة" بسبب تباطؤ خطة الضم، الذي أثر على الخطوات الفلسطينية.

ولفت إلى، أن التقديرات تشير إلى ارتياح الإسرائيليين، وأنهم لا يتوقعون أن تنفجر الأوضاع، داعياً القوى السياسية إلى النهوض "للخروج مما نحن فيه من أزمات".

كما أوضح، أنه لا يوجد أفق لدولة فلسطينية، أو لشعبين في دولة واحدة، معتبراً كل المبادرات التي طُرحت بهذا السياق، "عبثاً وتضييع وقت".

وقال، إن العالم اعترف بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، لأنها اعترفت بـ"إسرائيل"، مؤكداً جهوزية حركة الجهاد الإسلامي للدخول في منظمة التحرير الفلسطينية بناءً على أسس تنظيمية وسياسية جديدة.

صفقة التبادل

وعن ما يُثار بشأن صفقة التبادل المقبلة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، أكد النخالة أن البحث مستمر من أجل الإفراج عن الأسرى، منبهاً إلى أن لدى المقاومة قوائم جاهزة.

ولفت إلى عدم وجود تطورات مهمة في ملف الصفقة المتعلقة بالأسرى، مشدداً على ضرورة "أن تتم وأن يدفع العدو الثمن".

وفي سياق متصل، أكد دعمهم للغرفة المشتركة وفقاً لـ"مبدأ الرد على أي عدوان"، مشدداً أن أي اعتداء على غزة سيرد عليه قولاً واحداً

وقال، إن غزة وضعت معادلة أن اي عدوان اسرائيلي أو استهداف أو اعتداء سيتم الرد عليه مهما بلغ حجمه.

وختم القائد النخالة: العدو الاسرائيلي لا يريد أن يرى غزة مسلحة وهو يسير بهذه الخطة.