شمس نيوز/ غزة
مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 رسمياً من ولاية كارولاينا الشمالية، الجمعة الماضية، وذلك قبل شهرين من موعدها المقرر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وحديث وسائل الإعلام المختلفة، بأن فوز مرشح الحزب الديموقراطي في سباق الرئاسة جو بايدن، سيقود لتبريد السياسة الخارجية الأمريكية، تجاه منطقة الشرق الأوسط، على عكس الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، الذي يسعى جاهداً للفوز بولاية جديدة.
"شمس نيوز" استطلعت آراء نخبة من الخبراء والمحللين السياسيين الفلسطينيين، الذين أجمعوا على أن اختلاف الرؤساء لا يؤدي لاختلاف السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
فوز مُقيّد
أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الأزهر - غزة البروفيسور أحمد دحلان، أكد أن فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن حدث سيكون مُقيّداً جدًا بالتحولات التي شهدتها الحلبة السياسية الإقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية، مستغلةً حالة التشظي والانقسام في الساحة الفلسطينية.
وقال أ.د دحلان: "مفهوم إدارة الصراع تم تجاوزه من قِبل إدارة ترامب وخطتها المطروحة كحلٍّ وحيد أمام منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكذلك انطلاق قطار التطبيع العربي الرسمي العلني والسري الخجول".
ولفت إلى الحلف الاستراتيجي بين أمريكا و"إسرائيل"، ودور اللوبيات الصهيو- أمريكية المتنفذة داخل الولايات المتحدة، في إحداث تلك التحولات السياسية.
تغيير في الآليات
ورأى أستاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة أبو بكر بلقايد بولاية تلمسان الجزائرية الدكتور منير موسى أبو رحمة، أن هناك حدوداً لحجم ومدى التغيير في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة عموماً والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، ففي عهد إدارة ترامب، جاءت التحولات نتيجة لتعقيدات وتشابكات المصالح، وتطورات الأحداث على الأرض، وظهور متغيرات جديدة، كبروز لاعبين فاعلين، وخريطة التحالفات الجديدة بالمنطقة، وتغيّرها بشكل مستمر.
وأوضح د. أبو رحمة - وهو فلسطيني من قطاع غزة - أن إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط شهدت بعض التغيرات النسبية عن سياسة من سبقوه، في ضوء تصريحاته ومواقفه.
وفي حال فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ، نوه د. أبو رحمة إلى أن التغيير سيكون محدوداً مقارنةً بالتحولات الأخرى المتوقعة من جانب الإدارة الأمريكية، على المستوى الدولي، سواءً في علاقات الولايات المتحدة مع أوروبا، وحلف الناتو، والمحيط الهادي، أو موقفها من العولمة.
كما سيكون التغيير - وفقاً لقراءته - محصورًا في الآليات، حيث يكون الاعتماد بشكل أكبر على الآليات الصلبة، مثل استخدام القوة العسكرية، والغارات الجوية، والعقوبات.
وتابع د. أبو رحمة "سينحصر التغيير في قضايا محددة، مثل الحرب على "الإرهاب"، ومواجهة "داعش"، والعلاقات الأمريكية - الإيرانية، والتقارب مع روسيا في سوريا، والانفتاح على مصر".
واستدرك "لكن من غير المتوقع حدوث تغييرات جذرية فيما يتعلق ببقية القضايا في حال فوز المرشح الديمقراطي بايدن، والذي استبعد فوزه على الإطلاق".
ثوابت ومتغيرات
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأقصى في غزة الدكتور إبراهيم عبيد، أن هناك ثابتاً ومتغيراً في السياسية الخارجية الأمريكية، أما الثابت فتتقل بالمصالح الكونية الأمريكية، كالحفاظ على تفوق الولايات المتحدة، والاستحواذ على نفط الخليج، والحفاظ على تفوق "إسرائيل" كركيزة أساسية للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
أما المتغير - وفق د. عبيد- فهي الأدوات، بمعنى تأتي إدارة، وتذهب إدارة، لكن فيما يتعلق بالأهداف تبقى ثابتةً، وبالتالي يجب أن ندرك أن "إسرائيل" جزء أصيل من الاستراتيجية الكونية الأمريكية، وعليه، سواء فاز ترامب أم لم يفز بولاية رئاسية ثانية، فالولايات المتحدة تعمل على إدارة الصراع، وليس حله.
سياسة إدارة الصراع
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن فوز بايدن أو التجديد لترامب لولاية رئاسية أخرى، لن يؤثر على الإطلاق في سياسات واشنطن تجاه القضية الفلسطينية.
وقال المصري :" صحيح أن بايدن يختلف عن ترامب، ولكن الاختلاف ليس جذريًا، كما أن فرصه بالفوز غير مؤكدة".
وأضاف "إذا فاز بايدن سيعود إلى سياسة إدارة الصراع التي اعتمدتها الإدارات الأميركية السابقة، والتي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، وسيدعم "إسرائيل"، وسيكون محكومًا بأن الذي يسيطر على "إسرائيل" حتى إشعار آخر هو اليمين المتطرف".