شمس نيوز/ القدس المحتلة
قال المختص الإسرائيلي في الشؤون العربية والفلسطينية إيهود يعاري، إن "التطبيع مع العرب لابد أن يتم ببطء وحذر، لأنه يمكن بسهولة إفساد اتفاق التطبيع مع الإمارات، بوصول هذا الاختراق المذهل مرة أخرى لطريق مسدود، وباختصار تحويل الاحتفال لحدث مؤلم".
وأضاف يعاري، للقناة 12 الإسرائيلية، أن "بعض الدول العربية تنوي إقامة علاقات مفتوحة مع "إسرائيل"، لكنهم ليسوا في عجلة من أمرهم، بشروطهم ومطالبهم الخاصة، وفي وقت مناسب من حيث سياساتهم الداخلية، لكن محمد بن زايد بالذات، ولي عهد أبوظبي، ربما لا يريد على الإطلاق أن ينضم إليه حكام عرب آخرون في علاقاته مع "إسرائيل"".
وأوضح يعاري - وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية- أن "ابن زايد لا يسعى لأن يقود القطيع، بل يريد الانفصال عن القطيع لفترة، ويجلس وحيداً في دائرة الضوء، ويلف نفسه بمفرده في معطف الولايات المتحدة، بشكل أوضح لا يريد أن يُنظر إليه على أنه الشريك الصغير للسعوديين، ولكن كلاعب مستقل تمامًا، ولعل انسحابه من حرب اليمن أكبر مثال".
وأشار إلى أن "ابن زايد يريد أن تكون علاقته مع "إسرائيل" دافئة بكل خصائصها، ويتوقع حصوله على مزيد من التكنولوجيا وتطوير الأعمال والسياحة الإسرائيلية، لأنه قضى أسابيع لإقناع أمراء باقي الإمارات بهذه الخطوة، لكنه إذا أدرك أن الولايات المتحدة، خاصة إذا تم انتخاب بايدن، لا تكافئه كما كان يأمل، وأن "إسرائيل" لا تمهد الطريق للكونغرس، فقد يعيد حساب مساره، ومنها أن ينسحب من حرب ليبيا التي استثمر فيها قواته الجوية".
وتابع أنه "من أجل بناء نظام "السلام" مع الإمارات بشكل صحيح، فيجب تفكيك مشكلة طائرات إف35 بعناية، وهناك طرق للتعامل معها، لأن القانون الأمريكي يتعهد بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي، ويعارض الكثير في الكونغرس هذه الصفقة".
وأكد أن "حكاماً عرباً آخرين يتابعون كل خطوة في مسار التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي، ومن ثم، فإن لم تكن هناك فرصة مسبقة لرحلات كوشنير وبومبيو في المنطقة، فإن السعودية قد تستخدم حق النقض ضد خطوة الإمارات تجاه "إسرائيل"، رغم أنها لم تُدنها، أما ملك البحرين فإنه يتوق ل"سلام مفتوح" مع "إسرائيل"، لكنه يعتمد كلياً على الرياض، إضافة لمراعاته لمشاعر الأغلبية الشيعية في بلاده".
ونوه إلى أن "جنرالات النظام الجديد في السودان الذي يريدون صناعة "السلام" مع "إسرائيل"، تبين أنهم ليسوا متحمسين لذلك.
وفي سلطنة عُمان، يجري الحاكم الجديد تبديلات حكومية بعيدة المدى، لأنهم على أي حال لم تكن لديهم علاقات جيدة مع الإمارات. فيما تنفي الكويت وقطر التطبيع مع "إسرائيل"، وتتبنى تونس مقاربة وطنية تقليدية، ولا يرى ملك المغرب أي سبب لرفع مستوى العلاقات لما هو أبعد من الوضع الحالي، بل إنه يشهد توتراً لعلاقاته مع الإمارات، غير الراضية عن تعيين الإخوان المسلمين في منصب رئيس الوزراء".