غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مختصون لـ"شمس نيوز": نتنياهو يُحصن بقاءه بالاستيطان والتطبيعُ غطاءٌ لنهب الأرض الفلسطينية

نتنياهو والبحرين والإمارات

شمس نيوز/ الخليل
منذ توقيع اتفاقات العار، بين "إسرائيل" من جهة، والإمارات والبحرين من جهة أخرى، برعاية أمريكية، ووتيرة الاستيطان في تزايد بشكلٍ متسارع، ففي كل يوم يتم الكشف عن مخطط ومشروع استيطاني جديد، يلتهم مساحاتٍ كبيرة من أراضي الضفة والقدس المحتلتين.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الجمعة، عن طرح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مشروعاً جديداً لبناء 5400 وحدة استيطانية جديدة لتسمين مستوطنات الضفة والقدس، وذلك بين يدي إدعاءات الدول المطبعة بوعودات بتجميد الاستيطان، وإلغاء خطة الضم.

الأطماع الإسرائيلية لم تتوقف في أراضي الضفة المحتلة والقدس، عند هذا الحد، بل وصلت إلى تصريح للحركة الصهيونية تقول فيه بأنها وضعت خططًا لجلب ربع مليون يهودي من أنحاء العالم ليسكنوا في المستوطنات، خلال 3 إلى 5 سنوات.

ووفق مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس فإن "إسرائيل" تعتبر غياب ما أسماها "الشرعية الدولية" وتطبيق قراراتها فرصةً للإجهاز على الضفة والقدس وتوسيع وتسمين الاستيطان فيهما.

وقال في حديث مع "شمس نيوز"، أن "حكومة الاحتلال تستغل كل دقيقة من وجود ترامب في الحكم وسيطرة اللوبي الصهيوني على الحكم في أمريكا، بالإضافة إلى الواقع العربي من حيث التطبيع، وصمت جامعة الدول العربية لنهب المزيد من الأراضي".

وبحسب دغلس فإن "هذه العوامل تعتبرها الحكومة الإسرائيلية ضوءاً أخضراً لاستكمال مشروع اللوبي الصهيوني على الأرض، وضم الضفة الغربية، والقدس بالكامل، وشطب حق عودة اللاجئين".

وبين دغلس أن نتنياهو كل يوم يعطي جوائز ترضية للمستوطنين للحفاظ على بقائه في سدة الحكم، مشددًا على أن اليسار اختفى في "إسرائيل"، ومن يريد النطق ب"السلام" عندهم يخجل قول ذلك، لوجود سيطرة عنصرية كبيرة جدًا.

وتابع دغلس "السعي لتسمين المستوطنات وتوسيعها جاء نتيجة طبيعية للتعبئة الدينية المتطرفة القائمة على القتل، وطرد الفلسطيني من أرضه".
ولفت إلى أن الوعودات بتجميد الاستيطان في الضفة والقدس لتبرير عملية التطبيع التي قامت بها البحرين والإمارات، لم تكن سوى مشروعاً انتخابياً لترامب حتى يضمن أكبر عدد ممكن من الدول العربية للقيام بالتطبيع والهرولة ناحيته.

وشدد دغلس على أن الجميع يدرك بأن الإمارات والبحرين عندما وقعتا على اتفاق التطبيع لم تعرفا ما كُتب، مشيرًا إلى أن "كل ما وقعوا عليه هو كلام شفوي، ولا يوجد في بنود الاتفاقية الموقعة أي ضمانة لوقف الضم".

وأضاف "الدول المطبعة والوسائل الإعلامية فيها طلبت من مراسليها في فلسطين، بعدم ذكر القدس والأسرى في التقارير الإعلامية".

ومضى المختص في شؤون الاستيطان يقول "ترامب وفريقه يحركهم عقل اللوبي الصهيوني، وفريدمان أثبت أنه صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم عندما حمل المنجل وحفر الأنفاق في القدس أمام الإعلام"، مشيرًا إلى تبجح ترامب في أكثر من مرة وقوله بأن شعبيته في "إسرائيل" أكثر من شعبية حكامها، هذا الأمر واضح لأنه يحقق لهم ما يريدون وأكثر.

وأشار دغلس إلى أن ""إسرائيل" تعتبر نفسها الولاية المدللة لأمريكا ولكل من يأتي للحكم في أمريكا"، مستدركًا "مثل إدارة ترامب لم يمر، ففي السابق كنا نسمع عن بيان في البيت الأبيض عندما يكون قرار لمشروع استيطاني، على الأقل يصدرون بيانًا يقولون أنهم يشعرون بالقلق، أما منذ مجيئ ترامب ولحتى الآن لم يخرج أي بيان من البيت الأبيض يدين الاستيطان".

وعن ما كشفته الوكالة اليهودية عن مخطط لجلب ربع مليون خلال السنوات القادمة، قال "بكل تأكيد الجميع يعلم بأن صلب التفكير الصهيوني هو جلب أكبر عدد ممكن من اليهود "لأرض الميعاد" كما يسمونها".

ودعا دغلس لمحاربة هذه المشاريع بكل ما أوتينا من قوة سواء بالوحدة أو المقاومة على الأرض، معتبرًا أن كلاً له دوره في كيفية محاربة هذه المشاريع التي ستدمر الشرق الأوسط بأكمله.

من ناحيته، يرى الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، أن هذا المخطط هو لإرضاء اليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن نتنياهو يتجه لناحية اليمين المتطرف ليؤلبه ضد اليسار، وهذا ما تم فعلًا في المظاهرات الإسرائيلية ضد نتنياهو.

ولفت حنتش في حديث مع "شمس نيوز" إلى أن "نتنياهو يريد تحقيق إنجازات بالمنظور الإسرائيلي مع قرب محاكمته بملفات الفساد، وهذا يهدف لتحشيد اليمين الصهيوني لجانبه في كل الأزمات التي تلاحقه".

ولفت إلى أنه "قبل نحو أسبوع كان هناك تصريح ببناء 5000 وحدة استيطانية معظمها ستكون في مدينة القدس"، لافتًا إلى أن الاحتلال يريد من أن تكون المدينة سياحية "إسرائيلية" من الدرجة الأولى، وبالتالي فرض وقائع جديدة على الأرض من خلال المشاريع الاستيطانية.

وتابع حنتش حديثه "الإمارات والبحرين تحدثتا عن أن أحد بنود اتفاق التطبيع هو إلغاء عملية الضم، إلا أن نتنياهو في اليوم التالي قال حرفياً بأن عملية الضم لم تُلغَ، وإنما تم تأجيلها".

ونبه إلى أن "هذه الدول لا تفهم سياسة الاحتلال، كونه يتعامل معهم من خلال "الموساد" وبعض المؤسسات بصورة سرية"، مستدركًا الآن وعندما أصبح التعامل علنياً وبشكل مباشر مع الاحتلال سيعرفون من هو وكيف يتعامل مع الآخرين.

وأشار حنتش لوجود فرق شاسع بين ما يتم نشره عبر الإعلام الإسرائيلي، وما يتم تطبيقه على الأرض.

وبيَّن أنه في أوقات سابقة كانت حكومة الاحتلال تتحدث عن أن الاستيطان توقف، ولكن على الأرض تقوم به المنظمات الصهيونية من خلال سياسة "الاستيطان الهادئ".

ومضى حنتش يقول "الاحتلال يريد فرض الوقائع على الأرض، وفي ذات الوقت يريد أن يتلاشى أي ضجة إعلامية سواء من الاتحاد الأوروبي أو الدول المناهضة للاستيطان".