شمس نيوز/ غزة
حذَّر رئيس مركز تكوين العلماء الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو، اليوم الإثنين، الشعوب العربية المُطبعة أنظمتها مع الاحتلال الإسرائيلي، من مصير مشابه معهم لما فعله الأمريكان مع الهنود الحُمر، داعياً إياهم لإنكار هذه الخيانة، كلٌ حسب مقدرته.
جاء ذلك في لقاءٍ للشيخ ولد الددو، من خلال برنامج (فقه الحياة) على قناة "القدس اليوم"، تابعته "شمس نيوز".
وقال الشيخ ولد الددو :"الاحتلال الصهيوني سيدخل إلى بلادكم، أولاً عن طريق المؤسسات المالية والإقراض، وسيظن الناس أنه استثمار، والواقع أنه احتلال، ثم بعد ذلك يبدؤون بشراء الأرض، ثم متاجرة السكان، ومن المعلوم أن سكان هذه المناطق أقلية، في مقابل العمالة الأجنبية، وهذا ما سيجعل السكان العرب الأصليون مثل الهنود الحمر في أمريكا، وتقام عليهم مؤامرات باستمرار لإبادتهم دون أن يناصرهم أحد".
ونوه إلى أن "كل ظالم أُعين، فلابد أن يبدأ بمن أعانه على فعله".
واعتبر الشيخ ولد الددو، أن "ما يحدث اليوم تطبيعاً من الطَبَع، أي النجاسة والقاذورات، أما توصيفه الشرعي، فهو خيانة، وإجرام، وظلم ونقض لعهد الله، وعهد رسوله، وخيانة لدماء الشهداء، وتضحيات المجاهدين، والأسرى، وللذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله".
وشدد على أن "ما بُني على باطل فهو باطل"، منبهاً من خطورة أن نركن للظالمين ممن احتلوا البلاد وعاثوا فيها قتلاً، وسبياً، وتدنيساً، معتبراً في الوقت ذاته أن من يواليهم يخرج من الملة.
ولفت العلامة ولد الددو إلى أن ما يُستدل به من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) عن حسن معاملته لليهود، لا يمكن أن يقاس عليه مع الوضع الحالي بأي حال من الأحوال.
ووصف العلامة ولد الددو، المقاومة بأنها عقيدة من عقائد المسلمين، مصداقاً لقوله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ).
وبيّن أن الله أنزل في المقاومة آية محكمة، وهو يختار المجاهدين في سبيله، الذين يقاومون الاحتلال بحجارتهم، وصدروهم العارية، وهو لن يخذلهم، وسينصرهم نصراً مبيناً.
وبحسب الشيخ ولد الددو فإن من يتمسك بحبال الكيان الصهيوني، ويبادر لهم طلباً للعزة، سيُذله الله، مصداقاً لقول الله تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
وتابع بهذا الصدد "المُتمسك بحبال الكيان الصهيوني، ويرجو بذلك سلامةً، واستمراراً في الحكم، فهو متمسكٌ بخيوط من بناء أو بيت العنكبوت".
وأفتى رئيس مركز تكوين العلماء، للشعوب العربية المُطبعة أنظمتها أنه "يجب عليهم وجوباً شرعياً إنكار هذه الموالاة للاحتلال الصهيوني، كلٌ حسب مقدرته سواءً كان ذلك باليد، أو بالقول، أو بالقلب وذلك أضعف الإيمان، كي لا يُسجل عليهم أنهم صمتوا في وجه هذا الطغيان والباطل".
وفي حديثه عن الكيان الصهيوني، قال العلامة ولد الددو "هم ناس تجمعوا بمخططات كريهة وبغيضة، لم تأتِ بقرار واحد أو ساعة واحدة، وإنما جاؤوا بمكر وخداع لسنوات، كان بدايتها انتشار التجارة، وبعد ذلك استئجار العقارات وشرائها، بعد ذلك جمع العوائل المنتسبة لهذا المشروع من بقاع الأرض، لاحتلال أرض فلسطين، وساعد في جمعهم الانتداب البريطاني، والذي ترك فلسطين كغيرها من البلدان التي قام بها ضده جهاد قوي".
وبيّن أن بريطانيا أرادت أن يبقى الصهاينة وراءهم نكايةً مستمرة للمسلمين، فأقاموا لهم كياناً بهذه الأرض التي لا يمتلكونها، وليست حقهم.
وأشار العلامة ولد الددو إلى أنه "لن تسمعوا وصفًا لليهود بالقرآن أو عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا رأيتموه في هذا الكيان، بما في ذلك عداوة الله، ورسله، وملائكته، وصفات المكر، والخيانة، وانعدام الأخلاق والخداع وغير ذلك من الصفات بأنهم أشد عداوة للذين آمنوا.