شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
في غزة اجتمعت كل صعوبات الحياة على العمال والباعة في الأسواق، فلم يكن الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عامًا ليكفيهم، حتى باغتتهم جائحة "كورونا" لتُطبِّق الخناق عليهم، رغم ذلك يحفرون في الصخر كي يعيلوا أبناءهم.
(أبو عيد) أحد الباعة المشهورين في سوق فراس، وسط مدينة غزة، واحدٌ من عشرات الباعة الذين أُغلقت بسطاتهم في السوق، بعد قرار لجنة الطوارئ في قطاع غزة، إيقاف العمل بالأسواق العامة، للتقليل من خطر تفشي فيروس كورونا.
يقول أبو عيد لـ"شمس نيوز" بدأتُ العمل في السوق منذ العام 1995، وكانت لي بسطة يعرفها كل من يدخل "فراس".
وأشار أبو عيد إلى أن له زبائن كثر، نظرًا لجودة المحاصيل التي يجلبها من المزارعين والتجار، إضافةً للأسعار التي تكون في المجمل بمتناول الجميع.
ويُكمل حديثه، "عندما صدر قرار إيقاف العمل بالأسواق لم يكن أمامي أي خيار سوى نقل "بسطتي" إلى منطقة سكني، وذلك لعدة أسباب، أهمها الوضع الاقتصادي لي، موضحاً أنه يعيل أسرة مكونة من 10 أشخاص.
وعن السبب الثاني، أردف قائلاً "الجيران بحاجة أن يكون في المنطقة بائع يوفر لهم بعض الاحتياجات الأساسية من الخضار المختلفة، في ظل إغلاق الأسواق، وحاجتهم لتوفير المستلزمات المنزلية اليومية".
ويتبع أبو عيد إجراءات السلامة والوقاية الموصى فيها، خلال التعامل مع موردي الخضار له، وكذلك مع الأهالي الذي يشترون منه، منوهاً إلى أن كثير من ربات البيوت يرسلهن أطفالهن بقائمة لشراء ما يحتجنه.
ويحرص هذا البائع على تغليف البضاعة وتجديدها يومياً حفاظاً منه على سلامة المجتمع، وكذلك فإنه يشير إلى أن ذلك هو رأس مال التاجر أو البائع إذا ما أراد أن يكون مشهوراً ومحبوباً.