قائمة الموقع

في ذكرى استشهاد أبو العطا.. تآكل قوة ردع الاحتلال أمام المقاومة تظهر مجدداً

2020-11-10T15:58:00+02:00
بهاء أبو العطا.jpg

شمس نيوز/ محمد أبو شريعة

يواصل الإعلام العبري منذ أيام التلويح باستعداد جيش الاحتلال للدخول في موجة تصعيد جديد مع غزة، عشية الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد عضو المجلس العسكري لسرايا القدس وقائد المنطقة الشمالية فيها بهاء أبو العطا "أبو سليم"، ويتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية بشكل متواصل في أجواء القطاع.

ويقول الخبير في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، إن التوجه الأمني لدى الاحتلال لا يؤخذ من إعلامهم، فما يطلقونه من تصريحات في وسائل الإعلام -حول نوايا بهجوم مفاجئ أو عملية اغتيال لدى أحد قادة المقاومة الفلسطينية- قد يكون غير حقيقي، وربما يغطي على نشاط أو عمل أمني غير الذي يقدموه في الإعلام، وربما يهدف إلى التضليل والمشاغلة لهدف آخر يريدون تحقيقه.

وأضاف أبو هربيد في حديث خاص لـ "شمس نيوز": "في الوقت الحالي يوجد إشكالية لدى الاحتلال الإسرائيلي في المشهد الداخلي وخاصة لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب فوز جو بايدن على دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية".

واستبعد أبو هربيد أن يلجأ الاحتلال إلى تصعيد أو الإقدام على عملية اغتيال مفاجئة؛ كونه لا يريد في الوقت الحالي أن يدخل في دوامة صراع مع المقاومة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" في أمس الحاجة حاليًا أن تبقى الأمور هادئة.

واستطرد: "لكن الاحتلال إذا ما أراد القيام بعمل أمني خاطف، لا يحرك طائراته ولا يتحدث عن تصعيد في الإعلام، أو شيء يتعلق في هذا الجانب، مضيفًا: "ما دام الاحتلال يتحدث بنبرة التهديد والتحذير ويحرك طائراته، هو يريد فقط أن يستنفر الشعب الفلسطيني بغزة ومقاومته، وهذا يشير إلى عدم وجود سلوك يمكن أن يفاجئ القطاع".

"عبرة في التجارب"

أما المختص الأمني د. محمود العجرمي فيرى أن إطلاق التهديدات تجاه قطاع غزة ما هو إلا انعكاس لحالة الرعب وهشاشة الدفاع التي يعيشها الاحتلال من امكانية القيام بأي عدوان كما كان الحال منذ عقود.

ويوضح العجرمي خلال حديث مع "شمس نيوز"، أن الاحتلال مرتبك مع اقتراب ذكرى أبو العطا، معتبراً أن إطلاق تلك التهديدات لا تعكس النوايا بشن عدوان جديد على قطاع غزة، بل تعطي انطباعاً عن الهشاشة والضعف الذي يعيشه العدو على المستوى العسكري من تجاربه مع المقاومة.

ووفق المختص الأمني، فإن الاحتلال يعلم أنه منذ العام 2006 على وجه الخصوص في جنوب لبنان وقطاع غزة وما تلاها من عدوانات فرضت المقاومة قوة ردع جديدة، فقد أضحى غير قادر على استخدام قوته المفرطة في انجاز أهداف سياسية بعدما فرضت المقاومة تآكلاً على هذا الردع.

وأشار إلى أنه "عندما لا يستطيع جيش أيًا كان وزنه من انجاز انتصارات سياسية تتآكل قدرته على الردع"، معتبراً أن هذه حقيقة ما يعيشه العدو في هذه اللحظات.

وتابع العجرمي حديثه: العدو يعلم جيدًا وجود تنسيق بين قوى المقاومة بالشمال والجنوب وهذا التنسيق مدعى للخوف كون أن العدو لم يُقاتل على أكثر من جبهة في وقتٍ واحد خلال تاريخه العسكري، لافتاً إلى أن هذه ثغرة كبيرة في منظومته الدفاعية والعسكرية، وهو "يحاذر من الوقوع في كمين المقاومة والدخول في جولة على الجبهتين".

وأشار إلى الرعب الذي يعيشه جيش الاحتلال من القتال على أكثر من جبهة خاصة وأن قادته على تعاقبهم تحدثوا عن الخوف من القتال على جبهتين، ويضيفون لذلك الآن تخطيطًا وتنسيقًا بين هذه الجبهات، وليس فقط على جبهتين غزة وحزب الله يوجد أيضا الجبهة السورية والخطوط المباشرة مع إيران وانفتاحها على العراق واستمرار التواصل بين دول محور المقاومة ووجود عشرات الآلاف من الصواريخ، إلى جانب رؤوس تدميرية بآلاف الكيلو جرامات ودقة الأهداف بحدود من 10 – 20 متر فقط.

ولفت العجرمي إلى أن وزير حرب الاحتلال بيني غانيتس كرر في أكثر من لقاء له أن دولة الاحتلال تواجه تهديد آلاف الطائرات المسيرة والصواريخ التي ستسقط عليها.

ووفق العجرمي فإن امكانية التعاطي مع ذلك بالإضافة لأن جبهة فلسطين المحتلة "ضحلة" لا تسمح للجيش بالمناورة بشكل واسع، إلى جانب وجود خارطة نقاط حساسة جدًا لدى المقاومة كمحطتي الكهرباء الإسرائيلية ومطار "تل ابيب" ومطار إيلات الذي لازال في بداياته، إضافة إلى مستودعات الأمونيا والتكروكيماويات ومصافي النفط في حيفا جميعها في خارطة أهداف المقاومة سواء في غزة أو لبنان والاحتلال يواجه مشكلة في نقلها من مكان لآخر كل ذلك يشل القدرة الإسرائيلية على فتح أي جولة تصعيد مهما كان حجمها، معتبراً أن تدحرج كرة اللهب في أي مغامرة حمقاء ستؤدي إلى اشتعال كل الجبهات.

ولفت العجرمي إلى أن كل ما سبق لا يعني أن يتراخى قادة المقاومة أو أن يستهتروا في هذا الوقت، داعيًا إياهم الأخذ بعين الاعتبار أن العدو قادر على إدارة تدمير منهجي ومدبر ومنظم "لكننا نحن في معارك مراكمة النقاط ولسنا في معركة الضربة القاضية مع الاحتلال".

واستذكر في حديثه ما حصل في الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أن معارك الشعوب معارك إرادات وليس معارك أسلحة، لم يسجل التاريخ أن احتلالًا انتصر بالقوة العسكرية، دائما الشعوب تنتصر بالإرادة.

اخبار ذات صلة