شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
تصوير / حسن الجدي
إبرة وخيط، أدوات بسيطة موجودة في كل بيت، إلا أنها كانت مصدر إلهام بالنسبة للفتاة آية مغاري، والتي عملت على دمج موهبتها في الرسم بالألوان مع شغفها للعمل في مجال الحياكة، لتبدع بالرسم باستخدام الصوف.
بدأت الحكاية مع الفتاة مغاري والتي تقطن في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، حين كانت تبحر في مواقع الانترنت لاكتشاف مهارة جديدة تنسجم مع موهبتها وعملها كفنانة تشكيلية و تمكنها من إيجاد مصدر دخل، يُعيل أسرتها ويساعدها في تحقيق حلمها بالحصول على درجة الماجستير.
وصلت مغاري إلى مرادها ووجدت المهارة الجديدة التي تريد تعلمها، وبدأت بإجراء تجارب بسيطة إلى أن تمكنت من إتقان الرسم باستخدام الإبرة والصوف على قطع من القماش.
تقول مغاري لمراسل "شمس نيوز": بدأت المشروع بعدد بسيط من اللوحات التي رسمتها، قمت برسم بعض الصور والأشخاص وعرضتها على صفحتي في فيس بوك، حيث أنها لاقت إعجاب الكثيرين وبدأت أتلقى اتصالات لرسم اللوحات".
وأضافت " رغم أن مشروعي في بدايته ولم يكمل سوى شهر ونصف من عمره، إلا أنه لاقى إقبالًا واسعًا من الجمهور"، مشيرةً إلى أن سبب الإقبال هو أن هذه المهارة غير موجودة في قطاع غزة، ولم يكن يعمل بها أحد في الوقت السابق.
ولفتت مغاري إلى، أن عملها لا يقتصر على رسم اللوحات الفنية، إنما تعمل في إنتاج أشياء أخرى بالصوف، كالبساط والمخدات ومكملات الديكور الأخرى، منوهًة إلى، أن موهبتها بالرسم ساعدتها بشكل كبير في هذا النجاح.
وتابعت " في بداية الأمر وجدت شيء من الصعوبة سيما في توفير الأداة التي من خلالها أعمل على رسم اللوحات، بالإضافة إلى تكلفة الصوف العالية والذي بحاجة لرأس مال، بجانب عدم وجود مركز لتعليم هذه المهارة".
وأعربت الفتاة مغاري، عن أملها بالحصول على منحة لتطوير مشروعها كي تتمكن من تحقيق حلمها ببيع هذه اللوحات، مضيفةً " لدي طموح كبير في فتح متجري الخاص، وتوسيع هذه الفكرة ومستعدة لتعليم فتيات من باب نشر هذه المهارة في قطاع غزة، وتمكينهن من تحدي الظروف الاقتصادية".
هدايا وديكور
تقول مغاري، إن معظم الذين اشتروا من لوحاتها الفنية قاموا بإهدائها إلى أصدقائهم أو أقاربهم، أو قاموا بإضافتها إلى ديكورات المنزل، فهي وفق الفتاة مغاري عصرية ومميزة.
أما الشاب نور محمود والذي كان قد جاء لاستلام لوحته من منزل الفنانة خلال تواجد طاقم "شمس نيوز"، فقال إن فكرة اللوحات لفتت انتباهه من خلال صورة شاهدها عبر الفيس بوك، وأراد أن يهدي لوحة لخطيبته.
يضيف محمود" لفتت انتباهي الفكرة، و لان التي تقوم بها فتاة تشجعت بأن أقوم بإهداء خطيبتي لوحة بصورتها، فهذه فكرة جديدة ولم تحدث سابقًا".
يكمل محمود بالقول : حتى إنني أفكر في اختيار بعض المفارش واللوحات التي تنتجها آية لإضافتها إلى شقتي".