قائمة الموقع

أحد الطواقم الطبية العسكرية بغزة لـ"شمس نيوز": أُصبتُ بكورونا وتأثرَّت عندي 4 حواس

2020-09-15T12:55:00+03:00
IMG-20200915-WA0002.jpg

شمس نيوز/ محمد أبو شريعة

مع دخول وباء كورونا إلى المجتمع في قطاع غزة، كان من المتوقع أن تُسجل إصابات بالفيروس بين صفوف الطواقم العاملة في الميدان، تحديداً عناصر وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، والطواقم الصحفية.

هذه الإصابات التي تسجل ليس من باب استهتار تلك الطواقم بإجراءات الوقاية والسلامة، وإنما نتيجة العمل المتواصل مع عشرات المصابين.

أبو مصعب الكتناني من دائرة العلاقات العامة والإعلام في الخدمات الطبية العسكرية بغزة، كان أحد الطواقم العاملة التي أصيبت بهذا الفيروس، وأحد المتعافين منه. ويروي الكتناني خلال لقاء مع "شمس نيوز" ما حصل معه منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في قطاع غزة تحديدًا شرق المحافظة الوسطى.

يقول "مع تسجيل أول إصابة داخل المجتمع في قطاع غزة، تم استنفار كافة طواقم مديرية الخدمات الطبية العسكرية لمجابهة الفيروس، وحماية أبناء شعبنا منه، توجهت إلى عملي في المستشفى الجزائري العسكري (شرق خان يونس) أسوةً ببقية الزملاء في الطواقم الطبية، وطواقم وزارة الداخلية".

وتابع الكتناني "بدأنا بالعمل على ملاحقة الفيروس، وتحديد الخارطة الوبائية لانتشاره، وإجراء الفحوصات والعينات للمواطنين، إلى أن ظهرت عليّ بعض أعراض الإصابة بالمرض، قمتُ بحجر نفسي في المنزل، وكنت حريصاً ألا يخالطني أحد".
وأشار إلى أنه "أجرى فحصاً، لتظهر النتيجة في 31/8/2020 (إيجابية)، بعدها جهزت نفسي لأذهب للمستشفى التركي الخاص بالحجر".

وعن سبب إصابته قال الكتناني: "إن الإصابة كانت ونحن على رأس عملنا، نتيجة مخالطتنا لزميل كان مصاباً ولم تظهر عليه الأعراض، بعد الفحوصات تبين أنه نقل العدوى لقرابة 17 زميلاً من طواقم الخدمات الطبية".

ونوه إلى أنه "خلال فترة الحجر في المركز، كان المرضى يتلقون العلاج حسب الحالة وخطورتها".

ولفت إلى أن "جميع المرضى يتم تزويدهم بجرعات من الأكامول، وحينما تظهر مضاعفات يتم معالجتها وفق "البروتوكول" الطبي المعمول به عالميًا".

وتطرق خلال حديثه إلى فترة الحجر في المركز، مشيراً إلى أن بروتوكل لجنة الطوارئ الجديد ينص على أن فترة الحجر فقط 14 يومًا في مراكز الحجر، وأسبوع للمتابعة داخل المنزل، لافتًا إلى أنه خرج بالأمس بعد ظهور نتيجته (سلبية)، وتوجه لإكمال فترة الحجر داخل المنزل.

وكشف الكتناني عن تعرضه خلال فترة إصابته لفقدان بسيط للبصر، وفقدان للسمع، والتذوق، والشم، وارتفاع كبير في درجة الحرارة بالإضافة إلى صداع في الرأس.

وفي سؤاله عن الرعاية الصحية داخل الحجر، قال الكتناني: "الأطباء كانوا يتابعون الحالات أولًا بأول، بالإضافة لذلك تلقينا الفيتامينات والمقويات التي تعمل على تقوية جهاز المناعة وتحفيزه".

ووجه الكتناني رسالةً للمواطنين بأن يلتزموا في منازلهم، وتعليمات لجنة الطوارئ لأن ذلك حماية لهم، ولمن حولهم، داعيًا إياهم بألا يتسببوا بجلب هذا الفيروس لأهلهم وذويهم.

وشدد على أن الالتزام واجب شرعي وإنساني، "هذا ما قاله الفقهاء في هذه الحالة، إضافةً لتأثيمهم الاستهتار"، مشيرًا إلى أن التجارب منذ بدء جائحة كورونا أثبتت بأن شخص واحد جلب العدوى لعائلته بأكملها نتيجة استهتاره.

ونصح المواطنين بضرورة ممارسة التمارين الرياضية لمدة ثلاث مرات في اليوم، وإن كان داخل المنزل، وممارسة الرياضة الروحية لما لها من دور في مساعدة الجهاز التنفسي على ممارسة عمله بشكل جيد، وحماية للجسم من الفيروسات والأمراض.

بالإضافة لذلك، شدد على أهمية الإلتزام بجميع وسائل السلامة، والنظافة الشخصية، والنظافة العامة في المنزل، لأن الفيروس لو بقي في الجو ولم يصل إلى حواس الوجه لساعات طويلة لا يصاب أي أحد به.

ودعا الطواقم الطبية والشرطية العاملة في الميدان، ومن يتم فحصهم وتظهر نتائجهم (سلبية) بألا يستهينوا أو يستهتروا، لأن الفحص السلبي لا يعني أنك غير معرض للإصابة، مشيرًا لوجود "عدد كبير فحصوا وخرجت نتيجتهم(سلبية) وبعد قليل بدأت تظهر عليهم الأعراض نتيجة مخالطتهم لمرضى أو مصابين دون علمهم".

وأضاف "ربما من يهنئك بالسلامة لأن نتيجتك (سلبية) تظهر بعد قليل نتيجته وتكون (إيجابية)، وتكون أنت بذلك قد أصبت بهذا المرض".

وعن معنوياته وجهوزيته للعودة إلى عمله قال الكتناتي: "أنا أنتظر على أحرِّ من الجمر العودة لخدمة أبناء شعبي وخدمة الوطن والمواطنين"، مشددًا على أنه سينهي فترة الحجر المنزلي لمدة أسبوع، وسيعود لممارسة عمله كالمتعاد.

اخبار ذات صلة