شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
في غزة تتجسد معاني التعاضد والتكامل في المجتمع الذي يعاني بكامله، فأهلها الذين تعايشوا مع كل الأزمات والمِحَن التي عصفت بهم، يقفون سدًا منيعًا يعزز كل واحد فيهم الآخر.
وتتكرس الصورة أكثر في الشدائد، التي لن يكون آخرها تفشي فيروس كورونا داخل المجتمع بغزة، وما تلاه من إجراءات كفرض حظر التجوّل بكافة مناطق القطاع.
فمع بداية الأزمة، لاحظنا تسارع الميسورين من أهل قطاع غزة، لتفقد منازل وذوي الفقراء وبعض أبناء الأجهزة العاملة في الميدان لمجابهة انتشار هذا الوباء، فيما بعض العائلات، قامت بجمع الأموال من المقتدرين فيها لتوفير بعض مستلزمات الأسر المحتاجة.
عشيرة أبو عيدة من شمال قطاع غزة، واحدة من عشرات العوائل التي قامت بتوفير بعض مستلزمات الحياة اليومية لبعض الأسر الفقيرة، في محافظة الشمال، التي تفشى فيها الوباء بصورة كبيرة.
يقول شيخ العشيرة تيسير أبو عيدة، لـ"شمس نيوز" إن ما دفعهم للقيام بهذه الخطوة هو حاجة الناس في ظل الإغلاق المفروض عليهم، والذي فاقم من معاناتهم بسبب الفقر والحصار.
وتابع أبو عيدة إن حظر التجول أدى لتوقف أعمال الكثير من أرباب الأسر التي تعتمد على الدخل اليومي، ومع تمديد مدة الإغلاق لفترة طويلة، كان من واجب الميسورين أن يقفوا إلى جانب إخوانهم وجيرانهم حتى انقضاء هذه المحنة.
ووجه رسالة إلى كل من يستطيع مساعدة الفقراء والمحتاجين بالعمل على مساعدتهم في هذا الوقت العصيب، وفي هذه الظروف التي طالت كافة فئات المجتمع.
ولفت أبو عيدة إلى الصعوبة التي واجهوها في توفير هذه البضائع وإدخالها إلى المنطقة، في ظل حظر التجول والفصل بين المحافظات، وأيضًا صعوبة توفير الخضار من المزارعين، نظرًا لتحديد ساعات عمل محددة لهم في الأراضي في حالة الطوارئ التي تسود القطاع.
من ناحيته، أثنى عضو لجنة العمل الخيري بحركة الجهاد الإسلامي محمد أبو الكاس، على روح العطاء التي يقوم بها المقتدرون وأهل الخير والمؤسسات الخيرية، وتقديمهم المساعدات للأسر المحتاجة في غزة، في ظل هذه الجائحة التي أثرت على جميع مناحي الحياة في القطاع المحاصر.
وشدد أبو الكاس خلال حديثه مع "شمس نيوز" على أهمية هذا التعاضد والتكافل المجتمعي بين ميسوري الحال، والمحتاجين إلى حين انتهاء هذا الوباء والبلاء عن القطاع.
وأشار إلى أنهم في لجنة العمل الخيري وبالتعاون مع دائرة المنظمات الشعبية، قدموا آلاف المساعدات للأسر المستورة في جميع محافظات قطاع غزة، لافتًا إلى أن هذه المساعدات تنوعت بين سلال خضار ومجمدات، وسلال معلبات.
ولفت إلى أنهم شرعوا بعمل مشروع تكيات الخير في المحافظات، وقاموا بإعداد العديد من الوجبات، وتوزيعها على آلاف الأسر المحتاجة في القطاع، والتي تضررت من جائحة كورونا.