قائمة الموقع

إسرائيل والأسابيع المتبقية لترمب ...؟

2020-11-16T14:49:00+02:00
د. هاني العقاد

بقلم/ د. هاني العقاد

يعرف نتنياهو أن سياسة الفائز الجديد بالمكتب البيضاوي في البيت الابيض جوزيف بايدن سوف تختلف عن سابقه ترمب وقد يغير بايدن سياسة التعامل مع حكومة نتنياهو في العديد من القضايا التي لها علاقة بالصراع مع الفلسطينيين , ويعرف نتنياهو ان بايدن لن يكمل تطبيق صفقة ترمب المسماة ( صفقة القرن ) قد لا يسمح بايدن لحكومة نتنياهو بالاستمرار بالتوسع الاستيطاني وتنفيذ الضم علي الأرض، وقد لا يعترف بايدن بهذا الضم تحت اسوأ الظروف . ما بات معروفا أن نتنياهو منذ أن ظهرت نتائج الانتخابات الأمريكية الأولية وهو يسارع للعمل علي اجراء تغيرات في الخارطة الجيوسياسية بالضفة الغربية من طرف واحد مستغلا ما تبقي من فترة تسعة أسابيع لترمب . لذلك تعلن اسرائيل كل يوم عن بناء وحدات سكنية جديدة وتغير في خطوط الطرق الرئيسة بالضفة لعزل مدنها الفلسطينية وتقطيع اوصالها وبالمقابل ربط المستوطنات الكبرى بعضها ببعض، ليس هذا فقط بل تشريع المستوطنات العشوائية المنتشرة في كافة انحاء الضفة الغربية هذا بخلاف ما ينفذه الجيش الإسرائيلي في الأغوار من عمليات تنفيذ مخططات قضم لأراضي الاغوار تحت ذرائع عسكرية بأن بعض تلك الأراضي أصبحت مناطق عسكرية يستخدمها الجيش كميدان في عمليات تدريب عسري ومناورات مستمرة ويقوم بعد ذلك بتسليمها للمستوطنين .

إدارة ترمب مازالت مستمرة في منح حكومة نتنياهو كافة الصلاحيات لإحداث تغيير جيوسياسي علي الارض ما سيكون من شانه ان يعيق اي تفكير قادم بتطبيق حل الدولتين كبديل عن صفقة ترمب المجنونة .هذا الاسبوع سوف يأتي بومبيو الي المنطقة وسيجتمع مع وزير الخارجية البحريني ونتنياهو في القدس وسوف يذهب الي الضفة الغربية لزيارة مستوطنة ( بساغوت ) في اشارة من ادارة ترمب الي اعترافها بالسيادة الاسرائيلية علي هذه المستوطنات بالرغم من أن هذا يعارض كافة بنود القانون الدولي باعتبار كل المستوطنات المقامة علي الارض الفلسطينية بالضفة الغربية غير شرعية حسب قرار مجلس الامن 2334 . الاهم ان زيارة بومبيو اليوم تعني ان نتنياهو حصل علي الضوء الاخضر بضم كافة مستوطنات الضفة الغربية وتطبيق القانون الاسرائيلي عليها . ولن يتوقف الامر عند هذا بل ستحاول اسرائيل الان تحقيق المزيد من الخطوات بدعم امريكي لتحكم احتلالها وتحكم تصفية ما تبقي للفلسطينيين حقوق دينية بالمسجد الأقصى وأخشي أن يبادر نتنياهو بالطلب من ادارة ترمب المساعدة في انهاء رعاية الاردن للمقدسات في القدس في خطوة قد تعني الكثير لنتنياهو .

الآن بدأت إسرائيل تخطط لزرع موظفين بالبيت الابيض موالين لها بل أن بايدن بنفسه سيختار من بين طاقمه يهود صهاينة وهذا قد يؤثر علي القرار فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني وخاصة أن ادارة بايدن وعدت بإعادة العلاقات مع الفلسطينيين واعادة فتح مكتب المثيل السياسي الفلسطيني في واشنطن بالإضافة لإعادة ضخ الاموال والمساعدات للفلسطينيين والاعتراف بحل الدولتين كأساس لحل الصراع وهذا ما لا تقبله إسرائيل بعد ان اخذت الكثير من ترمب وحاصرت الفلسطينيين سياسيا وماليا وامنيا ووصلت لاتفاقيات تطبيع مع ثلاث دول عربية وبدأت تعزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي . حكومة اسرائيل الان تستغل كل عنصر قوة لها لتتغلغل داخل الادارة الجديدة مع العلم ان ذلك متاح لرجال اسرائيل اليهود وهم كثر بفريق بايدن ايضا ولكن مع تأكد اسرائيل أن بايدن لن يقبل باي توجيهات اسرائيلية كالتي كانت تصدر لفريق ترمب وبالتالي لن يقبل بالعمل لأجل اسرائيل فقط اكثر من ان يعمل لصالح سمعة امريكا السياسية من خلال ادارة محكمة للقضايا الخارجية التي تهم امريكا وتحسين سمعتها بعد ان دمر ترمب هذه السمعة وجعل من امريكا اضحوكة أمام العالم , سوف توظف حكومة نتنياهو كل ما لديها من علاقات وقوي مؤسساتية ولوبيات يهودية لمنع أي اعادة للعلاقة مع الفلسطينيين ووقف دفع اي مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية بل والاستمرار في محاصرتها ماليا وسياسيا واضعافها حتي تأتي زحفاً علي ركبتيها تقبل ما ترمي به اليها الحكومة اليمنية الاسرائيلية , سوف يسعي نتنياهو واليمين الحاكم وقوي اليمين الامريكي الصهيوني علي الا تنكر الادارة الجديدة صفقة القرن وستفعل كل شيء من اجل ان تتبني ادارة بايدن الجديدة ما تطمح له اسرائيل وهو الاعتراف بالتغيير الاسرائيلي للضفة الغربية والمتمثل في ضم مستوطنات الضفة الغربية الي السيادة الاسرائيلية وانشاء مستوطنات جديدة في غور الاردن لتبقي السيادة الامنية الاسرائيلية لإسرائيل وحدها وبالتالي تعيق وتمنع اقامة دولة فلسطينية متوقعة تكون علي اتصال جغرافي مع المحيط العربي وخاصة الحدود الشرقية اي الاردن .

لن تنام اسرائيل من الان فصاعدا ولن تراهن علي الادارة الامريكية الجديدة وخاصة انها لم تفعل ذلك حتي في عهد ترمب الذي خدم اسرائيل برجال وضعهم الموساد الاسرائيلي في ادارته واستطاعت اسرائيل ان تحقق ما لم تحققه علي مدار عشر ادارات امريكية سابقة , وسيكون لديها من الخطط الخبيثة ما لم يتوقعه احد ,تغلغل في صفوف ادارة بايدن وتوظيف قوة اللوبي الصهيوني في الكونغرس لمنح الوقت لإسرائيل حتي تستكمل حكومة اليمين الاسرائيلي مشروعها الصهيوني في دولة يهودية كبري علي كل التراب الفلسطيني . ان لم يكن لدينا كفلسطينيين خطط مواجهة لهذا السلوك اليميني الاسرائيلي دون الارتهان الي سلوك بايدن وادارته اعتقد اننا سنجد انفسنا محبوسين في كانتونات فلسطينية الخروج منها او الوصول لمحافظة فلسطينية اخري يتطلب تقبيل ايدي الامن الاسرائيلي سلفاً .

اخبار ذات صلة