شمس نيوز/ بيت لحم
نال الفيلم الفلسطيني (200 متر) المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة، استحساناً كبيراً وأثار جدلاً واسعاً بعد عرضه لأول مرة في مهرجان عربي.
ومن خلال هذا الفيلم يناقش المهرجان القضية الفلسطينية من جديد عبر زاوية أكثر إنسانية.
والفيلم بطولة علي سليمان، ولنا زريق، وسامية البكري، وغسّان عبّاس، ونبيل الراعي، ومعتز ملحيس، وغسان الأشقر، ومحمود أبو عيطة. وهو من إنتاج مشترك فلسطيني وأردني وإيطالي وسويدي. وتدور أحداثه حول زوجين فلسطينيين من قريتين يفصل بينهما جدار عازل، ولا تتعدى المسافة بينهما الـ200 متر فقط. ويتعرض الزوجان لظروف قهرية ومصاعب إنسانية إذ يمرض ابنهما، فيحاول الأب مصطفى عبور الحاجز الأمني لعلاجه لكنه يُمنع من ذلك. وهنا، تتحول رحلة الـ200 متر إلى مأساة تهدد حياة الابن وتكشف معاناة حقيقية على الرغم من قصر المسافة.
وناقش المهرجان خلال ندوة خاصة أحداث الفيلم، بحضور عدد من النجوم والمنتجين والنقاد، وأدارت الندوة الناقدة علا الشافعي.
وقال مخرج الفيلم أمين نايفة إن العمل شارك كمشروع في انطلاق مهرجان الجونة في الدورة الافتتاحية، وفاز "بجائزة مينتور آرابيا لتمكين الشباب والأطفال".
وروى نايفة أن كتابة الفيلم استغرقت 10 سنوات، وبدأت الفكرة منذ كان يدرس السينما وطلبت منه أستاذته أن يكتب ثلاث أفكار لاختيار واحدة قد تكون نواة مشروع فني مميز يتم العمل عليها وتطويرها بعد التخرج. ومن ضمن الأفكار الثلاث التي كتبها بحسب قوله كانت فكرة فيلم (200 متر).
وتابع أن طفولته سبب إعداده هذا الفيلم، إذ ولد وعاش مع والدته في قرية فلسطينية واقعة في الجانب الواقع تحت الاحتلال، وقبل العام 2005 كانت الحياة أسهل، ولكن بمجرد بناء الجدار العازل بدأت السيطرة والهيمنة والقمع من الجانب الإسرائيلي. وهنا، أصبح الوصول إلى أمه صعباً على الرغم من قصر المسافة بينهما. وما حدث شكل تأثيراً نفسياً كبيراً فيه، حتى نفّذ الفيلم الذي كتب نسخته الاحترافية في العام 2013. وعلى الرغم من ذلك واصل العمل لتطوير الأحداث والشخصيات والنص طوال 7 سنوات، وكاد المشروع أكثر من مرة أن ينتهي، وما بين صعود وهبوط مرت سنوات طويلة سببت له اكتئاباً، لأن في معظم الوقت كان المشروع محكوماً عليه بالفشل بسبب الصعوبات التمويلية.