شمس نيوز / عبدالله عبيد
يبدو أن الأجواء السائدة اليوم تنذر بالتصعيد والانزلاق نحو تصعيد جديد يلوح بالأفق، لا سيما مع المؤشرات الكثيرة التي تدلل على ذلك، خصوصاً الضربات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة وخرقه للتهدئة المتفق عليها عبر الوسيط المصري، في أكثر من حادثة، كان آخرها قتل أحد كوادر كتائب الشهيد عز الدين القسام شرق مدينة خان يونس.
ويضاف إلى ذلك الوضع المأساوي للقطاع في ظل الحصار وتأخير إعادة الإعمار؛ وتأجيل المفاوضات غير المباشرة لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار، مما قد يشعل فتيل الحرب من قبل فصائل المقاومة والتي حذرت مراراً وتكراراً من انفجار الوضع في غزة، إذا لم يبدأ الإعمار ولم تلتزم إسرائيل ببنود التهدئة التي أنهت حربا استمرت 51 يوما، وراح ضحيتها آلاف الفلسطينيين.
ويرى مراقبون أن الحرب الجديدة بدأت تلوح في الأفق، في ظل تمادي الجانب الإسرائيلي بالاعتداء على القطاع وخرق التهدئة، منوهين إلى أن فصائل المقاومة في غزة على أهبة الجاهزية والاستعداد لردع أي عدوان إسرائيلي.
وشدد المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" على أن المقاومة لن تسمح للاحتلال أن يخترق التهدئة وأن يشن حربا على قطاع غزة دون دراسة هذا الأمر والرد عليه.
وكان محلل صحيفة (يديعوت أحرونوت) رون بن يشاي، قال إن الجناح العسكري لحركة حماس يُراهن على تجديد القتال مع إسرائيل من أجل خلط الأوراق والخروج من المأزق الماليّ الذي يُعاني منه سكان القطاع، بحسب تقديره.
وأضاف بن يشاي في مقالٍ تحليليّ نشره على موقع الصحيفة، إنّ القيادة السياسية لحماس في القطاع تبث رسائل مفادها أنّها معنية بتثبيت التهدئة، وأنّ حماس تُواصل تهديد إسرائيل من أجل الضغط على مصر والسلطة من أجل التعاون في قضية إعمار غزة، على حدّ تعبيره.
المقاومة تدرس الرد
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن خرق التهدئة الحاصلة بينهم وبين فصائل المقامة في غزة عبر الوسيط المصري، مشيرة إلى أن المقاومة ستدرس الزمان والمكان والكيفية التي سترد بها على خرق التهدئة.
وأكد القيادي في حركة حماس إسماعيل الأشقر لـ"شمس نيوز"، أن "المقاومة لن تشرع للاحتلال أن يخترق التهدئة وأن يدخل قطاع غزة، ويطلق النار على الصيادين والمزارعين دون دراسة هذا الأمر وكيفية الرد عليه"، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية دائماً وأبدأ جاهزة لردع أي عدوان.
وأضاف: المقاومة جاهزة وعلى كفاءة وقدرة يمكن الرهان عليها في الرد على التصعيد الإسرائيلي، وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع وهي تعد نفسها لأي معركة قادمة، لحماية أبناء شعبنا".
أهبة الاستعداد
من جهته، رجّح الخبير في الشأن الإسرائيلي، د. إبراهيم جابر أن تقوم إسرائيل بشن هجمات موضعية في قطاع غزة، مستبعداً شن حرب عسكرية على القطاع في هذا الوقت.
وفي حال شن الاحتلال أي حرب على غزة، أكد جابر خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن فصائل المقاومة الفلسطينية، على أهبة الاستعداد لأي عدوان قادم، رغم ويلات الحرب الأخيرة التي يعيشها القطاع هذه الفترة.
وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يتابع ويراقب المقاومة الفلسطينية وأعمالها على الأرض، وبالأخص بناء وترميم الأنفاق، حسب تصريحات قادة إسرائيل، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن المقاومة لديها قدرات عسكرية قد تفاجئ بها العدو في الفترة القادمة.
خوض المعركة
الخبير العسكري، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، توقع نشوب حرب جديدة، في حال تمادى الجانب الإسرائيلي في الاعتداء على القطاع وخرق التهدئة.
وقال الشرقاوي لـ"شمس نيوز": إن وجدت المقاومة نفسها مضطرة لخوض حرب جديدة للدفاع عن جماهيرها وعن نفسها وكسر الصلف الإسرائيلي، فإنها ستخوض هذه المعركة دون أي تفكير"، مؤكدا أن المقاومة جاهزة للتصدي لأي خرق أو عدوان قادم.
وأضاف: المقاومة لم تفقد مصداقيتها في الدفاع عن شعبها وعن مشروعها، ولن تسمح لإسرائيل أن تعتدي على القطاع بدون رد، وخير شاهد على ذلك التجارب الصاروخية التي تجريها مؤخرا".
وزاد الخبير العسكري قائلاً: ، وكذلك إدخال بنادق القنص في العمليات للتصدي لتوغلات الجيش الصهيوني، واستفادت من الحرب الأخيرة على القطاع وخرجت بتجارب غنية وإن كانت الحرب طويلة ومدمرة، إلا أن المقاومة أثبتت في المقابل أنها صلبة لا تستجدي وقف إطلاق النار".
وشدد الشرقاوي على جهوزية المقاومة للتصدي للعدو في حال واصل توغلاته وخرق التهدئة، وكذلك التصدي له بواسطة القصف الصاروخي إن تمادى وكرر غاراته الجوية على المدنيين وعلى مراكز المقاومة، حسب تعبيره.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ردد في وقت لاحق تصريحات غانتس، وتعهد بالرد بحزم على أي تهديد للمدنيين الإسرائيليين.
وقال نتنياهو إنّ "سياستنا واضحة، استجابة قوية وحازمة ضد أي محاولة لخرق الهدوء في الجنوب"، مُشدّدًا في بيانٍ رسمي أصدره ديوانه على أنّ إسرائيل سترد بقوة كلما كانت هناك محاولة لخرق الهدوء الذي تم التوصل إليه في الجنوب بعد عملية الجرف الصامد، الصيف الماضي، على حدّ تعبيره.