شمس نيوز/ القدس المحتلة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الثلاثاء، عن تحقيق "إسرائيل" ما أرادت من خلال إعلان تفاهمات تثبيت حالة الهدوء في غزة، "ولكن ليس بالسرعة التي أرادتها".
وأشار تقرير للمختص بالشؤون العسكرية بالصحيفة رون بن يشاي، إلى أن التفاهمات، جاءت بعد أكثر من أسبوعين من التوتر العسكري، في ظل إطلاق البالونات الحارقة، والصواريخ من جهة، ورد الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، على بعض مواقع المقاومة في القطاع.
وقال بن يشاي، "إن حماس علقت آمالاً كبيرة على إحداث تحسن ملموس في أوضاع سكان غزة من خلال جولة البالونات الحارقة والمتفجرة، في حين أن "إسرائيل" سعت لإنهاء الجولة بسرعة وبدون تصعيد كبير يستلزم تنفيذ حملة جوية ثقيلة، وربما برية".
ولفت إلى أن استمرار إطلاق البالونات وحتى إطلاق الصواريخ التي ألحقت بعض الأضرار متوسطة الحجم، ليس بقدر الضرر الرئيس، وهو النفسي والعقلي للإسرائيليين، الذين يسكنون في "غلاف غزة"، ويطلبون المساعدة النفسية".
كما لفت إلى أنه "خلال المفاوضات لم تبذل الجهات الإسرائيلية أي جهود من أجل جنودها والإسرائيليين المفقودين بغزة، وكان كل الحديث يرتكز على إنهاء الجولة باعتبار أنه لم تكن هناك فرصة مناسبة للضغط على حماس بشأن هذه القضية، رغم أنه تم الإشارة إليها لكن ليس بالعمق المطلوب، ولم تكن هناك نية للوصول إلى أي نتائج، لذلك من غير المتوقع حصول أي تقدم في هذا الشأن في أي وقت قريب".
وأكد المختص العسكري والأمني الإسرائيلي، "أن حماس لم تخرج من الجولة خالية الوفاض، لكنها لم تحصل على كل ما تريد"، مشيرًا إلى أنها "كانت طلبت مضاعفة عدد المستفيدين من المنحة القطرية من 100 إلى 200 ألف أسرة، ويبدو نجحت بذلك من خلال زيادة المساعدة الشهرية القطرية إلى 30 مليون دولار، بالإضافة إلى 10 ملايين دولار لمحطة وقود الكهرباء، ما سيحسن من جدول توزيع الكهرباء على السكان في القطاع".
وتطرق بن يشاي، إلى قضية إدخال عمال من غزة، بنحو 100 ألف عامل كما طلبت حماس، وهو الأمر الذي يعارضه "الشاباك"، مشيرًا إلى أن "هذه القضية لم تذكر في مطالب حماس خلال المفاوضات التي جرت عبر الوسطاء في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا في غزة".
ورأى بن يشاي، "أن الطرفين منذ بداية التصعيد كانا يرغبان في إنهاء الأزمة فقط مع الحد الأدنى من المطالب، لكن مفاوضات التهدئة كانت بطيئة ومضبوطة وتتماشى مع المد المنخفض والعالي لعملية التفاوض".
وأضاف "قواعد اللعبة كانت واضحة للجانبين، وزادت أزمة كورونا الحذر لدى الجانبين، والذين يعانون هم السكان في الجانبين".
وختم قائلًا "في غياب التوصل لاتفاق طويل الأمد وشامل، يلزم كلا الطرفين، لن يكون هناك هدوء مطول، ولن يكون هناك حتى هدنة، لذا فإن الجولة التالية من البالونات هي مسألة وقت فقط".