غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

رجال إصلاح وعلماء يتحدثون عبر "شمس نيوز": ليس من أخلاقنا كفلسطينيين الاعتداء على بعضنا

سلاح رشاش

شمس نيوز/ محمد أبو شريعة

شهد قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة شجارات عائلية في مختلف المدن والمحافظات، هذه الشجارات وفق مصادر محلية وشرطية تم استخدام السلاح الأبيض وإطلاق النار فيها، ونتج عنها العديد من الإصابات من بين العائلات، ناهيك عن الأضرار التي وقعت في منازل وممتلكات المواطنين سواء كانت للعائلات المتشاجرة أو لجيرانهم.

ووصف رئيس الهيئة الوطنية لشؤون العشائر في قطاع غزة أبو سلمان المغني، ما يحدث بالأمر المؤسف سيما في هذا الوقت الذي يجتاح فيه وباء كورونا قطاع غزة، وتقوم الأجهزة الشرطية بدورها الريادي في التصدي لهذا الوباء من عدم الانتشار.

وقال المغني في حديث مع "شمس نيوز" :"بدلاً من أن نقوم بمساعدة الشرطة ومساندتها لوقاية أنفسنا ومجتمعنا من شر هذا الوباء، نزيد من الأحمال عليهم من خلال افتعال المشاكل"، مشيرًا إلى أن المتشاجرين مصابون بالعصبية وبالجهل.

ولفت رجل الإصلاح الوطني إلى أن كل الأمة العريية تخلت عن فلسطين، وهذا يجب أن يدفعنا لنكون يداً واحدة، وسنداً لبعضنا البعض في ظل تربص القريب والبعيد بنا وبقضيتنا.

واستنكر المغني استخدام الأسلحة بأنواعها خلال الشجارات، مؤكدًا أن هذا السلاح لا يستخدم ضد الأهل والجيران، إنما يستخدم لصد العدو.

واعتبر أن كل من يستخدم السلاح ضد أبناء شعبه لا يمت للوطن بصلة.

وعن دور رجال الإصلاح في الحد من انتشار الشجارات وتطورها، قال المغني: "من المعلوم أن رجال الإصلاح واللجان المختصة تقوم بواجبها منذ علمهم بأي مشاجرة، إلا أنه في بعض الأحيان تخرج الأمور عن السيطرة نتيجة بعض الجاهلية الموجودة لدى فئة الشباب دون معرفة مخاطر ما يقومون به".

وتابع المغني "ليس من أخلاقنا كفلسطينيين الاعتداء على بعضنا البعض، واستخدام السلاح في المشاجرات الداخلية"، داعياً العائلات إلى أن تتماسك للتصدي لعدو يريد تمزيق وطننا، ويستولي على مقدساتنا.

ودعا رئيس هيئة العشائر بقطاع غزة جميع العشائر والعائلات في القطاع بالوقوف وقفة رجل واحد ضد التصرفات الصبيانية التي لا يمكن لأي شرع أو عرف أو أخلاق إقرارها، مشددًا على أهمية أن تعيد العائلات حساباتها ولا تفتح المجال لبعض الصبيانيين ليودوا بهم لتصرفات غير مقبولة.

من ناحيته، رأى مفتي المعاهد الأزهرية د. سميح حجاج، أن حالة الضغط والمعاناة المستمرة التي يعيشها الناس من الأسباب المباشرة لهذه المشاجرات.

وقال حجاج "الكثافة السكانية والأزمات المتلاحقة من استمرار الحصار ومؤخرًا جائحة كورونا لها دور في الضغط على المواطنين"، مستدركًا "لكنها ليست مبرراً لأن تصل الأمور ليتشاجر الجيران والأهل ويستخدموا السلاح ضد بعضهم البعض".

وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة وجدنا مشاكل نتيجة أن صديق قتل صديقه لطمع في شيء من المال، أو مشاجرات وصلت لإطلاق النار ووقوع إصابات بسبب مشاجرة الأطفال أثناء اللعب.

وعن المطلوب من الدعاة في مثل هذه الأوقات، قال حجاج "بكل تأكيد الدعاة والمشايخ لم يقصروا في حث الناس على العفو والمسامحة وتوعيتهم بمخاطر الشجارات والمشاكل".

وأضاف "في هذا الوقت يقع على عاتق المشايخ والدعاة الدور الكبير في زيادة وعي الناس من مخاطر الانجرار وراء الغضب عملًا بوصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) للصحابي بألا يغضب"، مشددًا على أن هذه الوصية النبوية نابعة من علم النبي بأن "الغضب أساس الآفات وهو ما يدفع الناس لحماقات لا حصر لها".

وتابع الداعية الإسلامي "في القرآن يقول تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) هنا دعوة من الله عز وجلّ لرجال الإصلاح والمخاتير بالعمل على وأد الشجارات والمشاكل قبل أن تخرج عن السيطرة وتصل لمراحل لا يُحمد عقباها".

ودعا حجاج كبار العائلات أن يعملوا قصارى جهدهم لضبط الشباب الذين تحكمهم في تصرفاتهم نزوة الغضب، ويُحكِّموا القوة دون دراية ما عواقب استخدامها.

ونوه إلى أن الكبار على دراية بماهية عواقب هذه المشاكل من ملاحقة لأبناء العائلة أينما تواجدوا، أو السمعة التي ستبقى ملتصقة باسم العائلة، أو ما ستقوله الجاهات التي تمضي لحل هذه الإشكاليات.

وشدد حجاج على ضرورة أن تُشكل حلقات توعوية داخل العائلات في قطاع غزة للوقوف على مخاطر مثل هذه الأفعال بمشاركة وجهاء وكبار العائلات والدعاة والمشايخ، وتوضيح مخاطر افتعال المشاكل والمشاركة فيها على الفرد والعائلة.

وحاولنا في "شمس نيوز" التواصل مع الشرطة في قطاع غزة لمعرفة الأعداد الحقيقية، ونسب استخدام السلاح فيها، وآلية التعامل مع من يستخدمه في المشاجرات، إلا أن المتحدث باسمها لم يرد على اتصالاتنا.