شمس نيوز/ غزة
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، اليوم الأحد، أن ما جرى في الجامعة العربية مؤخراً، درسٌ هام يجب أن نستفيد منه، بحيث لا نضع أهدافنا على أكتاف ليست أهل لها.
وقال الشيخ عزام في تصريحاتٍ لإذاعة القدس رصدته "شمس نيوز": "الجامعة العربية فقدت جوهر وجودها منذ سنوات طويلة، عندما عجزت عن تقديم الإسناد الحقيقي للشعب الفلسطيني، والحديث عن حقوق العرب أنفسهم".
وبيّن أن الجامعة العربية أسيرة منذ سنوات لتوازنات غير حقيقية، ورسالتها عندما عجزت عن اتخاذ موقف أخلاقي ضد المُطبعين يفترض من كفلسطينيين الاستفادة منها.
وشدد الشيخ عزام على أن ما نشهده اليوم، هي أيام سوداء تعيشها الأمة بأكملها، ونحن نرى دولاً عربية تذهب للاصطفاف في معسكر أمريكا و"إسرائيل".
وقال :" المسألة ليست فقط تطبيع مضر بقضيتنا، وبشعبنا، وأمتنا، لكنها تعني اصطفافاً إلى جانب أمريكا و"إسرائيل". هذا يعني أنه سيكون موجه ضد القضية الفلسطينية".
وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، "هذه أيام مجللة بالعار، الدولتين اللتين ستوقعان غداً على اتفاقية مع "إسرائيل" برعاية أمريكا ليتباهوا بما سيكتبه التاريخ عن هذا!!".
ونوه إلى أن "إسرائيل" لا ترى في التطبيع والعلاقة مع البحرين والإمارات سوى مصلحة لها، فهي تتحدث عن مصالحها هي.
وأوضح أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحدث عن مليارات الدولارات التي ستضخ للاقتصاد الإسرائيلي بعد هذا التطبيع.
وتساءل الشيخ عزام: ما هو الخير الذي سيُقدم للبحرين والإمارات ولشعوبهما؟!!، متابعاً "لا شيء على الإطلاق سوى أن "إسرائيل" هي من ستسفيد من المزايا الاقتصادية التي ستتمتع بها، وممرات النفط والغاز التي ستمدد لها".
وزاد "إضافة لذلك هز ثقة الأمة بنفسها من خلال محاولة إيهامها بأن "إسرائيل" أصبحت "كيان طبيعي" في المنطقة، والدول العربية واحدة تلو الأخرى تأتي لحظيرة التطبيع".
ونبه الشيخ عزام إلى أن "هذا وهم، وحكام الإمارات والبحرين سيذهبون، ومن سيبقى فقط تاريخ الأمة، وثقافتها، وهويتها، ونضالها المستمر عبر القرون ضد الغزاة والمستعمرين".
ولفت إلى أن أمريكا تختار الأيام والتوقيت لزعزعة ثقتنا بأنفسنا، والاستهزاء بنا، وبمناسباتنا، مشيراً إلى أن أمس كانت ذكرى اتفاقية "أوسلو"، وغداً يوم توقيع اتفاق التطبيع ذكرى معركة صبرا وشاتيلا.
ومضى يقول "لن يستطيع أيٌّ من ممثلي هاتين الدولتين على النطق بكلمة واحدة لإدانة مجزرة صبرا وشاتيلا، ولن يستطيع أحد أن ينطق كلمة عن "أوسلو" ومصيرها".
وتساءل من جديد: أين أوسلو الآن؟!!، لم يعد لها وجود على الإطلاق والنتيجة الوحيدة التي يلمسها الفلسطينيون هي ازدياد المعاناة، وازدياد هيمنة "إسرائيل"، وسيطرتها.
ونوه إلى أن "هؤلاء لا يتعظون.. إذا كانوا يتعظون من "أوسلو" فما هي النتائج التي وصلنا إليها؟!!. هم ينظرون تحت أقدامهم، لم ينتموا لهذه الأمة ولم يؤمنوا يومًا بقضيتها الأولى والمركزية".
وأضاف "هم يبحثون فقط عن مصالحهم الشخصية، وليس مصالح شعوبهم، فمصالح الشعوب لا يمكن أن تكون في التطبيع مع "إسرائيل" أو توقيع الاتفاقات معها".
وحول اجتماع الأمناء العامين للفصائل، قال الشيخ عزام:"لا يجوز أن نبالغ في التوقعات في ظل هذا الواقع المعقد الذي نعيشه، والانهيارات التي تعيشها الأمة العربية والأنظمة المهزومة التي تهرول للتطبيع مع "إسرائيل"".
وتابع "لا يجوز لأحد أن يتصور أن الاجتماع يملك عصاً سحرية لتغيير الأمور بين ليلة وضحاها، وإنهاء القضايا العالقة دفعة واحدة".
واستدرك الشيخ عزام "بلا شك الاجتماع خطوة أولى على طريق طويل، وما تبعها من إنشاء القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، خطوة إيجابية".
وشدد على أهمية "أن نتماسك وألا نفقد ثقتنا بأنفسنا في ظل ظروف صعبة تعيشها أمتنا وقضيتنا".
وقال بهذا السياق "حتى لو لم نكن قادرين على إحداث التغيير الذي نريد، فلا يجوز أن نُسلم بالواقع القائم، أو أن نسلم لعصابات التطبيع مع كيان قام على القتل والعنف".
ولفت عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى أن التغيير يحتاج لوقت، لكن الأهم هو تماسكنا، وعدم الاستسلام للحظات السوداء.