شمس نيوز / عبدالله عبيد
هل باتت عودة محمد دحلان إلى غزة قريبة؟ سؤال يدور في ذهن كثيرين من الفلسطينيين، بعد مغازلة وبوادر حسن نوايا أرسلت بها قيادات حركة حماس إلى دحلان، مؤخرا، تنبئ بإمكانية أن يحل الأخير قائدا لحركة "فتح نيولوك" بغزة مفصلة بحسب المقاس "الحمساوي"، لتكون ندا للرئيس منتهي الصلاحية محمود عباس، بحسب اعتقاد بعض المتابعين والمراقبين.
فحماس التي ترفض أي تظاهرة لحركة فتح في غزة منذ توليها الحكومة، سمحت يوم الخميس الماضي لأنصار محمد دحلان بالتظاهر، على الرغم من رفعهم رايات فتح وصورا لدحلان الذي كان يعتبر حتى وقت قريب عدوا لدودا للحركة الإسلامية الحاكمة.
وكان العشرات من أنصار دحلان قد تجمعوا يوم الخميس الماضي، في تظاهرة مناوئة لرئيس السلطة محمود عباس، في حديقة “النُصب التذكاري للجندي المجهول”، وسط مدينة غزة، والقريبة من مقر المجلس التشريعي، رافعين لافتات تهاجم الرئيس محمود عباس، فيما رفع المشاركون صورا كبيرة لدحلان، كتب عليها “كلنا دحلان”.
كما علّق أنصار دحلان، على مقر المجلس التشريعي بغزة، عشرات اللافتات، التي تندد بسياسة الرئيس عباس، وصمته على ما وصفوه بـ”معاناة قطاع غزة، وعرقلة إعادة الإعمار”.
ويرى مراقبون أن هناك تقاربا بين حركة حماس ومحمد دحلان، انعكس هذا التقارب أمام تيار الأخير ومؤيديه في قطاع غزة، بالتعبير عن غضبهم العارم تجاه رئيس السلطة الفلسطينية.
وشدد المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" على أن مغازلة بعض من قيادات حماس لدحلان، والسماح لمؤيديه في غزة بالخروج في مسيرات والتعبير عن ولائهم له وغضبهم على رئيس السلطة، كأحد آليات الضغط على محمود عباس، معربين عن اعتقادهم أن دحلان قد يكون لاعبا لا يستهان به في المستقبل.
وكان مصدر مقرب من تيار القيادي المفصول من حركة فتح النائب محمد دحلان، كشف أن الأخير أبلغ كافة أنصاره والموالين والداعمين له في قطاع غزة، بتكثيف حملاتهم الإعلامية والجماهيرية ضد رئيس السلطة وزعيم الحركة محمود عباس.
وأشار المسؤول، إلى أن دحلان قرر فعلياً الانتقام من عباس من خلال القاعدة الجماهيرية في غزة، بإضعاف صورته بين صفوف الفتحاويين ، خاصة بعد وصول معلومات رسمية تطالب بتعجيل محاكمة دحلان والبت في ملفه قبل انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح المقرر منتصف الشهر المقبل.
كثير من الأتباع
المحلل السياسي حسن عبدو، يرى أن هناك تقاربا بين دحلان، وحركة حماس، منوهاً إلى أن هذا التقارب انعكس بإفساح المجال أمام تيار دحلان ومؤيديه في قطاع غزة، بالتعبير عن غضبهم العارم تجاه رئيس السلطة الفلسطينية وفتح، محمود عباس.
وبين عبدو في حديثه لـ"شمس نيوز" أن محمد دحلان، له الكثير من الأتباع المحبين لا سيما في مسقط رأسه غزة، "ولا أعتقد أنه غادر مكانته" بحسب قوله، معرباً عن اعتقاده أنه قد يكون في المستقبل لاعبا لا يُستهان به، خاصة وأن هناك قوة إقليمية تقف خلفه وتدعمه.
واعتبر أنه من المبكر الحديث عن أن يكون دحلان قائدا للشعب الفلسطيني، موضحاً أن هناك حالة من الصراع السياسي وشكلا من أشكال الانهيار للحركة الوطنية وخاصة فتح، وهذا يعود إلى فشل مشروع فتح السياسي، حسب تعبير عبدو.
اشتداد العداء
وقال المحلل عبدو: ما جرى في غزة من خروج تيار دحلان في مسيرات، يعكس إخفاق قيادي لدى الرئيس محمود عباس في التعامل مع ظاهرة محمد دحلان، فهو لم يقبل على خطوات حقيقية لاحتواء هذه الظاهرة، وبالتالي هي تتمدد في الشارع الفلسطيني".
وأضاف: أعتقد أن قيادة حركة فتح لم تبذل الجهد الكافي لا على صعيد احتواء هذه الظاهرة ولا حتى على صعيد إنهاء الانقسام بشكل جيد"، مبيّناً أن ذلك قد يؤدي إلى اشتداد العداء مع حركة حماس.
آليات ضغط
من جهته، اعتبر المحلل السياسي، البروفسور عبدالستار قاسم أستاذ العلوم السياسية، أن القيادي محمد دحلان مفصول من حركة فتح ومحكوم من قبل القضاء بالضفة الغربية، مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس يريد مقاضاته.
ولفت قاسم خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن مغازلة بعض قيادات حماس لدحلان، والسماح لمؤيديه في غزة بالخروج في مسيرات والتعبير عن ولائهم له وغضبهم من رئيس السلطة، هي إحدى أدوات الضغط على محمود عباس.
وأضاف: كأن حماس تستخدمه كورقة ضغط على عباس، يعني أنت لا تدفع رواتب ولست جاداً في إعادة إعمار غزة فنحن نضغط عليك بطريقة أخرى"، مشدداً على أن هذا الضغط يضعف الرئيس عباس، ويقوي القيادات المتعددة في حركة فتح.
أوراق قوة
وتابع د.قاسم: فتح تعاني من تضخم في القيادات، وربما هذا هو سبب الكثير من المشكلات التي تعاني منها فتح في الفترة الحالية"، منتقداً في الوقت ذاته حركة حماس لسماحها لمؤيدي دحلان بالخروج في مسيرات بغزة.
وزاد بالقول: مشكلة حماس أنها قبلت بجماعة أوسلو قيادات للمقاومة وفاوضوا بالنيابة عن المقاومة في القاهرة، والآن تغازل محمد دحلان، لذلك الفصائل الآن لا يوجد لديها مبادئ ومن الصعب أن تثق بسياساتها"، وفق تعبيره.
وأشار المحلل السياسي إلى أن محمد دحلان لديه الكثير من أوراق القوة لا سيما أن هناك أطرافا عربية وإقليمية داعمة له، مؤكداً أن مناطق القوة لدحلان تكمن في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية بمدينة جنين على وجه الخصوص.
وكان القيادي في حماس يحيى موسى قال: إن الحرمة لا تمانع أن تحاور أي فلسطيني مهما كان ماضيه في صالح القضية الفلسطينية".
وأضاف موسى أن "ماضي دحلان، أفضل من حاضر عباس، الذي يدير الطريق الفلسطيني بانهزام وانكسار، وينتقد المقاومة التي حمت الشعب الفلسطيني، في حين ما زال منذ سنوات في عقم عملية التسوية، التي لم تجلب غير مزيد من التهويد ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية وكثيرا من الاستيطان وعربدة المستوطنين.