شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
أعلنت السلطة الفلسطينية، مساء أمس الثلاثاء، استئناف علاقاتها مع "إسرائيل"، بناءً على رسالة تلقاها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، من منسق أعمال حكومة الاحتلال كميل أبو ركن.
هذه الرسالة التي كانت ردًا على رسالة أرسلتها السلطة في السابع من أكتوبر 2020، وأخفتها عن الإعلام و الفصائل، رغم اللقاءات المستمرة والأجواء الايجابية التي كانت تشهدها الساحة الفلسطينية خلال الفترة الماضية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح د. عبد الستار قاسم، أكد أن قرار السلطة بعودة علاقاتها مع "إسرائيل" نسف كل الجهود المبذولة في القاهرة لإتمام ملف المصالحة الفلسطينية.
وتساءل قاسم خلال حديثه لـ"شمس نيوز" عن الفائدة من وراء الحديث في موضوع المصالحة، في ظل قرار السلطة بالعودة إلى خدمة الكيان الإسرائيلي، والحديث عن الفائدة من برنامج المقاومة الشعبية في ظل التنسيق الأمني.
وقال قاسم إنه" لم يعد هناك أي مجال لكلام جدي أو اتفاقيات يمكن أن تُطبق، لذلك انتهت لقاءات القاهرة سريعًا، وتم نسف كل جهود المصالحة من خلال التوصل لاتفاق مع "إسرائيل".
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع قاسم، بأن قرار السلطة الأخير نسف جهود المصالحة الفلسطينية.
ويرى عوكل في حديثه لـ"شمس نيوز" بأن السلطة لن تقول أنها أوقفت المصالحة بل ستتحدث بعالي الصوت عن إيجابية الأجواء، وأن الفصائل الأخرى هي التي ستتراجع بسبب هذا التطور السياسي، على عكس السلطة التي سترفع السقف عاليًا.
وأضاف عوكل" في حال تعطلت المصالحة، ستقول السلطة أن الفصائل هي من رفضتها وليس فتح".
وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى، أن توقيت الإعلان عن عودة السلطة للاتفاقات مع "إسرائيل" مهم، سيما وأن المستفيد من هذا القرار هو "إسرائيل" في ظل الأجواء الإيجابية التي كانت تجوب لقاءات القاهرة، قبل هذا الإعلان وما تلاه من بيان أعقبه انسحاب الوفود من مصر
الإغراء بالرواتب
وبالعودة إلى البروفسور عبد الستار قاسم، فإنه يرى أن السلطة تتلاعب في نفسيات ومعنويات الشعب الفلسطيني، من خلال إغرائهم بأنها ستصرف الرواتب كاملة مع عودة التنسيق وإدخال أموال المقاصة.
وقال قاسم: تفاجئنا بهزيمة جديد وأسموها بالانتصار، كالعادة اخفت السلطة طلبها بعودة العلاقات مع "إسرائيل" لأكثر من شهر ونصف"، معتبرًا أن السلطة أرادت من ذلك الاستمرار في خداع الفصائل والتأثير بالرأي العام الفلسطيني.
ورأى قاسم أن الفصائل عاجزة عن فهم وظيفة وشخوص السلطة الفلسطينية، مضيفًا أن العلاقات الجدلية بين الاحتلال والسلطة والتنسيق الأمني هو مبرر وجودها، لذلك إذا استمرت في وقف التنسيق فستفقد هذا المبرر.
من ناحيته، يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن السلطة منفصلة مع نفسها في موضوع قرارات وقف التنسيق الأمني ومقاطعة "إسرائيل".
ووفق عوكل فإن العودة السريعة للعلاقات بين السلطة و"إسرائيل" جاءت بعد قرار الاحتلال بإعادة أموال المقاصة، وأيضا التغيرات السياسية في أمريكا مع وصول جو بايدن لسدة الحكم ومشروعه المعلن بالعودة لـ"حل الدولتين" والمفاوضات وعودة العلاقات الأمريكية للسلطة.
وأردف بالقول: كل ذلك دفع السلطة بأن تقرر العودة لهذا المربع سيما وأنها لم تتوقف عن الاستعداد لمفاوضات على أساس رؤية الدولتين.