شمس نيوز/ القدس المحتلة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الجمعة، عن اقتراح ضابط مصري بشكل طوعي، في أواخر ستينيات القرن الماضي، أن يكون جاسوساً لـ"إسرائيل" في بلاده.
ووفق الصحيفة فإن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أطلقت على هذا الجاسوس اسمًا مستعارًا هو "جولييت".
وقال الضابط السابق، برتبة عميد، في دائرة الأبحاث التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون لافران، أنه استجوب الضابط المصري في منشأة عسكرية في "إسرائيل"، بعدما كُلّف باستخراج معلومات منه حول الجيش المصري، ودون أن يشير إلى أسباب تواجد هذا الضابط في "إسرائيل".
وقال لافران إن الضابط المصري كان "متعاونا" معه، "ولذلك اعتقدت أنه ربما بالإمكان تحقيق شيء ما هنا، وليس الحصول على معلومات فقط. وكانت فكرتي أن يبقى هنا، وتحويله إلى سلاح دعائي ضد المصريين"، من خلال دعاية موجهة إلى الجنود المصريين "باللهجة المصرية"، يتحدث فيها عن "قوة إسرائيل" ويطالبهم "بألا يضحوا بحياتهم عبثاً"، وأن "يكون صوتنا مقابل مصر والدول العربية، وهذا صوت يتحدث إليهم بلغتهم، ولكنه يبث واقعاً معقداً ومتنوعا".
وأضاف لافران أنه من أجل تحقيق ذلك، اصطحب الضابط المصري إلى جولات في أنحاء "إسرائيل" وعند المناطق الحدودية، ودعاه إلى منزله الخاص لتناول الطعام، وبذلك توثقت العلاقات بينهما.
وبعد أسابيع، أراد لافران أن يطرح خططته على الضابط المصري. لكن قبل أن يبدأ بالحديث، قال الضابط المصري بصوت يرتجف، "إنني مستعد للعمل معكم بعد عودتي إلى مصر".
وحسب لافران، فإن دوافع الضابط المصري بالتطوع أن يكون جاسوساً ل"إسرائيل"، إضافة إلى المال، هي "تذمره الشديد من الضباط المسؤولين عنه، ومن جهات أخرى في بلاده. وأدركت أنه استوعب التفوق الإسرائيلي المطلق، وأن الجيش والاقتصاد المصريين لن يتمكنا من هزيمتنا. وأعتقد أنه أراد، بقدر كبير، الوقوف إلى جانب الأقوياء"، وفق تصوره.
بعد ذلك بثلاثين عاماً، في العام 1998، قررت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إعادة فتح ملفات حرب تشرين العام 1973، وأحدها عبارة عن دراسة سرية لدائرة الأبحاث في الشعبة كتبها الضابط السابق بها البروفيسور أوري بار يوسيف، وكتب فيها أنه "واضح أنه منذ بداية العام 1973 على الأقل، كانت هناك تغطية جمع معلومات جيدة حول الخطوات المصرية، وذلك بالأساس من مصدرين في تسوميت" - "تسوميت" هي شعبة تفعيل الجواسيس في "الموساد".
وأشارت الدراسة إلى وجود "مصدرين"، أي جاسوسين، بينما المعروف حتى اليوم هو أنه كان ل"إسرائيل" جاسوس واحد، هو أشرف مروان (وكنيته في "الموساد" "الملاك")، وهو صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أبلغ رئيس "الموساد" في حينه، تسفي زامير، بأن مصر ستشن حربًا، وذلك قبل يوم واحد من نشوب الحرب في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973.
وحسب الصحيفة، فإن عددًا قليلاً جداً في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الذين علموا بوجود الجاسوس "جولييت"، وهو في قلب الجيش المصري.
وقد حذر هذا الجاسوس "إسرائيل" من حرب قريبة قبل مروان، بينما لم يصدقه ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلا أنه بعد أسبوع على نشوب الحرب، أرسل "جولييت" معلومات إلى "إسرائيل" "غيرت وجه الحرب"، بعدما كانت "إسرائيل" في حالة يأس، إثر تقدم القوات المصرية في سيناء، وكان وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، قد دخل إلى مكتب رئيسة الحكومة، غولدا مئير، ليبلغها بـ"خراب الهيكل الثالث".
وكان "جولييت" قد أرسل خلال السنوات 1971 – 1973، رسائل إلى "إسرائيل" بأن مصر توشك على شن حرب، وأدى ذلك إلى عدم التعامل بجدية مع المعلومات التي يرسلها.
ورغم ذلك، جرى في مرحلة معينة نقل المسؤولية عنه من شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى "الموساد"، خاصة بعد أن أبلغ الجاسوس أن بإمكانه الخروج من مصر إلى أوروبا مرات عديدة.