شمس نيوز/ غزة
مع بدء العد التنازلي لموجة الحر، التي تتأثر فيها البلاد بدءاً من يوم غد الأحد، وتستمر حتى الخميس المقبل، يلجأ سكان قطاع غزة إلى البحر، منفسهم الوحيد، خصوصاً في مواجهة أجواء الحر الشديدة، وفي ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
لكن توالي الأخبار عن حوادث الغرق والإنقاذ للمصطافين على بحر غزة، يجعل هذا المتنفس أيضاً خطيراً يهدد باختطاف حياة الهاربين إليه.
إذ أُعلن صبيحة اليوم السبت، عن وفاة شابة متأثرة بإصابتها الحرجة، عقب تعرضها للغرق في بحر محافظة خانيونس، جنوب القطاع.
وعزا إبراهيم العمصي، الذي يعمل منقذاً بحرياً في النادي البحري بغزة، تكرار حوادث الغرق بالقطاع إلى استهتار المصطافين بتعليمات المنقذين بخصوص الأماكن الأكثر أماناً للسباحة، الأمر الذي يُعرِّض حياتهم للخطر.
ويوضح لـ"شمس نيوز"، "نحدد للمواطنين الأماكن التي لا يتوجب عليهم السباحة فيها، فهناك مناطق خطرة مليئة بالصخور مثلاً نحذّرهم من الاقتراب منها، لكن لا نجدُ آذاناً صاغية".
وتحدث العمصي - الذي يعمل منقذاً بحرياً منذ 12 عاماً- عن العجز في الإمكانيات اللوجستية التي يحتاجها المنقذون في عملهم، مما يُعقّد مهامهم ويعيق وصولهم في الوقت المناسب لإنقاذ غريق ما.
ويشرح قائلاً:" لدينا مثلاً نقصٌ في عدد الحسكات، لنفترض أن هناك شخص غريق على بعد كيلو، هذا يستغرق من المنقذ الوصول إليه سباحةً وقت طويل تعرض فيه حياة الغريق لخطر حقيقي، في حين أن الحسكة قد تصل إليه في وقتٍ وجيز، وإنقاذ حياته".
ويقول العمصي - الذي لم يتلقَ راتباً منذ ثلاثة شهور - إن عمل المنقذين في قطاع غزة معقد، ويواجه صعوبات وتحديات في ظل نقص الدعم المادي واللوجستي، وعدم التقدير المجتمعي لأهمية عملهم، مهيباً بالمصطافين، الاهتمام بإرشادات السلامة للحفاظ على أرواحهم وأرواح ذويهم.
ويستذكر المنقذ حادثةً خلال عمله أثّرت فيه بشدة، قائلاً " قبل عامين كان هناك مجموعة من الأطفال يلعبون قريباً من الشط، وفي لحظة ما سحبهم الموج، وغرق أحدهم، وتمكنّا من إخراجه بعد ساعة من البحث".
ويتابع "توقعنا أن الطفل قد فارق الحياة، مع ذلك أجرينا الإسعافات الأولية البروتوكولية وعيوننا تدمع عليه كما دمعت عيون أهله وأقرانه، والحمد لله دبّت فيه الحياة... لقد كانت معجزة حقيقية".