شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
شبَّه عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. محمود الزهار، مساء اليوم الإثنين، المحادثات التي تجري بين فصائل المقاومة، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة السفير القطري محمد العمادي، بأنها كـ "عض الأصابع، من سيصرخُ أولًا".
وقال الزهار في حوار خاص مع "شمس نيوز" :"التجارب السابقة أثبتت أن غزة لا تَصرخ بتاتًا"، منوهاً إلى أن المقاومة لم تترك وسيلةً لفك الحصار عن القطاع إلا واتبعتها.
وأضاف "نحن ليس لدينا ما نخسره، فنحن ندافع عن طعام الطفل وشرابه، ودواء المريض، وكبير السن، لا يمكننا التنازل عن هذه المطالب".
ونوه الزهار إلى "وجود مفردات تدافع عنها المقاومة تتمثل في: الدعم المادي سواءً القطري أو غيره، الضريبة، الجمارك، الكهرباء، البترول ورفع الحصار"، موضحاً أن "هذه الاستحقاقات ستُدفع - غصبًا عنك - وصولًا إلى كسر الحصار كاملًا عن قطاع غزة"، في رسالةٍ للمحتل.
ولفت إلى أن "من جعل الإسرائيلي يصل لهذه الحدة، هو شعوره بأنه يتقوى بالخليج على حساب غزة وبرنامجها"، كما قال.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن رفرفة الأعلام الأمريكية والإسرائيلية بجوار علم الإمارات العربية وعلى أرضها، دليلاً على مرحلة الانتكاسة التي وصلت لها هذه الدولة.
وبيّن أن هذه الانتكاسة تكمنُ في يقين الدول المطبعة بأن القوة والبقاء كنظام مرتبط بمخلوق كترامب، وكيان كـ "إسرائيل"، مشيرًا إلى أن هذه الدول لجأت لهذه القوة كما لجأ من قبلهم لعبادة الأصنام، ظنًا منهم أن الصنم هو من يرزقه، ومن يحافظ له على السلطة.
وتابع الزهار: "هذه انحرافة جديدة عن منهج آبائهم وتاريخهم"، مذكرًا إياهم بتاريخ الشيخ زايد (رحمه الله)، الذي كان يبني المدن التي يهدمها الإسرائيلي كمدينة الشيخ زايد شمال قطاع غزة، ومدينة الشيخ زايد في الإسماعيلية بمصر، والكثير من المدن التي هدمها العدوان، كان زايد يُعيد بناءها.
وشدد الزهار على أن ما يجري اليوم انقلاب على منهج الشيخ زايد، وستكون خسارته كبيرة، وعلى كافة الصعد.
واستطرد "هذا الانقلاب خطير، والأخطر منه هو الانقلاب الفكري الذي وصلت له هذه الدول، والمتمثل في التفكير بأن بقاءها على سدة الحكم مرتبطٌ برضا أمريكا و"إسرائيل"".
ووجه الزهار، رسالةً للأنظمة المطبعة قائلاً :""إسرائيل" لا تملك لنفسها البقاء، وترامب ربما لن ينجح في الانتخابات القادمة. لو كان هذا هو ربُك الذي تعبده، فمصيرك مرتبط ببقائه".
وتطرق الزهار للحديث عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل، الذي تقرر عقده بين رام الله وبيروت، الخميس المقبل، قائلًا: "بتصوري هذه الخطوة لن تنجح، إذا ما كانت إكمالاً لمشروع قد فشل في السابق"، كما عبّر.
وأشار إلى أن "منظمة التحرير أول من طبعت مع "إسرائيل" في وقت كانت كل الدول العربية مقاطعةً لها، وتحدثت عن دولتين، وعاصمتين، وتنازلت عن أراضي ال48".
وأكمل الزهار "في المقابل هناك مشروع ناجح طرد الاحتلال من غزة"، متسائلًا: كيف للمشروع الناجح مشاركة المشروع الفاشل؟!"، وفق رأيه.
ودعا الزهار "مشروع المفاوضات والتنازل، أن يترك المجال لمشروع المقاومة، الذي عليه اجماع فصائلي وشعبي".
وبحسبه فإن "مؤتمراً نصفه يقول التنسيق الأمني مقدس، والنصف الآخر يقول التنسيق الأمني، مدنس، كيف سيصل إلى قاسم مشترك في هذا الموضوع؟!".
ورأى الزهار "المفترض أن يكون برنامج الاجتماع هو تحرير فلسطين، من خلال الأدوات السلمية، والحربية، والسياسية، والدبلوماسية".