شمس نيوز/ غزة
قبل أعوام من اليوم، وتحديداً في يوم الاثنين 1 شوال 1435هـ الموافق 28-7-2014م، تمكنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من قتل وإصابة عشرات الجنود الإسرائيليين بفعل صواريخها وقذائفها التي ضربت المدن والمغتصبات والمواقع والحشودات العسكرية على حدود قطاع غزة.
وفي تفاصيل القصف، أعلنت السرايا، مسؤوليتها عن قصف "كيبوتس بئيري" في مجمع "أشكول" الاستيطاني برشقة صواريخ 107 وقذائف هاون من العيار الثقيل.
واعترفت القناة الثانية العبرية، بأن القذائف الصاروخية سقطت في مكان مكتظ بعشرات الجنود، وجرى نقل جزء من الجرحى عبر الطائرات المروحية إلى مستشفى "بريزلاي" بمدينة بئر السبع المحتلة، في حين وصفت الحادث بالخطير جداً.
لاحقاً، أقر العدو الإسرائيلي، بمقتل 6 من جنوده وإصابة 10 أخرين بجراح متوسطة وحرجة.
وتخلل هذا اليوم الذي وافق اليوم الحادي والعشرين للمعركة، قصفُ سرايا القدس أيضاً مدن الاحتلال ومستوطناته ومواقعه وحشوداته العسكرية، أبرزها أسدود وعسقلان بـ 60 صاروخاً وقذيفة.
كما شهد هذا اليوم، عدة عمليات منها كمين محكم لقوة إسرائيلية خاصة شرق بلدة خزاعة شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، قتل فيه 4 جنود إسرائيليين وأصيب آخرون، وارتقى بطل المواجهة الشهيد المجاهد إياد أبو ريدة.
فمع بدء العدوان البري، الساعة العاشرة مساءً من يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو2014م، طلب الشهيد المجاهد إياد راضي أبو ريدة الملقب بـ "النجم" من أفراد مجموعته الاستعداد وتجهيز كل العتاد العسكري الذي بحوزتها.
وتفقد مرابط العبوات الناسفة، وتجهيزها، حيث تم تفعيل عبوات ناسفة كانت تعمل بنظام المسطرة لاستهداف الآليات المدرعة، إلى جانب عبوات ناسفة وضعت في بعض المناطق التي كان يتوقع دخول العدو منها، حسب موقع الإعلام الحربي "للسرايا".
وأوضح الموقع، أن العدو افتعل اشتباكاً وهمياً من جهة "منطقة النجار" شرق بلدة خزاعة، فيما التفت عشرات الآليات العسكرية من منطقة بوابة عسل شراب، مروراً بأرض أبو دراز، والعمور، وأبو طعيمة، وصولاً إلى منزل ماجد العنيد وأرض أبو مطلق، وتمركزوا في محيط جميزة أبو حنون، ليغلق بعد ذلك مدخل خزاعة بالكامل وأصبحت بلدة خزاعة معزولة عن أي امتداد جغرافي لها بأي من البلدات المحيطة بها كعبسان الكبيرة، والفخاري.
ونقل الموقع عن أحد المجاهدين ممن كانوا مع الشهيد المجاهد "إياد" حتى اللحظات الأخيرة، أنه انقطع بهم الاتصال مع غرفة العمليات العسكرية ومع باقي أفراد المجموعة، بسبب استهداف كافة نقاط الاتصال، وحينها أدرك الشهيد "إياد" أن المعركة مع العدو، وصلت إلى مرحلة المواجهة وجهاً لوجه، فأخبر إخوانه المجاهدين أنه في حال لم يبقَ معهم أي ذخيرة عليهم حمل العبوات الناسفة التي بحوزتهم وتفجيرها في قوات العدو الخاصة.
