قائمة الموقع

تعرّف كيف يُعد نتنياهو "عارض الأزياء" لخلافته

2020-08-29T09:00:00+03:00
بنيامين نتنياهو.jpg

شمس نيوز/ القدس المحتلة

قالت المختصة الإسرائيلية في الشؤون الحزبية مازال معلم، إنه "بينما ينشغل العالم لمعرفة المزيد عن اتفاق "إسرائيل" مع الإمارات، والاتصالات الأخرى مع دول الخليج، فإن هذه الاختراقات تُظهر الدور المركزي والطموحات الشخصية لرئيس جهاز "الموساد" يوسي كوهين". 

وأضافت معلم في مقال لها، أن "وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التقى قبل أيام بأربعة مسؤولين كبار خلال زيارته السريعة ل"إسرائيل": رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ووزير الحرب بيني غانتس، ورئيس "الموساد" يوسي كوهين، الذي لعب الدور الأهم في التطبيع التاريخي للعلاقات بين "إسرائيل" والإمارات". 

وأوضحت أن "أشكنازي صحيح أنه وزير الخارجية، لكن كوهين هو المهندس بلا منازع للمبادرة الإقليمية التي تم الكشف عنها مؤخرًا، فنتنياهو يتشاور معه بشكل منتظم، ويعتمد عليه في إنجاز الأمور، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام كوهين بزيارات سرية عديدة لدول الخليج، وعمل مع نتنياهو على تشبيك العلاقات التي تم نسجها مع الدول العربية البراغماتية". 

وأشارت إلى أن "كل هذا جاء جزءاً من جهد أكبر بذله كوهين لتشكيل تحالف إسرائيلي خليجي ضد إيران النووية، ولذلك فقد رافق نتنياهو في زيارته التاريخية لسلطنة عمان في نوفمبر 2018، وتعرض لانتقادات شديدة بسببها من موظفي وزارة الخارجية، الذين اشتكوا أنه يتعدى على صلاحياتهم، رغم أنه ليس أول رئيس ل"الموساد" يقوم بمهام سرية نيابة عن رئيس الوزراء، ومع ذلك، فإن نشاطه الدبلوماسي السري والعام كان الأكثر أهمية".

كما أشارت إلى أن "كوهين منفتح على طموحه للوصول لمكتب رئيس الوزراء بعد نتنياهو، ويخطط للقيام بذلك من داخل الليكود كزعيم لليمين، حتى أن نتنياهو نفسه أول من حدده وريثاً له، وهو بذلك يشطب سلسلة طويلة من كبار مسؤولي الليكود، بمن فيهم العديد من الوزراء المخضرمين الذين سيتنافسون على قيادة الحزب بمجرد خروجه من منصبه".

وأضافت أن "كوهين، (59 عامًا) عينه نتنياهو في 2015 رئيساً ل"الموساد"، وقد يكون توجهه اليميني أعطى نتنياهو الثقة به، بعد أن كان رئيسا "الموساد" السابقان مائير داغان وتامير باردو متناقضين للغاية معه، وفي تعاملهم مع المشروع النووي الإيراني، تخلفا عن ظهر نتنياهو، وجاء اختياره لكوهين قصة نجاح كبيرة، فرغم صغر سنه، لكنه مسؤول عن العديد من "العمليات النوعية"".

وبحسب معلم فإن "فرص كوهين في الانتخابات الإسرائيلية ممتازة، حيث تمنحه خلفيته الدبلوماسية والأمنية ميزة حقيقية، وأضاف عمله بجانب نتنياهو المزيد من هيبته، فهو يبدو جيدًا في بدلاته المصممة، مما أكسبه لقب "عارض الأزياء"، ولديه مهارات رائعة في التحدث أمام الجمهور، ولغته الإنجليزية ممتازة، ويتمتع بمهارات سياسية، ومستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، والقدرة على اختيار الأشخاص المناسبين للموقع".

وأوضحت أن "هذه الصفات ساعدته على تجنيد جيل جديد من عملاء "الموساد"، وقبل عام ظهر في مؤتمر "هرتسليا" لإلقاء خطاب عام نادر، وكشف أنه تحت قيادته، أنشأ "الموساد" إدارة دبلوماسية أمنية خاصة به لتعزيز "السلام" في الشرق الأوسط، لأن ل"الموساد" دوراً بتحديد فرص "السلام"، ومن أجل تعزيزها، أنشأنا قسمًا جديدًا، مع أن هذا النوع من الخطاب السياسي يتوقعه المرء من رئيس وزراء، وليس من رئيس منظمة تجسس".

وأشارت إلى أن كوهين عرض رؤيته ل"السلام" الإقليمي بإظهار هدف "الموساد" الرئيسي بحماية "إسرائيل" من مخاطر الحرب، "لأن الشرق الأوسط يشهد بروز مصالح مشتركة، وصراعاً ضد خصوم كإيران والمنظمات الجهادية، وبجانب علاقتنا الوثيقة بالبيت الأبيض والكرملين، فإننا نجتمع معًا لإنشاء نافذة فريدة من الفرص، وقد حدد "الموساد" الفرصة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط للوصول لنوع التفاهمات التي ستؤدي لاتفاق "سلام شامل""، على حد زعمها.

وختمت معلم مقالها إنه "بمرور الوقت، سيتم الكشف عن دور كوهين الحاسم في تشكيل هذه التحالفات الإقليمية التاريخية، وإذا انتهى به الأمر للبحث عن موقع رئيس الوزراء، فستكون هذه الطريقة المثلى بالنسبة له لتقديم نفسه: شخص من اليمين يصنع "السلام"، ويثق به نتنياهو نفسه، ومرشح جدير بأن يواصل إرثه السياسي".

اخبار ذات صلة