شمس نيوز/ غزة
لم يأخذ مزارعو غزة، في الحسبان، أن يشهدَ القطاعُ هذا الخناق الشديد، فمع تواصلِ معاناتهم جرّاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وانعكاسه على ري محاصيلهم، جاء حظرُ التجوّل، في إطار الإجراءات الرامية لتطويق انتشار وباء "كورونا".
ورغم أن مزارعي القطاع، وتحديداً الذين يفلحون أراضيهم القريبة من السياج الحدودي الزائل مع الأراضي المحتلة عام 1948، اعتادوا على استهدافهم المتواصل من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأُنهكوا بفعل الحصار، وتبعاته الثقيلة على عملهم طيلة السنوات ال14 الماضية، إلا أنهم يُصرون على مواصلة مهنتهم رغم مرارة ظروفهم والواقع، فهم يعتبرونها رسالةَ تحدٍ للاحتلال، وثباتٍ فوق أرضهم.
وفي ظل أزمة "كورونا" تشتد معاناة المزارعين، الذين يُضطرون لخرق حظر التجول المفروض، كي يرووا محاصليهم، مع اشتداد أزمة المياه، بفعل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
ويقول المزارع فادي صبح (43 عاماً) من بلدة خزاعة شرقي خان يونس، :"إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، انعكس بالسلب على ري المحاصيل الزراعية".
وأوضح صبح لمراسل "شمس نيوز"، أنه يضطر كغيره من عشرات المزارعين للمخاطرة والمجيئ في أوقات متأخرة ليلاً خلال فترات وصل الكهرباء لسقي محاصيلهم، مشيراً إلى اعتمادهم في الري على آبار ري خاصة.
وتابع :"ألا يكفي أننا نسقي مزروعاتنا بمياه مالحة، وأننا نخاطر بمجيئنا هنا ليلاً في بعض الأوقات.. ألا يكفي هذا كله"، مبيناً أن أرضه لا تبعد عن السياج الحدودي الفاصل مع الاحتلال سوى 500 متر.
ويزرع صبح 15 دونماً بمحاصيل مختلفة منها (الكوسا، البندورة، والسبانخ)، لافتاً إلى أن تكلفة زراعة دونم الكوسا الواحد - على سبيل- 3000 شيكل.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يستهدف المزارعين في قطاع غزة بصورة دائمة، من خلال استمرار عمليات إطلاق النار، وتجريف حقولهم ومزروعاتهم، وتقييد وصولهم إلى مزارعهم بالإضافة لرش أراضيهم الزراعية على طول الشريط الحدودي بمبيدات حارقة للمحاصيل، وسامة للتربة.
وفيما يلي صور وفيديو يُوثق لقاءنا:-