قائمة الموقع

خبر بالصور.. الشاب "جهاد الغول" يرسم الحياة على أطلال الموت

2014-12-22T09:18:46+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

تصوير / حسن الجدي

من على أطلال البيوت المهدمة في الحي الذي يقطنه بمخيم البريج وسط قطاع غزة، يبدأ الشاب جهاد الغول (24 عاماً)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتجهيز أدواته ومعداته الخاصة للرسم، ليقف على أكوام الركام بقدم واحدة وعكازين يتكئ عليهما دون مساعدة من أحد، ويرسم ما يجول في خاطره.

 الرسم.. تلك الموهبة التي احترفها الشاب جهاد بعد أن بترت قدمه اليسرى في أحد اجتياحات مخيم البريج عام 2008م، متخذًا منها أداة للتعبير عن الذات، فلكل لوحة حكاية، ولكل لون دلالة على مشاعر اختلجت في نفسه وعبر عنها بلوحاته الفنية.


"الرسم على ركام المنازل المدمرة" هي المهنة التي يعتبرها "جهاد" قد توصل رسالته ورسالة شعبه المظلوم إلى العالم، ليقول في حديثه مع مراسل " شمس نيوز": أقوم بالرسم على ركام المنازل المدمرة، لأن هناك رسالة أريد أن تصل للعالم، وهي صورة الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة".

وأضاف: الجميع قد يتساءل عن رسمي على هذه البيوت، ولكنني أبدع بالرسم في تلك الأماكن"، منوهاً إلى أن ركام المنازل هو الطريقة الأسرع لإيصال رسالة قطاع غزة، على حد قوله.

تخفف المعاناة

وأشار الغول إلى أنه قد سلك مهنة الرسم بعد أن بترت قدمه في اجتياح البريج قبيل الحرب الإسرائيلية الأولى على قطاع غزة من العام 2008، وذلك للتخفيف من معاناته اليومية، ولكي تبعده المهنة عن جو الكآبة والوحدة التي يشعر بها، حسب وصفه.

برهة صمت سادت المكان بعد حديث طال نصف ساعة أو أكثر مع ذلك الشاب الطموح، الذي لم تفقده إصابته وبتر قدمه طموح السعي وراء هدفه، ليعود لنا مرة أخرى في الحديث عن أحلامه وطموحاته التي يريد تحقيقها رغم أنف إصابته.


يقول الغول: شاركت من خلال مؤسسة لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في معرض بدولة ليبيا، وقمت بعرض العديد من الرسومات التي رسمتها بريشتي"، معربا عن أمله في أن يشارك بالمعارض المحلية الدولية، لكي يتمكن من إيصال رسالته الفنية.

ويعزم الشاب الغول على السعي لتطوير ذاته من خلال ذهابه إلى العديد من المؤسسات الخاصة بعالم الفن، وعرض خبرته عليهم.

أعمل وحيدا

واستطرد الشاب الغول بالقول: لجأت إلى العديد من المؤسسات ليساعدوني على تطوير موهبتي، ولكن دائماً إصابتي كانت هي المعيق، حيث لم يستمع لي أي أحد من هذه المؤسسات، وكما ترى، أعمل وحدي، لأسد وقت فراغي فقط".

بدأت علامات الحزن تظهر على وجه صاحب القبعة السوداء، ليغير من جلسته، حيث كان متكئاً على كومة من الحجارة كما اعتاد، وفوراً مسكت يده لأساعده على رفع قدمه السليمة، إلا أنه منعني من ذلك، وزجرني بغضب: تعودت على مساعدة نفسي دون اللجوء لأحد".

طلب مني أن أحضر جميع لوحاته التي رسمها، وأثناء شرحه لنا عن تلك اللوحات لفت انتباهي لوحة فنية رسمها عن نفسه، وتبدو عليه علامات الحزن والكآبة حيث عكازيه اللذين يتكئ عليهما داخل اللوحة التي أتقنها بفن عال، وأخذت منه وقتاً طويلاً، حسب تعبيره.


وبيّن الغول أن هذه اللوحة تدل على الوحدة التي يعيشها في حياته بعد بتر قدمه، خصوصاً بعد أن لجأ إلى العديد من المؤسسات التي طلب منها الدعم لمواصلة طريقه في عالم الفن، لكن.. دون جدوى.

وزاد قائلاً: لكنني أريد مواصلة الصعود نحو هدفي حتى تحقيقه، وسأعمل جاهداً على ذلك الأمر حتى تنشر لوحاتي الفنية، رغم إصابتي التي يعتبرها البعض إعاقة".

وخلفت الحروب الإسرائيلية الثلاثة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة خلال ست سنوات مضت، مئات الإعاقات الدائمة في صفوف الشباب الفلسطيني.






اخبار ذات صلة