قائمة الموقع

كتاب يروي حكاية رجل "الموساد" الذي قتل وعاث خراباً.. حاول اغتيال عرفات مراراً

2020-09-27T08:08:00+03:00
الموساد

شمس نيوز/ القدس المحتلة
نشرت كاتبة إسرائيلية مقتطفات من "النسخة الوحيدة" للسيرة الذاتية الكاملة لرجل المهمات في جهاز "الموساد" رافي إيتان، المحفوظة في مكتبة الجهاز، والمخصصة ل"حُراس الظل" فقط.
وقالت الكاتبة مايا بولاك في مقالٍ لها بصحيفة "مكور ريشون": "بعد عام ونصف من وفاة إيتان، روى أفراد عائلته عن سيرته الذاتية كرجل مخابرات غاب دائمًا عن المنزل، حين شغل منصب رئيس مكتب العلاقات العلمية، وهي وحدة سرية في وزارة الحرب تحصل بالعادة على معلومات استخباراتية وتقنيات أسلحة متطورة، بما في ذلك التجسس في دول صديقة، لنقل المعلومات والوثائق إلى "إسرائيل"".
وأشارت إلى أن "قراءة بعض فقرات كتابه المتداول بعنوان "الرجل السري" تدفع القارئ لقضم شفتيه بقوة، ويلتزم الصمت، إلى أن توفي إيتان، الوزير الإسرائيلي السابق، والمسؤول الكبير السابق في "الموساد"، في آذار/ مارس 2019، عن عمر 92 عاماً".

تجنيد الجواسيس
وأوضحت أنه "خلال مسيرته  الطويلة في الظل، كان إيتان مسؤولاً عن صياغة عقيدة الحرب لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، والعملاء النشيطين في الدول العربية، ومهندس التعاون الاستخباراتي مع تركيا والمغرب، وبدأ محاولة لإجراء اتصالات غير رسمية مع مصر في الستينيات، وقاد عملية القبض على الوزير الألماني أدولف أيخمان، وخطط وشارك بعمليات اغتيال".
وأشارت إلى أن "إيتان خلال خدمته في "البالماخ" قبل إقامة الدولة، شارك في عمليات شلّ منشآت الرادار البريطانية، وفي معارك خربة محاز وبيت حانون، وفي اختراق النقب، وفي احتلال بئر السبع، وتخطيط مدينة "إيلات"، ثم التحق بجهاز الأمن برئاسة إيسار هارئيل".
وأوضحت أنه "بين 1959-1964، ترأس إيتان منصب رئيس قسم العمليات في جهاز "الموساد"، حيث تحول تركيز الجهاز إلى العلماء الألمان الذين ساعدوا مصر بإنتاج صواريخ أرض-أرض، ونشأ خلاف حول هذه القضية بين هارئيل وشمعون بيرس، نائب وزير الحرب آنذاك، الذي لم ير المشروع تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، واعتقد أنه يمكن حل الأمور بالوسائل الدبلوماسية".
وأكدت أن "هارئيل رئيس "الموساد" ركز جهوده لإحباط التسلح المصري بطرق أخرى، بتوظيف العشرات من رجال المخابرات الإسرائيلية، وإرسال المظاريف المتفجرة للعلماء الألمان، ووضع اليد على الشخص الذي قاد التعاون مع المصريين، وأن عضوا بارزاً آخر في المشروع الألماني المصري، مهندس إلكترونيات هانز كلاينويشتر، كان مسؤولاً عن إنتاج نظام توجيه الصواريخ، تم تحديده كهدف للإزالة".

إذابة جثة بن بركة
وكشفت النقاب أن "إيتان تواجد بالفعل في المغرب في ذلك الوقت، وأقام علاقات مع الملك الحسن الثاني، الذي طلب من "الموساد" المساعدة في بناء نظام لتأمين الشخصيات، واقترح إيتان بناء تعاون واسع النطاق، شمل تدريب أفراد الأمن من البلدين، وتمت إقامة علاقة وثيقة بين كبار أعضاء "الموساد" وأحمد الدليمي رئيس أجهزة المخابرات المغربية".
وأشارت إلى أن "هذه العلاقة الدافئة بين "الموساد" والأمن المغربي أدت في النهاية لتورط "الموساد" في قضية اغتيال المهدي بن بركة، زعيم المعارضة المغربي، في 1965، حيث اختفى بن بركة في باريس، وتبين لاحقًا أنه قُتل، ووجهت الصحافة الفرنسية أصابع الاتهام للموساد".
وأكدت الكاتبة الإسرائيلية أن "مُنعت تفاصيل القضية من النشر في "إسرائيل"، لكن صحيفة "بول" نشرت عنوان "مشاركة "الموساد: في اغتيال بن بركة"، وقام "الموساد" بجمع النسخ من أكشاك الصحف، ووضع محرروها رهن الاعتقال السري، وفي الوقت نفسه أمر رؤساء التحرير بمواصلة نشر صحيفتهم، كالمعتاد حتى لا يثير الشك".
وبينت أن "الموساد" نفى على مدى سنوات مزاعم تورطه في اغتيال بن بركة، ويؤكد إيتان في كتابه أن المغاربة طلبوا من "الموساد" المساعدة بمراقبته، واعترف أنه نصح المخابرات المغربية بصب الجير على الجسم حتى يمكن تحلله بسرعة، وقد فعل ذلك للحفاظ على الاتصال مع المغاربة، وهو أمر مهم لأمن إسرائيل".

اغتيال عرفات
ولفتت إلى أنه "في ربيع 1964، عُيِّن إيتان في مهمة تجنيد عملاء في الدول العربية عبر أوروبا، وبعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، اقترح إيتان القضاء على جميع قادة فتح الكبار، بمن فيهم ياسر عرفات، على أن يتم ذلك في مؤتمر للمنظمة على الأراضي الأوروبية، لكنه لم يحصل على الموافقة على العملية، وبعد حرب 1967، أوصى إيتان بضرب رؤوس حركة فتح.
ويتضمن كتاب إيتان "العديد من الانتقادات لعدد من العمليات الفاشلة لجهاز "الموساد"، سواء في التعامل مع تبعات عملية ميونيخ ضد الرياضيين الألمان، إلى عملية ليلهامر التي قُتل فيها نادل مغربي عن طريق الخطأ بدلاً من علي حسن سلامة من منظمة أيلول الأسود، إلى إخفاقات المخابرات في حرب 1973، وفي أوائل الثمانينيات، حاول للمرة الثالثة الشروع في اغتيال عرفات، الذي كان في بيروت، ومرة أخرى لم يحصل على تصريح".
وهناك فصل في الكتاب "يشير إلى سلسلة من الأحداث في تاريخ "إسرائيل" التي تضفي في طريقته الشرعية على التجسس على الدول الصديقة، ونقطة التحول في الانتداب البريطاني رغم وعد بلفور، وعلاقات فرنسا الخاصة في الستينيات مع "إسرائيل"، وصولًا إلى عقد التسعينيات، إبان توقيع اتفاقيات أوسلو التي لم تغير نظرة إيتان لعرفات".
وسعى إيتان في رؤيته السياسية إلى "الانفصال عن الفلسطينيين في عمل أحادي الجانب بادرت به "إسرائيل"، يسمي خطته "فصل الفسيفساء" لأنها تترك جيوبًا يهودية في الأراضي الفلسطينية، والعكس صحيح".

اخبار ذات صلة