وخلال المعركة التقى المجاهد إياد باثنين من مجاهدي كتائب القسام، وعرض عليهم العمل المشترك في سبيل الله، فوافقاه الرأي على الفور، وطلبا منه توفير قطعة سلاح لمجاهد ثالث كان معهم، فأعطاهم قطعة سلاح وأبقى معه قطعتين وكمية كبيرة من الذخيرة معه ومع مجموعته وتقاسمها معهم فيما بعد، حسب شهادة أحد المشاركين في المعركة.
وأشارت السرايا إلى، أن الشهيد والمجاهدين الذي ثبتوا معه، قرروا التمترس داخل أحد البيوت؛ استعداداً لأي مواجهة مباشرة مع القوات الخاصة.
ولفتت إلى، أن الشهيد إياد ومن معه ظلوا قرابة 5 أيام يكمنون لجنود جيش الاحتلال إلى أن حانت لحظة الحسم، حين سمع المجاهدون أصوات جنود الاحتلال، وهم يتجولون في أزقة أحياء بلدة خزاعة دون خوف ووجل، لأنهم اعتقدوا ان قذائف دبابتهم وصواريخ طائرتهم أتت على من تبقى في البلدة من أحياء.
وقالت السرايا، إن الشهيد "إياد" ومن معه خرجوا عليهم بوابل من الرصاص والقنابل وصيحات الله أكبر، وأصيب جنود الاحتلال بالرعب وأخذوا يبحثون عن مكان يختبئون فيه، فسقط منهم القتيل والجريح.
وفي تلك الأثناء تمكن الشهيد "إياد" من سحب قاذف صاروخ "لاو" من على ظهر أحد الجنود القتلى الذين قتل بعضهم خلال الاشتباك المسلح، ومن بقيّ من الجنود على قيد الحياة، قاموا بالفرار إلى المبنى المقابل للمكان الذي كان يكمن فيه الشهيد "إياد" ومن معه من المجاهدين.
ودخلت المعركة مرحلتها الثانية، حيث بدأ الاشتباك بين المجاهدين وجنود الاحتلال الذين استدعوا وحدات إضافية لمواجهة المجاهدين، من منزل لمنزل، وحينها استخدم المجاهد "إياد" قاذف "لاو" ليقتل الجنود بسلاحهم.
واصل المجاهدون قتالهم بثبات واستبسال، فيما استدعت قوة إسرائيلية آليات مدرعة للمكان، وقام طيران التجسس باستهداف مكان تواجد المجاهدين بأكثر من صاروخ، حينها قرر أحد المجاهدين من كتائب القسام الخروج، بعد أن استشهد رفيقيه، لكن الشهيد "إياد" أصر على مواصلة القتال حتى نفذت ذخيرته، فكمن لجنود الاحتلال الذين ظنوا أنهم قضوا على المجاهدين، فاقتحموا المكان بآلياتهم التي قامت بهدم جزء من المبنى، فخرج عليهم الشهيد "إياد" بسكينه الذي وجد بالقرب من جثمانه.
وما يؤكد هذه الرواية تصريحات جيش الاحتلال الذي أكد فيها تعرض قوات إسرائيلية خلال العملية البرية على غزة للهجوم بالسلاح الأبيض وأسفر ذلك عن إصابة ضابط كبير.
ويؤكد المجاهد الذي استطاع الخروج من المنزل بعد قصفه بأعجوبة لـ"موقع السرايا"، أنهم قتلوا 4 جنود إسرائيليين على الأقل، فيما وقع باقي أفراد القوة جرحى وبقوا أكثر من ساعتين دون أن يستطع جنود الاحتلال التقدم نحو المبنى الذي احتموا بداخله لانتشالهم.
وارتقى الشهيد المجاهد إياد أبو ريده الملقب بـ "النجم" ومعه شهيدين آخرين وهما معتز أبو ريدة وبلال قديح الملقب بـ "ادهم" عصر يوم الاثنين أول أيام عيد الفطر بتاريخ 28/7/2014، بعد معركة ضارية بدأت الساعة الثانية والنصف ظهراً حتى الساعة الرابعة عصراً.