قائمة الموقع

خبر قصة الباص رقم (6).. مؤامرات السياسيين وعذابات المواطنين في معبر رفح

2014-12-22T17:23:57+02:00

شمس نيوز | خاص

تنفست الشابة مرام -اسم مستعار- الصعداء إثر اتصال من أخيها في تمام الساعة الحادية عشر والثلث من ظهيرة اليوم الاثنين، مفاده بأن والدتها المسنة قد صعدت إلى الباص رقم (6) بعد معاناة شديدة قضتها منذ لحظات الفجر الأولى تحاول تحصيل موضع قدم في معبر رفح البري.

"أمي تحتاج العلاج والمتابعة الصحية بشكل ضروري، وقد حصلت على جميع الأوراق اللازمة لمتابعة العلاج في الخارج" تستهل حديثها والعبرات تخنق صوتها، لكن ما حصل بعد ذلك امر يخرج عن المألوف.

تقول مرام لمراسل "شمس نيوز"، "بعد ساعة تقريباً اتصلت بأخي فقد تأخر في العودة إلى المنزل فكانت المفاجأة عندما علمت أنه لا زال في المعبر فالباص رقم (6) وصل الصالة المصرية ولكن لم يُسمح لأيٍّ من ركابه بالنزول"، تفاءلت مرام بالله خيراً وادّعت في قرارة نفسها بأنه أمرٌ مألوف بالنسبة لتعامل الجانب المصري مع المسافرين الفلسطينيين على معبر رفح.

"لكن كانت الصاعقة حينما علمت من أخي بعد ساعة أخرى بأن الباص بركابه لم يتزحزحوا من مكانهم قيد أنملة"، تردِف والحيرة باديةً في علامات وجهها، "قلقت على أمي كثيراً فهي لا تتحمل أن تبقى كل هذا الوقت في حافلة مغلقة، ولا بد لها من التردد على الخلاء لقضاء الحاجة مرات عديدة بحكم مرضها وسنها".

المفاجأة الأكبر كانت حينما علمنا من مرام بأن ركاب الباص سُمح لهم بالنزول منه فقط في تمام الساعة الرابعة والنصف قبل أذان المغرب بدقائق، وحينما استفسرنا عن الأمر تبيّن وحسب شقيق مرام بأن لعبة سياسية وحرباً ضروساً دارت رحاها بين جدران المعبر كادت تطحن آمال عديد المسافرين والعالقين.

ما استطاع شقيق مرام الحصول عليه من معلومات من خلال بعض معارفه من العاملين في معبر رفح بأن 10 شباب يتبعون لسلطة رام الله كانوا متوجهين لدورة في كلية عسكرية بإشراف السلطة خارج القطاع، وأثناء انتظارهم على بوابة المعبر الفلسطينية أبلغتهم مصادر في حكومة غزة ومعبر رفح بمنعهم من السفر لدواعٍ أمنية على ما يبدو، "الأمر روتيني وقد يحصل مع أي مسافر"، يعقِّب شقيق مرام.

ما حصل بعد ذلك كان بمثابة مساومة من الطرف المصري، حيث منعوا نزول أي راكب من الباص (6) وأبلغوا المسئولين الفلسطينيين في المعبر بأن الباص سيعود أدراجه ولن يُسمح لأي باص آخر بعده بالدخول طالما الـ 10 شباب لم تُختم جوازاتهم ويُسمح لهم بالمرور !

بعد 5 ساعات من المعاناة تدخّل عدد من القيادات المصرية والفلسطينية في غزة وقاموا بوضع حل تم بمقتضاه التنازل من قبل الجهات الأمنية في غزة والسماح للمسافرين الـ 10 الممنوعين بالدخول إلى الصالة المصرية، قام على إثرها الجانب المصري وبعد استلام الشباب بالسماح لركاب الباص (6) بالنزول إلى الصالة ولكن بعد فوات الأوان، فحظر التجول قد دخل في سيناء، واضطرت والدة مرام ومعها ما يقارب الـ100 مسافر من بيات ليلتهم في الصالة المصرية برغم البرد الشديد والمرض والارهاق.

كما نص الاتفاق على تمديد فتح المعبر ليوم غدٍ الثلاثاء من أجل التعويض لجميع المسافرين على متن الباصات التي كانت تنتظر في الصالة الفلسطينية دورها للدخول وهي تحمل الرقمين (7)و(8)، وأيضاً للمسافرين الذين لم يحالفهم الحظ بالدخول إلى الصالة الفلسطينية بسبب الازدحام.

قصة باص تختصر معاناة شعب

اخبار ذات صلة