شمس نيوز/ الخليل
بينما يواجه "الجيش الأبيض"، وهو لقب بات يشتهر به الأطباء في فلسطين، فيروس كورونا، بالمشافي ومقار العزل، تغطي سماء البلاد جيوش أخرى، لكنها هذه المرة تتحدى الفيروس بالمرح والتوعية، عبر إطلاق "طائرات ورقية".
فبعدما اختفت لسنوات، عادت الطائرات الورقية لتغطي سماء مدن الضفة، إذ يعكف الشبان والفتية على صنعها للترفيه عن أنفسهم، في ظل استمرار الإجراءات المشددة بتقييد حركة السكان خوفاً من تفشي "كورونا".
إبراهيم شاب من قرية حلحول قضاء الخليل جنوب الضفة المحتلة يبلغ من العمر (29 عامًا)، يقوم بصناعة طائرات ورقية مزينة بـ"الكمامات" وصور للشخصيات السياسية؛ لكسر رتابة الملل أثناء العزل وليتم بيعها للحصول على بعض الدخل الإضافي.
ويحتاج العمل في تجهيز الطائرة الورقية إلى جهد وإتقان كبيرين كي تكون قابلة للطيران، إذ يربط الشاب إبراهيم ثلاثة عيدان من الخشب من منتصفها بخيط إلى أطرافها، قبل أن يغطيها بقطعة من النايلون، ثم يصنع الميزان-الذي يضبط اتزان الطائرة- والذي يسحب منه خيط يتحكم بالطائرة وهي في السماء، بعد أن يُلصق بها الذيل الطويل.
وتتكون الطائرة الورقيّة من إطار خشبي بشكل معين، ويكون غالباً من الخيزران أو القصب أو الخشب العادي الذي يُختار حسب حجم الطائرة، فيكون سميكاً وقوياً للطائرات الكبيرة، وتغطى الطائرة بغلاف ورقي أو بلاستيكي، ويكون لها ذيلٌ من الورق أو البلاستيك أيضاً لضمان التوازن، وتربط بخيط، قد يزيد طوله عن مائة متر أو أكثر.
ومع ساعات العصر، تكون سماء الضفة الغربية المحتلة قد ازدحمت بالطائرات على ارتفاعات مختلفة ولمسافات متباينة، فيبدو مشهد اكتظاظ السماء بتلك الطائرات مغايراً لأجواء الضغط في ظل الحجر المنزلي، بعدما تعطلت الحياة العامة، ولم يعد في الإمكان استغلال الأوقات خارج المنازل.
واضطر الفيروس دول العالم على غلق حدودها، وتعليق رحلات الطيران، وتعطيل الدراسة، وفرض حظر للتجوال، إضافة إلى إغلاق دور العبادة ومنع التجمعات العامة، الأمر الذي أدى إلى بروز هذه الأجواء في الضفة منذ أبريل/ نيسان الماضي بالتزامن مع جائحة "كورونا".