شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تركيب مكبرات الصوت "السِرِيْنة" على المركبات والدراجات النارية، وهو ما يسبب إرباكاً كبيراً لحركة المرور، كون المركبات الخاصة والعمومية تظنُ للوهلة الأولى أنَّ الصوت ناتج عن قدوم مركبات الطوارئ ذات مهام خاصة مثل الإسعاف، أو الشرطة.
وفي كثير من الأوقات تعيش العائلات حالة من القلق عند سماعها مكبرات الصوت، إذ يظنون أنَّ المركبات جاءت إلى منطقتهم في حالةٍ طارئة، ليتفاجؤوا بأنَّ شخصاً ما يتلاعب بمشاعرهم ويربك حالتهم المزاجية، بالإضافة إلى إرباك الحالة المرورية، كما تقول أم خالد أحمد.
وتنص المادة (37) من قانـــــون المــــــرور رقم (5) لسنة 2000 على أنه لا يجوز استعمال المركبة بتركيب مكبر صوت عليها؛ إلا بموافقة سلطة الترخيص ويجوز للشرطة حجز المركبة لحين إزالة أسباب المخالفة.
وتضطر أم خالد في كثيرٍ من الأحيان لإرسال ابنائها إلى الشارع ليأتيَّ لها بخبر يقين، وفي كلمة مرة يعود لها قائلاً: "ما في حاجة، سيارة خاصة أطلقت تلك الأصوات"، وهو ما يتسبب بامتعاض كبيرٍ لها ولباقي الجيران.
لا يتوقف الحال على إرباك الحالة المزاجية لأم خالد، إذ أنَّ الأكثر خطورة هو تأثير تلك المكبرات على الحالة المرورية، إذا يضطر أبو زهير قدادة (سائق مركبة أجرة) للإسراع وافساح الطريق بشكل سريع، وهو ما قد يعرضه لمخاطر كبيرة، ليس أقلها حادثٍ سير مروع.
وأوضح قدادة "أنه في كثير من الأحيان نتفاجأ بأن هذه السِرِيْنة هي على مركبة خاصة أو على دراجة نارية يعمد صاحبها على إزعاج من هم في الشارع ليتم فتح المجال أمامه، وعند فتح الطريق له يتفاجأ السائقون بأنه ليس سيارة لها مهام يبدأوا بتوجيه الشتائم عليه".
ويقول لمراسل "شمس نيوز": "لو أن كل صاحب سيارة قام بتركيبها في سيارته تتحول الطريق إلى فوضى"، منوهاً أنَّ الإرباك لا يتوقف على المركبات الخاصة، وإنما أيضاً يربك المركبات الحكومية.
واستذكر قدادة ما حصل معه قبل أيام قليلة، قائلًا "كنت أسير في شارع النصر وكان الشارع حينها مزدحم للغاية، وإذ بصوت سرينا يأتي من بعيد، فاضطر جميع السائقين والركاب لفتح الطريق، وكاد يحدث حادث سير في المكان، ليجدوا أن هذا الصوت ناتج عن دراجة نارية، وهو ما أزعج الناس".
كوارث بالمجان
بدوره، أبدى الباحث في السلامة المرورية العقيد فتحي أبو سمرة أسفه من سلوكيات بعض المواطنين في غزة، وارباكهم للحالة المرورية دون حاجة إلى ذلك.
وذكر أبو سمرة أنَّ مخاطر إطلاق مكبرات الصوت عبر المركبات الخاصة عديدة، إذ أنها تربك الحالة المرورية، وقد تسبب حوادث طرق مروعة.
وأكَّد أبو سمرة في حديث مع "شمس نيوز" أن مكبرات الصوت تضر بالمجتمع بحيث يضطر السائقون في حال سماع صوتها فتح الطريق أمام السيارة التي تحويها، مشيرًا إلى أن من يعمل على وضعها داخل السيارة يكون قد تسبب بمخاطر مرورية جمة أهمها وقوع غيره في حوادث سير".
وأوضح أن الاستمرار في استخدام مكبرات الصوت قد يعيق عبور حالات حقيقة، إذ سيصبح الأمر بالنسبة للناس "مجرد كذبة" يفتعلها بعض أصحاب المركبات، فيعرقلون مهمات إنسانية وحكومية ملحة.
وعن وفرتها في الأسواق بأسعار رمزية، قال أبو سمرة "للأسف الشديد دخولها إلى قطاع غزة يتم دون رقابة حكومية كافية عليها أو على مصارف بيعها، لذلك هي منتشرة بكثرة".
وطالب المختص المروري الحكومة متابعة المحال التي تقوم ببيع مكبرات الصوت والتشديد عليها بأن لا يتم بيعها إلا للجهات المختصة أو بتصريح من وزارتي الداخلية والصحة، كونها مخالفة لقانون عدم الإزعاج في المناطق العامة.
كما، وطالب الشرطة بضرورة القيام بحملات مرورية للحد من هذه الظاهرة التي تؤرق المجتمع، داعيًا السائقين والمواطنين للإبلاغ عن أي مركبة تستخدم تلك المكبرات.