غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

نتائج الانتخابات الأمريكية هل تشعل حربًا أهلية؟

الكاتب أحمد زقوت.jpg

بقلم/ أحمد زقوت

يتواصل فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تشهد أكبر منافسة في اقتراع رئاسي بتاريخ البلاد، وتؤكد حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدمها بالولايات الحاسمة، أم المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب بدأ بالتشكيك بالنتائج وبالطريقة التي يجري فيها فرز الأصوات في بعض الولايات الرئيسية.

ومع احتدام شدة المنافسة بين الرئيس ترامب وجو بايدن حول إعلان كلاهما الفوز لصالحه، هل تتّجه الولايات المتحدة إلى أزمةٍ سياسية وحرب أهلية؟، خاصة بعد الإعلان المرتقب عن اسم الفائز بالرئاسة اليوم، والمرجّح أن يكون جو بايدن كما تظهر صناديق الاقتراع وفرز الأصوات.

وتتولّى الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب بإطلاق شرارة الأزمة السياسية من البيت الأبيض من خلال إعلان ترامب في مؤتمر صحفي، فوزه بالانتخابات رغم عدم الانتهاء من فرز الأصوات، قائلًا "بالنسبة لي لقد فزنا بها بالفعل"، مهددًا لجوئه للمحكمة العليا لوقف عدّ الأصوات في بعض الولايات التي خسرها، فيما وصفت حملة بايدن تصريحات ترامب بشأن الفرز بـ"الفاضحة وغير المقبولة"، مُؤَكِّدَة على التصدي لتهديده بالذهاب للمحكمة، كما صرحت مديرة حملة بايدن الانتخابية، جين أومالي ديلون" لدينا فرق قانونية جاهزة للتصدي لهذا المسعى".

قد يتحول هذا الارتباك إلى أزمة سياسية "قضائية" كبيرة في حال نفذ دونالد ترامب وعيده باللجوء إلى المحكمة العليا للطعن بقانونية بعض بطاقات الاقتراع، مما يعني أن الشعب الأمريكي سينقسم بين مؤيد ومعارض في هذه الانتخابات، وبالتأكيد سيكون حالة من المخاوف والبلبلة، التي قد نشهد اضطرابات كبيرة في الميدان.

وهذا ما نشهد الآن من مظاهرات لأنصار كل مرشح، فنظمت في مدينتي واشنطن ونيويورك الليلة الماضية واليوم الخميس مظاهرات لأنصار المرشح الديمقراطي في جو بايدن للمطالبة باحتساب جميع الأصوات وعدم قبول طلبات ترامب بوقف الفرز في عدة ولايات، على جانب آخر تجددت مظاهرات أنصار الرئيس دونالد ترامب أمام البيت الأبيض وسط العاصمة واشنطن، مطالبين أن تتوقف عملية احتساب الأصوات وبتمكينهم من المشاركة في الفرز.

ويبدو أننا مقبلون على سيناريو أكثر خطورة ألا وهو الفوضى والعنف، بسبب تمسُّك ترامب بإعلان الانتصار، وإرجاعه أصل المشكلة إلى طريقة التصويت والفرز، في وقت تصاعد احتمال فوز منافسه بايدن، بدليل زيادة حمى شراء السلاح، حيث بلغ حجم مبيعات الأسلحة 1.8 مليون قطعة خلال أيلول الماضي بزيادة 66% عن نفس الشهر خلال العام الماضي.

لكن الحديث عن حرب أهلية، وهو ما نسمعه من حين لآخر، إنما يعني وجود جماعات أو شرائح متطرفة، بعضها مسلح، تؤمن بشكل مطلق بنقائها السياسي وبفوقية العرق الأبيض وأفرادها يصنفون أنفسهم على أنهم مدافعون عن الحرية في وجه أي محاولة لتغيير هوية أمريكا، وإمكانية القيام بأعمال عنف متفرقة من قبل أفراد أو مجموعات صغيرة، مثل مجموعات اليمينية المؤيدة لترامب والتي ظهرت مؤخرًا حيث خرجوا بسلاحهم إلى الشوارع في عدة ولايات رفضا للإغلاق بسبب جائحة "كورونا".

وفي مؤشر واضح على القلق الناجم عما بعد إعلان نتيجة الانتخابات، حصّنت متاجر عدة في مدن كبيرة منها واشنطن، ولوس انجلوس، ونيويورك واجهاتها تحسبا لأعمال عنف قد تلي الانتخابات، وأمام برج ترامب الشهير، انتشرت تعزيزات أمنية مع متاريس وعدد كبير من عناصر الشرطة.

وتظهر التظاهرات بين مؤيدي كلا الطرفين، مستوى الاحتقان في الشارع الأميركي، وتكشف عن عمق الأزمة السياسية التي كرست الهوة داخل المجتمع، وزادت انقسامه عموديًا وأيديولوجيًا وعقائديًا، وهذا ما يؤسس إلى صراع وربما مواجهات وصدامات دامية لاسيما بعدما بلغ التوتر بين أنصار المرشحين ذروته عند اقتراب إعلان النتيجة.

وفي ظل الفراغ السياسي الذي قد يصاحب السياسة الخارجية الأمريكية في حال ظلت نتائج الرئاسية غير واضحة لفترة ما، ولجوء كل جانب وخاصة الرئيس دونالد ترامب وأنصاره إلى شيطانة الطرف الآخر، سيزيد من التعقيد والغموض، ويقود أي مراقب إلى اليأس، مع احتمال عدم قبول نتيجة انتخابات، قد نشهد فعلًا بداية لحرب أهلية وانقسام داخلي للشعب الأمريكي، مليئة بأعمال الشغب، إذ يعتقد بايدن أن ترامب أوصل البلاد إلى "مكان خطير" على حد وصفه.

 

 

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".