غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بفعل أزمة الكهرباء..

غزة: ثلاجات فارغة وأطعمة فاسدة وسط تحذيرات من انهيارٍ اقتصادي

التعليم في زمن انقطاع الكهرباء في غزة.jpg

شمس نيوز/ علاء الهجين

لم يعد المواطنون في غزة، قادرون على حفظ أطعمتهم في الثلاجات لمدة تزيد عن يوم واحد، نتيجة أزمة الكهرباء التي تعصف بالقطاع، بسبب منع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المحطة الوحيدة، جراء استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وتستمر أزمة الكهرباء لليوم الثاني عشر على التوالي، حيث أرغمت المواطنين على طهي أطعمتهم المحفوظة بالثلاجات دفعةً واحدة، قبل أن تفسد إثر فصل التيار لمدة تزيد عن 16 ساعة متواصلة، مقابل 4 ساعات وصل في أحسن الأحوال، مما فاقم معاناة أهالي غزة المُحاصرين منذ 14عامًا.

وباتت برادات المواطنين شبه فارغة، ولا يستطيعون ملأها بالطعام، وسط انهيار اقتصادي ومعيشي مُتسارع بفعل الحصار.

الشاب حسن وجيه (35 عامًا)، يُعيل أسرة مكونة من 3 أفراد، يُعاني مثل غالبية المواطنين من استمرار أزمة الكهرباء، التي أثرت سلبًا على سبل معيشته، المتدهورة اقتصاديًا منذ سنوات.

يقول حسن: "إن قطع التيار الكهرباء أثر سلبًا على وضعنا الاقتصادي، فقد أجبرتنا الأزمة على طهي الأطعمة المخزنة بالثلاجات حتى لا تفسد، ولا نستطيع شراء ذات الكمية مرة أخرى لأنها ثمنها سيكون مكلفًا، وحاليًا سنضطر لشراء الطعام بشكل يومي، وهذا الأمر مرهق من حيث الوقت والمصاريف والمواصلات".

ويضيف: "أن لا نستطيع شبك خط كهرباء من المولدات الخارجية، بسبب وضعنا الاقتصادي المتدهور، ناهيك عن سعر كيلو الكهرباء المرتفع والذي يصل إلى 4 شواكل، وهذا فوق طاقتنا بكثير".

بدوره، أشار المواطن عبداللطيف عودة من حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وهو ربُ أسرة مكونة من 5 أفراد، إلى أن اللحوم والأسماك والخضراوات المخزنة في ثلاجة منزله فسدت وألقاها في سلة المهملات، نتيجة فقدان التبريد بفعل أزمة الكهرباء التي عصفت بالقطاع.

ويقول عودة لـ "شمس نيوز": "إننا حاليًا نعجز عن ملء براداتنا بالطعام، لأننا متعطلون عن العمل، ونُعاني من انهيار اقتصادي ومعيشي متسارع".

من ناحيته، يؤكد المختص الاقتصادي الدكتور معين رجب، أن التيار الكهرباء يُعد عصب الحياة للقطاعات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الأنشطة الحياتية متوقفة عليه.

ويقول د. رجب في حديث لـ "شمس نيوز": إن مدة وصل الكهرباء لا تكفي لحفظ الأطعمة في الثلاجات، وتؤدي إلى تلفها، مما يترتب عليها خسائر كبيرة، لا يتحملها المواطن المتعطل عن العمل".

ولفت إلى أن هذا الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي يُلقى بتبعاته الثقيلة على المرافق الحيوية في قطاع غزة، وكذلك على المنشآت الاقتصادية كالمصانع على سبيل المثال، والتي كانت تعاني قبل هذه الأزمة أصلاً.

وحذّر د. رجب من أن استمرار هذا الخنق لغزة قد يترتب عليه تطورات ميدانية تقود الأمور لعدوان جديد، يفاقم معاناة الأهالي من جديد، ويعيد وقف عجلة الاقتصاد، الذي يعمل بأبسط وأقل الإمكانيات، وبالتالي ارتفاع معدلات البطالة، ونسب الفقر، لافتًا إلى أن كل الاحتمالات واردة.