شمس نيوز/ غزة
لم يستسلم صيادو غزة لقرار الاحتلال بحظر دخول البحر بشكل نهائي، والذي اتخذه مطلع الأسبوع الماضي رداً على إطلاق البالونات الحارقة.
وتحدى الصيادون القرار، وأبحروا بقواربهم متعددة الأحجام رغم المخاطر الهائلة التي تواجههم من زوارق الاحتلال المنتشرة بكثافة على طول الحدود البحرية الشمالية والغربية.
ولم يخشَ الصيادون خوض غمار مواجهات يومية مع هذه الزوارق السريعة التي لا تتردد في مهاجمة قواربهم وإطلاق النار عليها ومحاولة إعطابها والسيطرة عليها لاقتيادها إلى الموانئ العسكرية.
ويصر الصيادون على تحدي القرار وكسره رغم اشتداد الملاحقات والاعتداءات والتي بلغت ذروتها خلال الأيام الأخيرة.
ونجح الصيادون في الإبحار لأكثر من ثلاثة أميال أمام أنظار جنود بحرية الاحتلال الذين يراقبونهم من على متن الزوارق وسط حالة من الاستسلام أمام صمود هؤلاء الصيادين الذين يتعرضون لظروف مادية قاسية كما يقول نقيب الصيادين نزار عياش.
وقال عياش إن الصيادين لم يجدوا خياراً أمامهم غير مجابهة قرار الاحتلال الذي يحرم أكثر من أربعة آلاف منهم من مصدر رزقهم الوحيد، مؤكداً أن لدى الصيادين القناعة والإصرار على مواصلة تحدي القرار رغم المضايقات والاعتداءات التي يتعرضون لها بشكل متواصل من زوارق الاحتلال وطائراته.
ووصف عياش قرار منع الصيد بالجائر والتعسفي ويهدف إلى القضاء على مهنة الصيد ومحاربة الصيادين في أرزاقهم، وفق الأيام.
من جانبه، قال مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر إن الاحتلال سجل رقماً قياسياً في الاعتداءات على الصيادين منذ مطلع الشهر الجاري وتحديداً منذ اتخاذه قراراً بحظر الصيد في بحر غزة بلغت أكثر من مئة اعتداء.
وأضاف بكر أن الاحتلال لم يكتفِ بمعاقبة الصيادين بمنع إدخال مستلزمات الصيد منذ سنوات طويلة، بل أقدم في جريمة أخرى على قطع أرزاقهم ومنعهم من الصيد منذ أكثر من عشرة أيام، ما أدى إلى تفاقم معاناتهم.
وأوضح أن الصيادين يستمدون قوتهم الآن من دعم متواصل من جميع الشرائح والتي تتوافد يومياً على الميناء لرفع معنوياتهم وحثهم على تحدي القرار الإسرائيلي الجائر.
وبالرغم من شكواهم من المضايقات والاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة، إلا أن العديد من هؤلاء الصيادين الذين يغامرون في رحلات صيد محفوفة بالمخاطر تعهدوا بمواصلة كسر القرار كما يقول الصياد سامي زايد.
وقال زايد قبيل انطلاق مركبه في رحلة صيد برفقة ستة صيادين آخرين: "لن نجد ما نخسره بتحدينا لقرار الاحتلال"، مبيناً أن ظروفهم المادية القاسية أجبرتهم على تحدي القرار والمغامرة.
ووصف زايد في الأربعينيات من عمره تصرفات جنود الاحتلال وردهم على كسر الصيادين للقرار بالإجرامي بسبب ملاحقتهم لهم ومحاولتهم الاستيلاء على القوارب وأسرهم.
وأضاف أنهم يتعمدون الدخول إلى البحر بشكل جماعي من أجل التصدي للزوارق والعمل على إشغالها عند إقدامها على مهاجمتهم.
أما الصياد نائل العاصي فقد عبر عن رضاه من سير خطة كسر القرار رغم محدودية المنطقة التي يصلون إليها والتي لا تتجاوز ثلاثة أميال من أصل متوسط عشرة أميال كان مسموحا لهم الوصول إليها.
وقال العاصي إنه لا خيار أمام بحرية الاحتلال إلا الاستسلام أمام إرادة وحق الصيادين في الصيد باعتباره حقاً طبيعياً لهم، متعهداً ببذل أقصى المحاولات من أجل تعزيز كسر القرار والوصول إلى مسافات أبعد.